مجاملات المسئولين على حساب أموال الشعب
قبل أكثر من شهر احتفل رئيس مجلس محافظة بغداد بزواج ابنه والى ألان لا يوجد ما يدعو للدهشة والاستغراب في هذا الخبر
وان كانت كل الإمكانيات لمجلس المحافظة قد أعدت لتكون لائقة بزواج ابن المسئول وهذا ليس غريبا أبدا بل هو أكثر من عادي في توظيف كل إمكانيات للدولة للاستخدامات الخاصة لان المسئول صاحب الفضل الكبير على الحكومة في توليه المنصب وتقاضي تلك الرواتب التي ليس لها مثيل في بقاع الكون حتى أخذت الحيرة تأخذ مأخذها في نفوس السادة كبار الموظفين في آلية صرف تلك المبالغ الخيالية فتارة تصرف بالزيجات المتعددة السرية والعلنية وتارة بشراء البيوت بالجملة وتارة بالسفر مع أن السفر وهو من حساب ميزانية الدولة ....وبالعودة إلى حفل زواج ابن رئيس مجلس المحافظة وهو المشابه لحفلات أبناء المسئولين العراقيين الجدد رغم أن ما يحسب له انه أقامها في العراق إذ غالبا يفضل باقي المسئولين إقامتها في الخارج بعيدا عن عين الحساد من الفقراء ومن أكثر من مليونين شاب لا يطمح إلا بغرفة صغيرة لإكمال نصف دينه
الملفت أن منطقة حي الأمانة ابتهجت ليس بالزواج وإنما بهدية أمين بغداد المتخاصم مع والد العريس لأنه أراد أن يجامل ويسوي الخلاف بإرسال معدات تبليط الشارع فبل الزواج بأيام في منطقة حي الأمانة بحي جميلة محلة 510 تلك المنطقة التي تشكو منذ سنين مثل اغلب مناطق العاصمة من سوء الخدمات وتكسر الشوارع والأرصفة
وزغردن نساء المنطقة احتفالا بقدوم المعدات وليس بزواج ابن المسئول الذي يحرص على رصف أكثر من خمس سيارات للشرطة مع وضع الحاجز الحديدي حماية لأبناء المنطقة طبعا
والنكتة الأجمل والتي من الضروري أن تدنو لها هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية هي هدية الأمين لرئيس مجلس المحافظة بعلم الكل هو تبليط الشارع الخاص فقط بالمسئول والد العريس وطوله ثلاثين مترا مع صبغ الرصيف بعد التصليح كي تسير عليه الزفة بلاء عناء!!!! بينما تختفي أي مظاهر لأي تجديد في كل المنطقة لذلك فقد تمنى الناس أن يوزع رئيس المجلس أبناءه أو حتى مقربيه على باقي فروع وشوارع المنطقة كي تحضي باهتمام الأمين صاحب المجملات المخجلة وحسننا فعل رئيس المجلس عندما اشترى بيتا أخر لسائقه أو ابنه أو احد مقربيه كما يقول أبناء المنطقة على بعد مئات الأمتار من بيته بعد شهر ليضحى شارع البيت الجديد بمكرمة الأمين أيضا ويبلط الشارع وسط دهشة أولاد الخايبة!!! ممن انتخبوا أصحاب شعرات النزاهة ممن خرجوا من الإحياء الفقيرة من اجل رفع الحيف عنهم
ترى إلا تدعو تفاصيل هذه الحكاية إلى الألم وفقدان الأمل بالإصلاح بعد موت الضمير بشكل كامل عند مسئولينا بل وانعدام أي خوف أو قلق من المراقبة وهناك أيضا استخفاف واضح وعلني بالمؤسسات الرقابية من هيئة النزاهة إلى مجلس الوزراء إلى ديوان الرقابة وحتى مجلس القضاء
لكن الذي أفرحني هي المبادرة الشجاعة بقيام أبناء المنطقة بتصوير الحادثة وما يقابلها من خراب والعثور على ملفات تؤكد المبالغ التي صرفت فيها مجاملات الأمين لرئيس مجلس المحافظة وجمعوا حملة تواقيع وبدءوا بالتوجه المجلس الوزراء
وديوان الرقابة وهيئة النزاهة لتوضيح كيف يتم صرف مبالغ الشعب لكن السؤال هل ستلتفت حكومة دولة القانون لصراخات الناس واستغاثاتهم وهل سترسل هيئة النزاهة لجان للتدقيق أم كعادتها ستكتفي بالصمت أو بالاتصال الهاتفي المجامل أو الكتب الرسمية بلا متابعة ؟؟؟
عماد جاسم
التعليقات
|
تحية عطرة للأخ عماد جاسم على تناوله الموضوعي والموثق فليس ذلك غريبا عليه وهو الأعلامي المرموق في ساحة الأبداع الأعلامي ثبت لي ان هؤلاء المسؤولين ليس لديهم قناعات مؤكدة فبالرغم من انهم اتوا من وسط ثقافات دينية تفرض فيما تفرضه على اتباعهاعفة اليد والأخلاص وحفظ الأمانة وان يتخذوا ممن يدعون ولايته الامام علي نموذجا للأقتداء به لكنهم بالرغم من ذلك يتصرفون تصرفا مغايرا حيث تجد الأنتهازية بادية في كل تصرفاتهم فهم لايدعون فرصة للأستزادة حتى استغلوها ابشع استغلال فضربوا بذلك مثلا سيئا لأبناء مذهبهم اولا ولناخبيهم الذين انتخبوهم ثانيا وبالتالي ساهموا كما يساهم الأرهاب في تخريب الديمقراطية التي بفضلها وصلوا للسلطة مما يعكس ضيق افقهم الفكري وعدم اخلاصهم للمباديء التي يدعون انتمائهم اليها وهم بأفعالهم هذه يسارعون في دق المسامير في نعش الديمقراطية وسيكونون هم اول الخاسرين بفضل غبائهم وعدم امانتهم ووهن اخلاصهم ونفاقيتهم الأخلاقية .... تحياتي |
|