.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


قَتِيلُ الوَرْدِ

د. مالك الواسطي

أَنا يا عَليْ 

وَجْهٌ تَعَثَّرَ في خُطَاه 

جَسَدٌ تُسَامِرُهُ الفَجِيعَةُ

يَحْتَمي في ظِلِّه ، حِيناً ، وحِيناً في ثَراه

كالشَّاةِ تُنْحَرُ في ثَنايا البيتِ ، تَنْكُرُهُ يَدَاه.

والرَّأْسُ مَقْطُوعٌ

يُرَدِّدُ صَوْتَ طِفْلٍ قَدْ بَكَى

والقَلبُ مَرعُوبٌ تَراه.

أَنا يا عَليْ

أَشْكِيكَ ما فَعَلوهُ بِيْ.

 

 

*** 

اليَومَ ، أُقْتَلُ باسْمِ مَنْ خَلَقَ النَّواةَ ، وسَاقَ نَجْمَ الصُّبْحِ فَوْقَ دَفَاتِري كَقَطِيعِ مَاشَيَّةٍ ، تَجُرُّ بِها الوعولُ ، يَحِيطُها عَسَسُ الزَّريبةِ ، يَدْفَعونَ كَلابَهُمْ نَحوَ الحُقولِ ، وفي الزَّريبةِ يَلهَثونَ كَظِلِّهم ، يَتَرقَّبونَ بأَنْ تُغَطِي الرِّيحُ في هَيَجانِها بيتاً خَجُولْ. وفي قُرانا الغافياتِ ، تَنَامُ في غَنَجٍ حِكَاياتُ الفُصولِ ، ظِلالُها ، ضَحَكاتُ فَلَّاحينَ مُبْتَهِجينَ في يومٍ ظَليلٍ ، سَامروا نَجْمَ الصِّبا ، وتَنَهَّدوا في ضَوءِ مُصْباحٍ ومَأدُبَةٍ ، يُغَنُّونَ المنَازِلَ بينَ أَطْيافِ الأَصيلْ.

اليَومَ ، أُقْتَلُ ،

يا تُرى

كالشَّاةِ في عَصْرٍ جَميلْ !

 

***

أَنا يا عَلِيْ

أَشْكِيكَ ما فعَلوهُ بيْ

كُلُّ الشَّوارعِ أَغْلَقَتْ أَبْوابَها

وتُرِكْتُ في بَيْتٍ يَخافُ ويَخْتَلي

وَحْدي تُغَسِّلُني الدُّمُوعُ

والقَلبُ يَلْهَجُ يا عَليْ

مَذْعُورةً كاللَّيلِ كُنْتُ

وكُنْتَ لي

مُتَخَبِّئاً في دَفْتري.

***

عُرسٌ من الكَلِماتِ ، دَوَنْتُ العَشِيَّةَ ، دونَ أَنْ يَدري أَبي ،

وَغَفوتُ في رُكنِ الحَديقَةِ بينَ أَزْهارِ القُرُنْفُلِ واِبتسَاماتٍ يَفِيضُ بها عَليْ ، وتَرَكْتُ قَلْبي في يَدَيْهِ لاهِياً وهَمَسْتُ في  غَنَجٍ وفي سِرٍّ إليه: يا عَليْ دَعْني أُدَلْلُّكَ السُّويعَةَ في اِرْتِجافاتٍ تَمُوجُ بِها يَدي ، وأَظُمُّ قَلْبَكَ فَرْحَةً لِصِباي ، تَسْكُنُ مَنْكَبي.

في دَفْتَري ، سَفَرٌ وتَاريخٌ وطَيفٌ طافِحٌ فيه الخَيال ،

رِيْحٌ تَجيءُ بحُزنِ مَنْ عَشَقوا الجِّبال

عِطْرُ البَنَفْسَجِ ثَوبُها

ورَحِيقُها طَعْمُ السَّفرجلِ واِبْتِهاجاتِ الوصالْ.

 

 

***

أنا يا عَليْ

أَشْكِيكَ ما فَعَلوه بيْ

قَدْ عَلَّقُوكَ وعَلَّقوا قَلْبي معي

كالشَّاةِ تَسْبِقُني جُفوني بينَ أَوراقِ الشَّجرْ

ورَأَوكَ تَمْرَحُ في عُيوني

فَرْحَةً لضُحًى تَلَبَّدَ في جُفوني

يا عَليْ

مَذْعُورةً كاللَّيلِ كُنْتُ

وَكُنْتَ لي

وَطَناً تَخَبأ في ثنايا دَفْتَري.

 

 

***

 

قَدْ أَرعَبوني ، قالَ دَفْتَرُ ذِكْرياتِ صَبيَّةٍ في الأَعظَميَّةِ ، أَدْرَكَتْها صَرْخَةُ الجُنْديُّ وهي تَلِفُ في خَجَلٍ عَباءَتها عَليها، كَانَ بابُ البيتِ مَجْروحاً من الكَدَماتِ ، تَصْرَخُ أُمُّها ، ويَئِنُّ في خَجَلٍ أَبوها ، كان كُلُّ اللَّيلِ مُزْدَحِماً بأَحلامِ الطُفُولةِ والصِّبا وعَليُّ في قلبِ الصَّبيةِ غافياً كالظِّلِ يَحْلَمُ باكْتِئَابْ.

وعلى جَبينِ الصُّبحِ ، تَرسو لهَفةُ العِشْقِ المُدَلَّل

بينَ طِياتِ السُّحَابْ.

عِطْرٌ يَجِيءُ به النَّسيمُ

زَمَنٌ يَمُرُّ وآخرٌ يَأتِي ، وأَغْصَانُ الحَدِيقةِ ، لَمْ تَزَلْ

حُبلى بعِشْقٍ قد تَناهى في تَجَاعِيد الجَسَدْ

طَيفاً تَجِيءُ بِهِ الرِّياحُ

يَرفُو عَلى صَخْرٍ جَلي

ثَوباً لِعرسِ صَبيَّةٍ في الأعظميةِ لم يُفَارقْها عَليْ.

حَلَفَتْ كما حَلَفَ الضُحى

ظلِّين قد كُنَّا ،

وكَانَتْ هذه الدنيا تُرَدِّدُ ما يُرَدَّدُهُ الصَدى

عِشْقٌ يَفُرُّ به الغُروبْ

ومَحَبَّةٌ ،

عَلَقَتْ بها الكَلِماتُ ، خائفةً ، يَطوفُ بها الشُّحوبْ.

وعَلى حَديقَةِ بيتنا ، عَلَقَ النَّهارُ بِنَظرةٍ

وتَنادبَ الزَّمنُ القَّديمُ

ورَدَّدَ البيتُ الخَلي

هُوَ ليس لِي

أنا مِثْلَهُ

عَلياءُ يَسْكُنُ في خَمَائلها عَليْ.

 

 

***

أنا يا عَليْ

قَدْ قَطَّعوا أوصَالَ قَلْبَكَ في زُقَاقٍ

قَطَّعوا فيهِ يَدِي

مَا هَكَذا يَرِثُ الحَبِيْبُ حَبِيْبَهُ

دَمْعٌ عَلى الشُّرفاتِ

يَصْرَخُ يَسْتَغيثُ بهِ العِرَاقْ

والبَيْتُ مُنْكَسِرٌ يُمَزِّقُهُ هَدِيرُ مُدَرَّعاتٍ

قَدْ أَتَتْ كالظِّلِّ تَسْكُنُ في الزُّقاقْ

والطَّيفُ مَا بَيْنَ الجَوَارحِ

غَارقٌ في الحُزنِ ، فَرَّ بهِ الفُراقْ

وأنا هُنَا

زَمَنٌ تَكَدَّسَ في خُدُودِ المَاء

أَمْوَاجاً لِدِجْلةِ

لا يُفَارقُها اشْتِياقْ

أَنا يا عَليْ

وَطَنٌ يَخَافُ ويَخْتليْ.

 

 

***

اليومَ ، تَقْتُلني الصِّفَاتْ

وأَعُودُ مُنْكَسِراً حَزيناً

خَانَهُ شَوقُ الصَّحَارى وابْتِهَاجَات الفُراتْ

لا طَيْفَ يَسْكنُ في المَحَبَّةِ

لا خُطاً في الظَّلِ تَخْطو

لا وَ لا في الرِّيحِ تَسْكنُ ذكرياتْ

أنا في المَحَبَّةِ

لمْ أُغَادرْ ظِلَّكَ المَرسُوم في عَينيَّ

لم أَبغِ التَّرَحُّلَ في الشَّتَاتْ

أنا قَائمٌ فيكَ

وفِيكَ لا تُقِيمُ سِوَى الصَّلاة.

 

 

***

وَجْهُ عليْ

مِرْآةُ صُبْحٍ مُمْطرٍ في الأعْظَمية

دُمُوعُهُ غَطَّتْ سِياجَ حَديقتي

رَكَدَتْ على وَجْهِي رَضِيَّه.

 

نابولي ... شتاء عام 2009

 

د. مالك الواسطي


التعليقات

الاسم: صباح محسن جاسم
التاريخ: 2011-09-03 22:34:13
الشكوى من الأرهاب المتلفع بالدين من كل الوانه البائسة الكئيبة ..
لقد فسحوا اكثر من مجال للأستعمار التقليدي واساؤا للدين .
المؤسسة الدينية ما عادت بالمثال الذي يقتدى به .. للأسف.
قادة المسلمين ما عرفوا الطائفية .. اليوم لعب المحتل البغيض على اوتار الفرقة بغاية خلق بلد هش .. وقد نجح ايما نجاح .. ومبروك .. للنعام.
كل عيد وانت بصحة وعافية ..

الاسم: يونس ناصر
التاريخ: 2010-05-28 23:40:38
العزيز د. مالك الواسطي
سوف استعير روحك المرحة واقول انك في الشعر اجمل لانني ما زلت احتفظ بمجموعتك الاولى (ثياب بلون الثلج) التي بها اصبحت من الشعراء الشباب.. وها انت الان اكثر شبابا في الشعر ممن بقي من الجيل المشاكس.. اعادتني قصيدتك الجميلة الى النبع الصافي للشعر والى ايام قصيرة عملنا فيها معا في الصحافة..
تحياتي

الاسم: جابر السوداني
التاريخ: 2010-05-24 11:52:59
الصديق العزيز الدكتور مالك الواسطي
لقد اعدت قراءة قصيدتك الرائعة جدا مرارا، ولا يسعني بعد ذاك الا ان انحني تواضعا وإعجابا بقدرتك الفذة في مجال صياغة القصيدة لك يا صديقي كل التقدير والاحترام

جابر السوداني /بغداد

الاسم: الدكتور ابراهيم الخزعلي
التاريخ: 2010-05-24 00:58:09

الأخ العزيز الدكتور مالك الواسطي المحترم:
تحية معطرة بحروفك ، ومبلّلة بادمعي التي فجرتها شحنات غمامات شعرك ورعودها وصواعق صورها..

سيدي : ان عليا كان السيف البتار الذي قتل الطائفية ، والزهرة التي تفتحت على ارض المحبة والأخوة .

وانا اقرا قصيدتك واعيد قرائتها وكان روح علي حمامة بيصاء ترفرف فوق راسي ..

محبة وتقدير لك ايها الرائع والرحمة والمجد والخلود للشهيد علي عثمان

الدكتور ابراهيم الخزعلي

الاسم: زمن عبد زيد الكرعاوي
التاريخ: 2010-05-23 21:59:58
كحلت عيون الوطن ونبض الشوق في نصك فصار جسدا نابضا بالحب والالق والمجد

الاسم: د. أسماء سنجاري
التاريخ: 2010-05-23 02:57:27
أشاركك الأسف أستاذ د. مالك الواسطي.

تحياتي وتقديري

أسماء

وكَانَتْ هذه الدنيا تُرَدِّدُ ما يُرَدَّدُهُ الصَدى




5000