آثرتُ خمرتكَ
من ديوان
(( مـدخلٌ للضـوء ))
إهداء :
غالباً ما أكتب نفسي ، غالباً ما أكتبك
ألأوفياء ، وحدهم يتحولون إلى لغة
آثرتُ أن أطفىء المسافة َ
وأن أضيعَ
كأنني مسافتـُكَ الجديدة
عينيَ حياتـُكَ
وخمرتـُكَ الحياة بقلبي
امتلاؤك مدّيَ
بنا يتفجـّر امتدادا ً
وبنا يتدفــّق .
آثرتُ أن أعدّ ساعاتِ الرمل
وهي تخاتل ظهيرتــَها
وتتساءلُ عن جسدٍ رذاذ
عن الأخير من احتواء الرقص
وعن الممكن في اللاشيء
معتــّقٌ امتلاؤكَ
أعيدُ به اختلاق نفسيَ
وأتشكــّلُ رغبة َ نور ٍ
يعيدُ حرارة الطين لخيطه الريــّان
وللشفافية ِ فوضاها المطلقة .
آثرتُ أن اصنعَ للغاباتِ اجنحة ً
أوقظ مومياءها
أقشّرها من سّـرها القديم
وأبوحُ بأشيائكَ
أسائلُ أشجارَ التيه
ألها رغبة ٌ مطلــَقة
أم لغو الريح؟
أميلُ إلى الأسرار ِ
أنا ..
هو ..
أم كلانا ؟
ما لنا ولغو الضمائر ِ
نحنُ الأفقُ الذي يجرُّ سفائنَ لم تـُدرك
ربما طمأنينة ٌ لها ألفتنا
إصرارنا اليافع
أو تحرّر مطرنا من عبودية السماء
أبالضرورة الاّ يكون الإبحار إلاّ بشراع عبد ؟
آثرتُ أن أملي شيطاننا المجنون
جنونــَنا المتشيطن َ
وعذريـّة عشب ٍ خـُيــّل إليه .
بل هو اليقين الذي آثرتـُه
ولامستُ رجرجة ً متسكـّعة ً
على فجائية ماء فصل حروفه
فصار نفياً فاشلا ً
أيـّها المترجرج
كن أنفاسنا
كي لا يسجنكَ حبرٌ
يعتذرُ لكل الطبائع ..
هي الموؤودة ُ لم تألف شكلنا
وإن تشكلت بذاتها
تبقى النبيــّة الجاهلة .
( إصغاء )
أصغيتُ أمس ِ إلى غسق ٍ
وعادةُ الإصغاء ِ تنسابُ
مطرا ً ملـقــّحا ً بنشوته ِ
حظيتُ بموسيقى الرب
لستُ إلا ّجزءاً منكْ ،
جزءا ً من محيط .
أصغيتُ إلى انطلاق ٍ
إلى الذي كلما نقص
استزاد بك .
أصغيتُ إلى أعماق ِ التأويل
فاشلٌ من أوّلك
( أله اتساعٌ لهذا الحد ؟ ) .
أصغيتُ إلى فراشات ٍ
على كتفِ غصن
خمائلُ تحفّ بوردها
تردّدَ وردٌ أثلجه العشقُ
تردّدتْ فراشاتٌ بهيامها الصامت
تردّدَ رحيقٌ كينبوع ٍ ظمآن
تردّدتُ أن أسألَ
كيف يتكتّف المتردّدون إجلالا ً لك .
أصغيتُ لنهر ضوء ٍ
يبادل الكائنات تحولاتها
ويختصُّ بفرادتهِ
كما لو دينـُه ضوءٌ
وشريعتـُه ماء .
وفاء عبد الرزاق
التعليقات
|
المبدع خالد شويش المحترم
لا املك الا ان انحني لقلبك ولقلمك
الف شكر . |
|
|
السيدة وفاء الرائعة انت شاعرة بكل ما تحمله الشاعرية من معنى .. نصاك هذان يحملان جمالا شعريا يلامس وجدان الانسان .. بوركت يا وفاء وادعو الرب ان يباركك ويبارك خطواتك الواثقة على طريق الشعر والانسانية .. نصوصك عذبة وبالتاكيد هي نابعة من روحك العذبة التي تفيض حبا وحنانا .. انا فخور بك جدا بان ارى هكذا امراة عراقية تكتب شعرا جميلا ربما لو ترجم الى لغات عالمية اخرى لتفوقت على الكثير من الشاعرات اللواتي لهن بصمة واضحة على خريطة الشعر العالمي .. انا ارى بانك وضعتي بصمتك المميزة على خارطتي الشعر العراقي والعربي .. قرات لك عدة نصوص في هذا الموقع وفي مواقع اخرى ووجدت انك تحملين خيالا خصبا وخزينا لغويا غنيا بالمفردات الشاعرية الرائعة والثرية بابعادها الانسانية .. جميلة هذه الجملة الشعرية وغنية بدلالاتها ذات الابعاد المخيالية الواسعة .. ( يعيدُ حرارة الطين لخيطه الريــّان ) .. شكرا لك يا وفاء لقد تمتعت بقراءة هذين النصين .. وشكرا للاستاذ احمد الصائغ ... خالد ........... |
|