رحلة ٌ في دائرة الضياع ؟؟
قالوا :
" نسجدُ للقادم "
وسجدنا ؛
حين سمعنا ،
وباركناه بدمائنا
وركعنا لنبي " كاكي "
وغفرنا كلََََ خطاياهُ
وغفرنا كلََ خطايانا ..
ومسحنا عن أعيننا الدمعة َ
والعَتمة ْ .
*
قالوا :
صارت عَتمتنا " المنسية ُ "
خيمة ْ .
صارت دمعتنا حلمة ْ
ثم .. صارت بئراً
وحصدنا كلَ خطايانا قيحاً
ورمينا في وضح الشمس ، دلواً .
فعاد الدلوُ ببضع حروف لاتنفع
فعصرناها ..
وعلى حبل أكاذيبَ نشرناها .
فجاءت ريحٌ صفراءَ نبية ْ
وسخَت كلَ المخارج .
فتنشقنا رماداً .
دُفنت في التربة أحلامُ ضحايانا ؛
ولطمنا .
وعلى المنبر قلنا :
" خان نبيُ البركات ..
كلَ تعاويذ المنابر
كلَ أحلام المساء " .
وأعلنا على صفحات الإذعان و الإذلال :
أن في الدلو
بقايا من عناد
وحريق وحصاد .
فتوضأنا بماء المكرمات ،
وعرفنا ، وإكتشفنا من جديد :
كلَ خوازيق العبادة ْ .
*
وفي سنة :
صار مُنادينا مزماراً ،
تُنفخُُ فيه الكلماتُ
والأفيوني من الأغنيات .
أقبلَ مناديناً يحملُ خاتمه
يبصمُ كلَ شهادات الوفيات
يبصمُ " عرائضَ " أرحام محلته
يتكسبُ بالبصمة
يتكسبُ بالخاتم .
لكن العاثر هذا ،
لا يكسب غير اللعنة والفاقة
فوق قبور المبصومين
على خارطة الأسترحام .
*
قال منادينا:
لا تبتأسوا ياأبنائي
أرضُ الله واسعة
وحياتكم الفانية .
لكم قصور في الجنة
وعليكم شراءَ صكوك الغفران .
وتوجهنا صوبَ الجنة
نتزاحمُ حولَ الأبواب الغربية
يجللنا بياضُ الأردية البوذية
بحثاً عن صك يحمينا
من " شر الوسواس الخناس " .
*
ومرتْ سنة ٌ
سُرقت منا كلُ صكوك الغفران
وشرعنا نندبُ رباً يهربُ من مسؤولياته .
فأجاب الربُ :
لا تبتأسوا يا أبنائي ،
فالصبرُ مفاتيح للفرج القادم .
ثم أضاف :
فقط إصبروا
ووسعوا صدوركم
فسيرى النخلُ والأهوارُ والجبلُ
أفعالكم .
*
أما في سنة الإنكفاء :
توسعت صدورُنا ..
وتوسَع كلُ شىء فينا .
حتى أمست بيوتنا كراجات
للسيارات الشوفروليت
وللدبابات المطهمة بالصلوات
ومكاتب لمقاولي القطاع الخاص
ولجنود الحمايات
ونواد للكاكي الهارب من الضجر
خلف مكاتب الحراسات اللاوطنية
وأختلاسات الحملات الأيمانية ْ .
فآستطالت أعناقُنا ،
حتى أمست مطايا للركوب
وسلالمَ للتسلق
ساحات للتزلج .
ملاه للأزلامْ
مآذنَ للدعوات الماسونية ،
أبواقاً
وطبولاً للأعدامْ .
*
ومرت سنة ٌ ..
قالوا :
عليكم بالصبر وبالسكوت
وشد الأحزمة
على البطون
ووسعوا الصدور ،
أحرقوا كلَ البخور
حرروا كلَ العرائض والذكور
إبتهلوا للرب يا أبنائنا ،
هذا القابع في " الثكنات الصفراء " .
فهو لايظهرُ إلا
على صفحات ممنوعة
من القراءة
خلف جدران السراديب الفقهية .
يودعُ أو يستقبلُ تجارَ عقيق
وسلاحاً ولعباً ملغمة ً للأطفال
وعباءات تنضحُ قطرات بترول
أو .. يبسطُ أوراقه
يستجدي للأبناء حياة
وعقارات للأيجار
وعمائم للأتجار .
وكراسي في القاعات السوداء ،
أو .. تخفيف فروض عبادة .
ثم .. يلملمُ هذا الربُ
أوراقَهُ الملساءَ
بأنتظار أنْ يعودْ ،
ليشارك في مجلس الخليفة
ومن جديدْ .
*
أما في السنة الأخيرة :
صرخَ الأبناءُ :
" يا ربنا ، لو زرتنا لوجدتنا
نحنُ ركوعٌ وأنت ربٌ مُنزلٌ ".
ياربنا لو زرتنا ،
لضحكت من صلواتنا ،
من أوراقنا ، ودعواتنا
لضحكت من تاريخنا .
من وَجَل يغطي الشوارع والنفوس .
من أسافينَ قد دُقت في ... مؤخراتنا .
لذهَبتَ تبحثُ عن إله ليس مثلكَ
عن إله عاشق للموت
يتشهى في مدى الليل
رائحة َ البارودْ ...
من أجل الحياة .
كي يُهدي أحفادَ خليقته :
أماني ووعودْ
وأحلاماً مشتهاة .
***
النرويج
آيار / مارس
2010
صالح البدري
التعليقات
|
استاذي وصديقي العزيز صالح البدري هذا بوح عراقي طازح أشم به رائحتكم ايها العراقي المعجون بالالم شوق لك كبير ولجلستنا الدافئة في علي بابا..
محبتي |
|
|
وأنت من القراء الأجمل يازميلي سلام نوري .. وكل الشكر لك . |
|
الاسم: |
سلام نوري |
التاريخ: |
2010-06-02 00:40:57 |
|
قالوا : صارت عَتمتنا " المنسية ُ " خيمة ْ . صارت دمعتنا حلمة ْ ثم .. صارت بئراً وحصدنا كلَ خطايانا قيحاً ورمينا في وضح الشمس ، دلواً . فعاد الدلوُ ببضع حروف لاتنفع فعصرناها .. وعلى حبل أكاذيبَ نشرناها . فجاءت ريحٌ صفراءَ نبية ْ وسخَت كلَ المخارج . ---------- هذه من القصائد الجميلة التي قرأتها محبتي |
|