اسعيده و احميده
( احميده توصل اسعيده ، واسعيده اتوصل احميده لوجه الصبح )
يحكى ان امرأة تدعى اسعيده زارت صديقتها احميده في احدى الليالي ، وبعد ان انتهت الزيارة ، غادرت اسعيده بيت احميده ، الا انها لاحظت ان القمر قد اختفى وحلّ محله ظلام دامس ، فطلبت من احميده ايصالها الى دارها ، فذهبت معها ، ولكن عند وصولهما الى دار اسعيده ، شعرت احميده هي الاخرى بالحاجة الى من يعيدها الى دارها ، واظهرت ذلك الى اسعيده ، فتبرعت بايصالها الى دارها ، وعندما اوصلتها شعرت اسعيده بحاجتها الى من يوصلها الى دارها ، فتبرعت احميده بذلك ، وهكذا استمرت الحال حتى تبدد الظلام ولاح الفجر .
ومن المؤكد ان طريق الذهاب والعودة بين اسعيده واحميده ، يمتلىء بالحكايات والسوالف ، وربما صاحبته تصريحات مهمة ، عن قرار ستتخذه اسعيده ، او تصرف ستتصرفه احميده او حتى تهديدات تهدد بها احدى المرأتين او كلتاهما ، وهكذا حتى ينتهي الوقت المخصص ، ومن ثم يبدأ العد في وقت اضافي ، تستغله احميده واسعيده ، وهذا من شأنه ان يترك بيتيهما فارغا ، مع حرمان الاطفال من الحماية والحنان ليعبث من يريد العبث ، ويترك ( البيت لمطيره ) ، التي ستطير به (فد طيره ) .
ان المزعج في الفراغ السلطوي او الحكومي الذي يحياه الشعب العراقي ، هو عودة الارهاب وضربه مناطق محددة بشكل مكرر ، وفي عقر دار القوات الامنية ، من مثل مقر عمليات بغداد في وزارة الدفاع القديمة ، ما يعني ان الارهاب يقول ها انذا
واستطيع ان اتحدى القوات الامنية ذاتها ، اثبات وجود خطير خصوصا وهو يتزامن مع انسحاب القوات الاميركية من العراق ، وجل مانخشاه ان يصبح الطراد على اللحى ونسلم بايدي القاعدة على اساس منح جديدة كالذي حدث ابان الاحتلالات القديمة ، لتبقى اسعيده اتوصل احميده ، بلا فعل يذكر ولا قرار يتخذ ، في الحقيقة اعجبني تصريح لمتحدث باسم وزارة الدفاع قال فيه : ان القاعدة تنتهج اسلوبا جديدا ، ماهو ياسيادة المتحدث ؟ انه اسلوب استخدام الانتحاريين المجهولين ، ماهي الجدة في هذا الامر ؟ ونحن نقتل يوميا تحت عناوين مجهولة ، اي ارهابي تعرف عليه الشعب بعد ان اصبح الارهابيون ورقة رابحة بايدي السياسيين للمساومة ، ونحن نتذكر كيف ان بعض السياسيين استمات في اخراج اغلب الارهابيين من السجون ، ان الارهاب في العراق اوراق رابحة واستطيع ان اقول انهم ورقة الفرصة الاخيرة ، لتبقى الحكومة بعيدة التشكيل ؛ وربما يكون الصمت بليغا في بعض الاحيان لكنه في احيان كثيرة عيّ وجهل يستطيع الجالس من خلاله ان يقول انه من المتكلمين ليحترمه الاخرون ، لكن البلاء حين يتكلم ، فستجد انه يضيع الوقت ولاينطق بشيء مفيد ، ولذا الزمن وحده كفيل بكشف الكثير والفجر القريب سيفهم اسعيده واحميده كم اضاعتا من الوقت دون طائل ، ليبقى البيت لمطيره .
محمد الذهبي
التعليقات
|
سيدي الفاضل لا اظنها تحل المشكلة مادامت اسعيده واحميده توصل احداها الاخرى كما تفضلت موضوع جميل بصيغة ساخرة .. حسبنا الله ونعم الوكيل
|
|