نصوص مترجمة
تفاحة ... بين حميد مصدق و فروغ فرخزاد
حينما نكتب شعرا فإننا ننثر رماد أرواحنا مع كل حرف نكتبه و حينما نكتب عن الشعر فكأننا نرتقي السماء لنصل إلى أبعد النجوم
و إذا اجتمع لنا الحديث عن شاعر في رقي و شاعرية الشاعر *" حميد مصدق " فقد ارتفعنا فوق الحجب
أما إذا انضم لهذا الصوت الشعري صوتا عذبا يجمع بين الجاذبية و الحزن و التمرد فإننا بلا شك نتحدث عن الرائعة **" فروغ فرخزاده "
و اجتماع صوتان شعريان هنا ليس أمرا عاديا
خاصة إذا كان كلاهما يحمل مثل هذه الرقة و العذوبة
في التعامل مع المفردة اللغوية و كأنه يرصع السماء بالنجوم
لنستمع معاً إلى هذا العبير الذي نشتاقه في وقتنا الحالي لنتنسم بعضاً منه
مساجلة رائعة بين هذين الرائعيين :
التفاحة
أنت ضحكتِ لى
وما كنتِ تدرين
بأى قلق واضطراب سرقت التفاحة
من حديقة الجيران
فالبستانى طاردنى مسرعاً
( ولما ) رأى التفاحة بيدك
نظر لى نظرة غضب
( وعندها )
وقعت من يدك التفاحة المقضومة
أنت رحلتى ، وإلى الآن.....
يتكرر حفيف أقدامك
فى أذنى شئ فشئ
ويؤذينى
، وأنا متأمل
حطام خيالى هذا
، فلماذا :-
صار بيتنا الصغير
بلا تفاحة؟!
ثم ترد عليه بصوتها العذب الشاعرة " فروغ فرخزاد "
انا ضحكت لك
لانني كنت أعلم
كم كنت مضطربا حين سرقت التفاحة
من حديقة الجيران
بينما أخذ أبي يطاردك مسرعا
و ما كنت تدري أن هذا الشيخ بستاني حديقة الجيران
هو نفسه أبي
فضحكت لك ردا على ضحكتك
و لأعطيك جوابا شافيا على حبك
(لكن) امتلاء عينيك بالدموع أرعش التفاحة المقضومة
في يدي فوقعت أرضا
حدثني قلبي (قائلا) فلترحلي
لم يكن قلبي يريد أن يتذكر دموعك المرة
فرحلت أنا
و رغم مرور هذه السنوات الطويلة
فما زالت صورة عينيك الممتلئة بالدموع تؤرق راحتي
و أنا مستغرقة في أفكاري ............
(أفكر) ماذا يحدث لو لم يكن لحديقة بيتنا هذه التفاحة
*الشاعر الإيراني " حميد مصدق "
ولد عام 1939م في مدينة شهر رضا و و توفي عام 1989 م في طهران بأمراض القلب.
مَثل هو و الشاعر سهراب سبهري و الشاعرة فروغ فرخزاد مثلث مدرسة نيما في الشعر الفارسي في الستينات من القرن الماضي ... و قد وحدهم الألم النفسي خاصة في ظل مجتمع كان يموج بعديد من التيارات الفكرية و السياسية و الثقافية وقتها و كان تمهيدا فيما بعد لتغيرات سياسية مهمة .
أهم أعماله الشعرية و أشهرها على الإطلاق :
منظومة " كاوه " عام 1340 / 1961م
الأزرق و الرمادي و الأسود 1343 / 1964 م
سنوات الصبر 1349 / 1970م
** الشاعرة فروغ فرخزاد
ولدت في 1934 م في مدينة تهران و توفيت في حادثة سيارة عام 1966 م
تعد هذه الشاعرة من أشهر شاعرات إيران لما حملت من نموذج للتمرد على المجتمع الإيراني وقتها و قد بدأت بواكير تمردها ضد نظرة المجتمع للمرأة و خاصة المرأة الوحيدة ... و قد اكتسبت شهرة زائدة بعملها في مجال الإخراج السنيمائي .
في البداية عبرت عن معان رومانسية عديدة و معان تجريدية قتلت بحثا في الشعر الفارسي التقليدي و المعاصر و خاصة في دواوينها :
أسير 1952م
الحائط 1956م
عصيان 1956م
شغلتها كثيرا قضايا مجتمعها و خاصة وضع المرأة في هذا الوقت و حاولت أن تحرك مجتمعا ساكنا لا يرى من المرأة إلا وسيلة إما للمتعة او للكبت و إلقلء اللوم الدائم على فشل المجتمع لذلك تطبعت قصائدها فيما بعد بالتمرد على هذه النظرة و حاولت استغلال حادثة طلاقها في محاولة لصدم المجتمع بهذه النظرة و لكن كانت كل الاتجاهات ضدها و في عام 1966 م و في ديوانها الآخير تنبئت لنفسها بالنهاية التي جاءت مصادقة لتوقعاتها فلقت حتفها في حادث سيارة أودي بحياة شاعرة قل نظيرها في عالم الشعر ...
عايده بدر
التعليقات
الاسم: |
احمد الوائل |
التاريخ: |
2010-11-16 16:10:08 |
|
صوتان ساحران كيف جمعت بينهما هنا مباركة تلك التفاحة
تقديري سيدتي احمد الوائل |
|
الاسم: |
عايده |
التاريخ: |
2010-08-19 21:30:20 |
|
أستاذي الراقي فراس حمودي الحربي أسعدني مرورك الراقي هنا و رؤيتك للحرف أسعدته بكل تأكيد تقديري و مودتي
|
|
الاسم: |
عايده |
التاريخ: |
2010-08-19 21:28:38 |
|
الصديق الراقي كاظم الشويلي كم أسعدني مرورك بهذا الحرف الجميل تقديري لمرورك المبهج |
|
|
كم كنت مضطربا حين سرقت التفاحة
من حديقة الجيران عايده بدر المتألقة يوم بعد يوم لك الروعة والالق اختي الرائعة تقبلي مروري
شكرا دمتم سالمين يابناء النور
تحياتي فراس حمودي الحربي |
|
الاسم: |
كاظم الشويلي |
التاريخ: |
2010-08-14 07:56:07 |
|
احييكم الدكتورة عايدة على هذا الابداع |
|