قصة : باقة ورد
مهداة الى/ أمان السيد
في قاعة غارقة بالعطور، جدرانها مغلَّفة بالمرايا، وارضها صقيلة تعكس الاجساد التي تنتصب فوقها، كان الزبائن يتجولون بين أنساق الزهور التي تفترش ارض القاعة بصورة منتظمة، وثمة فتاة شقراء متألقة كانت تتحرك بحيوية وتحدث الزبائن بلباقة غير مصطنعة وتعرض باقات الورود بطريقة محببة الى النفس حتى يتعذر على المرء ترك المكان من دون أن يقتني شيئا من هذه الفتاة المتوهجة.
كانت اجواء المتجر تضج بالعطور التي تمتزج ببعض مكونة خليطا عطريا ساحرا يضفي على المكان ترفا باذخا غير ان الفتاة التي تدير متجر الورد كانت تطغي بجمالها وعطرها النافذ على الجميع، وفي لحظة انتشر عطر غريب باهر وملأ القاعة وهيمن على جميع العطور بما فيها عطر الفتاة، كان الرجل الذي دخل لتوه على قدر كبير من الاناقة والوسامة واخذ يخطو بهدوء بين انساق الزهور متفحصا باقات الورد وعيون الزبائن رجالا ونساء ترقبه حتى بدا في تلك اللحظات كما لو انه توج للتو ملكا على مملكة الزهور، توقف الرجل عند باقة ورد مركونة في مكان متفرد من المتجر تشي بارتفاع ثمنها، مد يده اليها، تفحصها بدقة وأطال النظر لألوانها المتلألئة ثم نظر الى الفتاة الشقراء تجلس قرب باب المتجر وامامها طاولة لامعة تنعكس منها اشعة الشمس الذهبية فتضيء وجه الفتاة بهالة من الذهب المشع، تقدم الرجل باتجاه الفتاة.. كانت العيون لما تزل ترصد خطواته.. وصل قرب الفتاة ووضع باقة الود قدامها على الطاولة اللامعة، كانت عيناه ترمقان الفتاة بود كبير حتى بدت هذه اللحظات الحقيقية مليئة بالحب.. أخرج محفظته ودفع للفتاة ثمن باقة الورد ثم خطا باتجاه الباب خارجا.. لحظتها دهشت الفتاة ونادت على الرجل بصوت هادئ رخيم:
- لقد نسيت باقة الورد !!
التفت الرجل اليها.. كانت عيون الزبائن تنظره بعمق وترقب.. قال لها بصوت اكثر هدوءً:
- انها لك أنت ...
وخطا خارجا.
علي حسين عبيد
التعليقات
|
الصديق المبدع والشاعر المجدد د. مشتاق ممتن جدا لحضورك الرائع والجميل الذي أضفى على هذه الصفحة باقة ورد جديدة من الجمال والابداع مع حبي وتقديري الأبدي صديقك علي |
|
الاسم: |
د مشتاق عباس |
التاريخ: |
2010-07-18 21:32:51 |
|
القاص البهي الصديق العتيد إن المفارقة التي نسقت فقرات هذه القصة الهادئة مسحتها بمسوح علامية لطيفة سلمت ملكتك القصصية ونحو لمسات إبداعية خاصة المخلص د.مشتاق |
|
|
لاحظوا معي الاسماء المتألقة التي جمعتها هذه الصفحة أسماء محمد مصطفى القلم الجميل والجريء معا كليزار أنور أجمل سارة وأرق قلم وتغريد احمد بهية وحنون وباخذة الجمال وانتصار سعداوي قلب الرقة والجمال ورؤى الجميلة وصاحبة الرؤى المتألقة في آن واحد أي مصابيح وثريات أنارت هذه الصفحة ابتهاجا بسيدة الورد أمان السيد الرائعة ومعكم اقلام بهية لحمزة اللامي ومحمد جابر ، كم هو رائع هذا الاحتفال بكاتبة تستحق الورد وكاتبات وكتاب لم يبخلوا على الابداع بمحبتهم واعجابهم الشكر قطعا قليل بحقكم أيها الأحبة جميعا علي حسين عبيد |
|
|
القاص المبدع علي حسين عبيد تحية بلون الورد باقة ورد جميلة نشكرك عليها ودمت سالماً ومبدعاً |
|
|
الرقيقة تغريد أحمد سررت كثيرا بوجودك الحميم والرائع بيننا ألف شكر تحياتي واحترامي |
|
الاسم: |
اسماء محمد مصطفى |
التاريخ: |
2010-07-04 15:50:21 |
|
تحية تقدير لك ولقلمك اخونا ابو شكري
قصة رقيقة ابتداءً من العنوان
ومن يعتني بالورد مؤكد انه يستحق الورد كبائعة الورد في قصتك كذلك كل من ينشر عطر اعماله الطيبة يستحق كل خير
|
|
|
شكرا لكلماتك العذبة وأشكرك لهذا الحروف الجميلة التي طرزت فيها باقة الورد المهداة لأمان تحياتي |
|
|
مهما اختلفت ألوان وروائح العطور فلا مثيل لعطر الورد الذي لايفنى ... جميل ما سطر قلمك أستاذنا الكريم لك منا اجمل باقة ورد تحياتي |
|
الاسم: |
رؤى زهير شكــر |
التاريخ: |
2010-07-04 13:12:36 |
|
بعطرٍ من ألقٍ تناثر ورد حرفكَ سيدي على أسطرِ الإبداع.. دُمتَ بكلِ الألق.. رؤى زهير شكــر |
|
|
شكرا لك صديقي الشاعر الجميل محمد جابر البهي أبدا أنا ليس أبا شكر وإنما أبو الحب كما أطلق عليّ صديقي جاسم كماش أشكرك مرة أخرى وبصماتنا هذه لا بد أن نضعها عل جبين من يستحق من المبدعات واتلمبدعين تحياتي |
|
|
الكاتبة انتصار السعداوي أشكرك عل حضورك البهي سلامي دائما |
|
|
المبدع حمزة اللامي شكر لكلماتك الجميلة ومرورك الدافئ مع تحياتي
|
|
|
الصديق والقاص المبدع الذي يجيد أمتاعنا بعفويته النادرة والتي تخفي وراءهاالكثير من البداهة والثقافة العالية والمراس الصعب ، يمارس عبر جغرافيته الحميمة للقص قنصُاً أحترافياً لامهادنة فيه بين معارك الشكل والمضمون عبر( اليوميات، الاصدقاء، الاشياء، المعاناة، الاحلام ....الخ ). عزاءه هذه البقاياالتي نقرؤها/ نتأملها . اتمنى لك يا ابو شكر المزيد من التألق والابداع |
|
|
باقة ورد رائعة تستحقها كاتبة رائعة وكتبها أديب رائع تحية للجمال والورد دائما |
|
|
ايها المبدع يسعدني ان اكون او الذين يضعون تعليق على صفحتكم النقية والمعطرة بأريج الكلمات العذبة دمت للابداع عنوان تحياتي |
|