طرقات وشوارع بغداد تعكس واقعنا المزري
اين ما تلتفت ثمة صورة للدمار والخراب المتناسل بين ثنايا وزوايا وازقة مدينة السلام التي تشهد اكبر هجرة
للمتعقلين واوسع عراك للمتصيدين الباحثين عن الثراء السريع بينما تكاد تختفي أي اشارة تقدم عمراني او خدمي
في طرقات وشوارع تصرخ وتستغيث من وجع الاهمال المقصود ومن غباء المتنفذين وانانيتهم
وما ان تفتح افواه المسؤولين في امانة بغداد حتى تنطلق عبارات التعريف بالمنجزات والمشاريع وكان المستمع
او المشاهد من دولة اخرى او قارة بعيدة عن واقع يدفعنا للعويل والنواح على حال مدينة ذكرياتنا واحلامنا التي
حولها اصحاب القرار الجدد الى مزبلة بكل معنى الوصف على بشاعته ومرارته
حفريات في كل مكان واكاوم نفايات تحتفل بميلدها السنوي في مواقعها البعيدة عن عيون المسؤولين في امانة بغداد
تلك الدائرة الى تضم هذا العدد الكبير من المنتسبين وتلك الصلاحيات الواسعة مع اعداد المدراء ممن يندر ان تجد احدهم لا يملك بيتا من بيوت الامانة او الدولة دون رقابة تسئل او مفتش يستفسر او قانون يحاسب
والملفت ان الامانة تصدر عن دوئرها عدة صحف بالاضافة الى اذاعة خاصة كلها نوافذ اعلامية رصدت لها المبالغ السخية من اموال الدولة
كي تمجد مسؤوليها وتوهم الناس بتنفيذ مشاريع المستقبل بينما يزخر الواقع بشتى انواع المشاهدات لطرقات تستغيث
من هول الكارثة وكاننا نعيش في قرون ماضية
واذا فكرت امانة العاصمة بتقديم أي خدمة خدمية او جماليةفهي تسارع لتنفيذها في شارع المطار او قرب المنطقة الخضراء لتكون امام انظار اصحاب السيادة من المسؤولين المنكبين على مراقبة ومتابعة ماسي واوضاع رعايهم!!
وهكذا ينعم المنعمون في امانة العاصمة براحة ضمير لا مثيل لها لانهم على قدر من المسؤولية الملقاة على عاتقهم!!
مكررين عبارات تردي الوضع الامني والسياسي وتداخل الصلاحيات وقلة التخصيصات وما ان يصدر أي نوع من النقد لعملهم من صحفي او مواطن حتى ترتفع الاصوات التي تطالب بالنيل منه او محاربته او البحث عن الجهة التي تدفعه للتشهير بمنجزات امانة الخراب في عاصمة فقدت بريقها ولا تعدو الا ان تكون عجوز منهوكة القوى تجتر الذكريات بعد طعنات السياسين والمتنفذين
عماد جاسم
التعليقات
الاسم: |
عماد جاسم |
التاريخ: |
2010-09-09 11:45:31 |
|
محبتي لك استاذ حسين اتفق مع كل ما ذهبت اليه من ضرورة تحمل المسؤولية لكن هنا دور الجهات التي تخطط والشروع في وضع اساسيات العمل الجماعي من توفر حاويات من التخلص من كل الظواهر الفاسدة من مراقبة العمل في تصليح شوارع اننا نصرخ بملئ احزاننا عسى ان يصحو الضمير المهني في نفوس المترفين العاجزين عن الايفاء بمسؤوليتهم الانسانية والاخلاقية والوطنية وكل الحب لك
عماد جاسم |
|
|
الاخ عماد جاسم المحترم لست مدافعا عن المتسلطين والمتنفذين ولكنني اعتقد ان المسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل ابناء العراق في صيانة وديمومة الصورة البهية لكل محافظاتنا العراقية ، والمشكلة ان اغلب الناس لم يعد لديهم شعور بالانتماء للوطن ، فحينما نتحدث عن بناء البلد الكل.. الكل يسرع بالقاء اللوم على اصحاب القرار . بحيث أصبحت هذه المسألة شعار معلق على طرف اللسان . وهذا ما نشهده حينما نحاول تنظيف شارع او نبادر بمساهمة جماعية لعمل شيء يخدم الوطن ، نلاحظ ان البعض يلعن الظلام ولا يشعل شمعة .. وهذه هي المشكلة الاكبر ... فلذلك انا معك في ذهبت اليه في بحثك هذا ولكنني أشدد على ان يكون للشعب دورا آخر بعيدا عن الاعتماد على العصي السحرية ...
وشكرا لكم أخي العزيز |
|