دماء تعانق المطر
إلى من تحولت قطرات دمائهم لفراشات ٍ تحلق ُ في فضاءات الوطن
اللقطة الأولى ....
الوقت صباحا ً..
رذاذ المطر يعانق وجوههم ..
ضحكاتهم تهرول أمامهم
تحثهم على الأمل..
أوراقهم البيضاء ..
كانت تلهوا بين أناملهم كأحلام ٍ
تشبه ُ عصافيرً
بَلَلَ ريشها المطر المتأخر ..
اللقطة الثانية ...
صوت فيروز ينطلق ...
نوافذ الحافلة تغسل نفسها بقطرات مطر في غير أوانها
قمصان ٌبيضاء كالحمام
تزين مقاعد الحافلة
اللون الأبيض يغني مع فيروز
يصغي المطر للأغنية
تلتقط ذاكرته صورة للجميع
خانته فطنته ماذا يعنون الصورة
أستقر رأيه .. صباحٌ ..أنا ..هم 'هن َّ وأوراق ٌ تشبهني
اللقطة الثالثة ...
بجانبها جَلَسَ...
أستنشق َ عطرها الصباحي
شبههُ بعطر أستنشقه ُ
في تراب قبر والده ِ
حينما رحل َ قسرا ً عن العالم
أبتسم َ وكأنه ُ حَل َّ اللغز
إنه ُ عطر الأرض
التي ينتمي إليها ولن يتركها
اللقطة الموجعة ...
تَمَزَق صوت فيروز
صراخ زجاج النوافذ
يطرق الوجوه بدون استئذان
يُبعثر الضحكات
يُصمت المكان والزمان
فقد انتهى المشهد
بدماء ٍ تعانق المطر...
أمير بولص أبراهيم
التعليقات
الاسم: |
د هناء القاضي |
التاريخ: |
2010-05-06 10:25:47 |
|
لا أدري أين ذهب تعليقي الأول، نصك المؤثر هذا جعلني أسرح بهؤلاء الفتية ..وبماذا كانوا يفكرون حين أستيقظوا صباحا وأستقلوا الحافلات ..هل كانوا فرحين ..أم أن بعضهم شعر بقلبه ينقبض ؟؟ مصيبتنا كبيرة ..كبيرة ، والله المعين على البلاء |
|
الاسم: |
رؤى زهير شكـــر |
التاريخ: |
2010-05-05 17:47:19 |
|
سيدي الجليل .. يَنثال قلمكَ مطرا على صحارى الألق.. دُمتَ مبدعا.. رؤى زهير شكــر |
|
الاسم: |
خزعل طاهر المفرجي |
التاريخ: |
2010-05-05 14:40:20 |
|
اللقطة الموجعة ... تَمَزَق صوت فيروز صراخ زجاج النوافذ يطرق الوجوه بدون استئذان يُبعثر الضحكات يُصمت المكان والزمان فقد انتهى المشهد بدماء ٍ تعانق المطر...
لله درك مبدعنا الكبير امير بولص ابراهيم نص هادف شدنا اليه كثيرا لقد اخذ منا النص مأخذ كبير ان فيه من الالم يرقرق الدمع في العيون دمت تالقا مبدعنا الاصيل احترامي مع تقديري دمت بخير صديقي الحبيب |
|
الاسم: |
هبة هاني |
التاريخ: |
2010-05-05 07:42:41 |
|
الاستاذ امير بولص
شكرا لـ لمسة الوفاء ولمحة الحزن هذه دمت بخير ودام العراق معافا بابنائة
هبة هاني |
|