ام رسول وحكايتها مع المسؤولين
انها العجوز الطاعنة بالحزن فقدت ابناءها في حروب العنف الطائفي وتوفيت ابنتها التي كانت المعينة الوحيدة للعائلة اثناء عملها كمنظفة في احدى دوائر الدولة لتترك لها ثلاث بنات في عمر الزهور
ام رسول .... البالغة من العمر اربعة وسبعين عاما تحمل في الروح الاف الطعنات من الزمن الذي اذاقها ويلات الفقر والحرمان والجوع والعوز تسكن في خرائب بناية قيادة القوة الجوية سابقا المقابلة للمسرح الوطني
في غرفة لا تصلح للسكن البشري تشاركها الكلاب السائبة وقد نسيت منذ اعوام طعم نسائم الهواء البارد او الماء البارد
كل صباح تجرجر اقدامها المثقلة باعباء الفقر ذاهبة نحو المديرية العامة لمشاريع الري والبزل التي تعمل بها منذ سنوات كمنظفة براتب مخجل كبديلة عن ابنتها.. ترفع عينياها بالدعاء اليومي عسى ان تتوقف احدى سيارات المسؤولين المسرعة ذات النوافذ المعتمة ليترجل احدهم ويسئل عن حالها المشابه لحال اثنين وعشرين بالمئة من العراقيين الذين يعيشون دون مستوى الفقر( حسب احصائيات وزارة التخطيط )
لكن نوافذ المسؤولين لا تفتح وعجلات سياراتهم تسابق الزمن نحو الحصول على مكاسب اكبر واثام اكثر ولعنات اكثر
الصحفيون سارعوا لنقل ماساة ام رسول بالصور والتقارير وارتفعت اصوات المسؤولين في مجلس محافظة بغداد بضرورة اعانتها ومنحها كرفان (بيت خشبي صغير) بعد ان هددت بترك خرابة الدولة لانها تجاوز
ومنذ سبعة شهور وهذه الطاعنة بالبؤس تقف كل يوم اثنين وثلاثاء على باب مجلس محافظة بغداد عسى ان يتكرم احد بشوات مجلس المحافظة بادخالها او سماع شكواها وهاهي تحصي كدمات حمايات رئيس واعضاء مجلس محافظة بغداد المنعمين باالامتيازات المجانية والسفر اليومي والرواتب الخيالية
وعناصر الحمايات وجدوا في جسد ام رسول واجساد الفقراء الاخرين فرصة لاثبات رجولتهم وشجاعتهم
لانهم متفوقون بانتقاء كل اساليب الشتيمة والسب العلني للمعذبين الذين يفترشون باب المحافظة التي حصلت على المراتب الاولى بملفات الفساد والصرف العشوائي على حفلات ومناسبات ما انزل الله بها من سلطان
الكثير من حاول ايصال حالة ام رسول وخارطة الكدمات على جسدها النحيل الى اعضاء المجلس الموقرين
ورئيس المجلس الذي توعد باحقاق الحق
الا ان مشاغل المسؤولين على ما يبدو اهم واكبر من هموم المعدمين وان وقوفهم لطلب الاعانة جريمة لا تغتفر
وعليهم ان يتحملوا كدمات وبصقات اخوانهم من رجال الحماية لان الوضع يتطلب الحزم
واغرب منظر في المجلس الموقر الذي غالبا ما يكون خال من اعضاءه المغرمين بالسفر على حساب خزينة الدولة التي افلسوها ان وقت الصلاة عندهم مقدس ويستمر لساعات وتترق في عيونهم دموع المغقرة من الله والتوبة وما ان تذكر لوعة فقير امامهم يصرخون... اننا نبحث عنهم...نحن هنا لخدمتهم
حينها اضحك في سري واقول اكمل صلاتك حجي !!!! فالجنة بانتظارك !!!!
عماد جاسم
التعليقات
الاسم: |
صباح محسن كاظم |
التاريخ: |
2010-08-01 06:45:56 |
|
يالها من مأساة،ا رحموا من في الارض يرحمكم من بالسماء،مؤسف حقا في وطن البترول البرميل77 ويصدر مليونين،لكن اين الايادي البيضاء ..لايوجد!!.. |
|