ساعة الظهيرة
بوادر صيف ساخن على الابواب الشارع يكاد يخلو من المارة
قطة بيضاء ناصعة البياض تعبر الشارع جيئة ودهوبا رافعة ذيلها على شكل علامة استفهام كبيرة
القطة في حالة رغبة هيجان غليان لنقل والسلام
قط اسود ينبتق من مكان ما شم رائحة الرغبة الجنسية من بعيد يقترب من القطة يتشمم اسفل ذيلها المرفوع
ينتفش ينتفخ ينقض عليها ليفعلها يمر طفل صغيريتوقف ليقراء الجملة الفعلية المنصوبة امام ناضريه المكونة من فعل وفاعل ومفعول بها يتلفت حوله كانه يبحث عن شئ ما يجد ضالته قنينة مياه معدنية فارغة ياخذها ويقف في وضعية استعداد للقدف ثم في لحظة ما تراجع عن نواياه التخريبية وعدل عن فكرة كسر الجملة الفعلية عوض ذالك جرى مبتعدا ومناديا
صلاح محسن
زميلاه بلا شك ويريدهما ان يستمتعا مثله
القطان لم ينهيا مهمتهما بعد احدهم يعبر الشارع على متن دراجة مهترئة يفرمل بقوة بواسطة قدمه التي حطها على الارض فاحتكت بها بقوة متفاديا بذالك الاصتدام بالقطين
والقطين اللذين افزعهما ذالك فانفصلا على مضض بعد ان كانا على مشارف القمة سيعود الصبي ليجد العقد قد انفرط وسيندم على لحظات المتعة التي ضيعها ويلوم زميليه على عدم تواجدهما في المكان والوقت المناسبين مما ضيع عليه وعليهما فرصة لا تعوض او لعله يلوم نفسه فقط لانه لم يبقى حتى لحظة النهاية
صاحب الدراجة سيركن دراجته الى الحائط سيلتفت ليلقي نظرة على القطين الذين ابتعدا غير راضيين وكالعادة سيمد يده الى مؤخرته ويبدا في الحك متخدا وضعا كاريكاتوريا بدفعه لمؤخرته نحو الوراء اكثر وصدره نحو الامام فيما اتخد وجهه شكل الراس المشوط او كلب على اهبة العض
سيقف صاحب الدراجة امام دكان بقال سيطل البقال براسه الصلعاء ويختفي كسلحفاة مرعوبة سيتبادل مع صاحبه كلاما ما وجبة دسمة من اللحم النيئ
التفاتة واحدة من صاحب الدراجة الى الجهة المقابلة من الشارع ستغير لون وجهه الى لون حائط طلي بالجير حديثا
في الجهة المقابلة من الشارع حانوت نجار يبدع الى جانب صنعته تحفا ومنحوتات جميلة
لماذا تغير لون وجه صاحب الدراجة يا هل ترى
قيل و الله اعلم انه يمارس النجارة ايضا لكنه لا يملك موهبة جاره وليس بينه وبين الابداع الا الخير والاحسان
لانه كذالك فهو حسود حقود ولان جاره المبدع قد وضع هذا الصباح امام دكانته تحفة من جديد ابداعه فان ذالك قد زاد
في كانون حقده جمرتين او ثلاثة فالتهب
قال قائل انه ( اي صاحب الدراجة) نادى احد مستخدميه ودارت بينهما رحى الحديث حول المنحوتة الجديدة ساعة من الزمن امتقع فيها وجه المستخدم بدوره وتناوبت على صبغه الوان الطيف
وجاء في البيان الختامي لاجتماعهما ما يلي
(دابت العادة ان ننقل ونستنسخ كل عمل ابداعي يبتكره جارنا المبدع والذي من الله عليه بما لم يمنن به علينا حسدا من عند انفسنا وبناء عليه فسنستنسخ هذا العمل الجديد والا فلن يهنا بالنا ويقر قرارنا ولن يغمض جفن لنا الليلة)
وكذالك كان ضاربين عرض الحائط بذالك التحدير الذي علقه الجار المبدع على باب دكانه والذي جاء فيه ما معناه (هذه الاعمال والمنحوتات مسجلة حدار من تقليدها)
للصبر حدود والكيل قد طفح فكفوا ايديكم القدرة
محمد أبو ناصر
التعليقات