تنافس انتخابي ام صراع ديكة
انه العد التنازلي لانطلاق انتخابات العراق وها هي رقاب النواب النائمون طيللة السنوات الاربع الماضية تشرئب وتظهر
عبر شاشات الفضائيات لتعلن عن نفسها ومشاريع كتلها وتبشر بالقادم من زهو في حال الانتصاروالحصول على نسب التفوق في البرلمان
وبدءت جمل التسقيط والتهم المجانية تتقافز من افواه المتنافسين على كراسي سلطة الاستحواذ
بعد ان كانوا متنافسي اليوم شركاء في وليمة الامس وها هم اليوم يعلنون قتالا تسقيطيا
مخجلا لا يرتقي بل ولا يقترب الى الجو الديموقراطي او الروح التنافسية المشروعة
ثمة حراك عدائي تهديمي ينذر بخطر الهجمات المتبادلة بين مليشيات الاحزاب المتطاحنة من اجل غلبة المناصب والسيطرة الكبرى على بلد ينتظرالخروج من عنق الزجاجة ويتنفس
نسمات الامان الحقيقي ونسب متواضعة من الرخاء
غابت لهجة التعقل وتصاعدت نبرة التشهير واسقاط الاخر في اغلب لقاءات وسائل الاعلام
الوجوه متجهمة تخفي بين قسماتها حقد متوارى خلف اقنعة المجاملة وكلمات القبول بالاخر شريكا في العملية السياسية
لكن عبارة استفزاز واحدة من اي طرف تكفي لايضاح الصورة الحقيقة لحجم الصراع الخفي
بين التيارات الساعية لمسك دفة الحكم في عراق الصراعات والنكبات والتخندقات الطائفية والعرقية والمذهبية بين كتل سياسية تتبنى المشروع الوطني في شعارتها وحملاتها الدعائية
الا ان الغريب والملفت هو الفضح المعلن من ممثليها ومرشحيها عند اجراء لقاءات اعلامية او المشاركة في ندوات او الحضور في افتتاح مشاريع اخذت تتزايد الان
عبارات التنصل عن اخفاقات الماضي هي المشترك الاكثرتكرارا في تصريحات رجال
في االدولة الحالية فالكل الان مغلوب على امره وقد اشهر سيوف الممانعة للاخطاء مع محاولات التغير
المتواصلة والكل كان معترضا على الرواتب الخيالية للنواب والمسؤولين والوزراء
والكل رفض التوقيع على مخصصات المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث
والكل نئى عن نفسه من تعين من يمثله في منصب او دائرة مهمة تدر ارباحا مادية كبيرة
نادرا ما تاتي تقيمات السياسين المتنافسين باعترافات موظوعية صادقة
رغم معرفة اغلب العراقين وحتى البسطاء منهم بالصفقات المشبوهة واستثمار المناصب
في احالة المناقصات لشركات اهالي الوزراء والنواب ولعل صور الخراب ومشاهد الدمار
بسبب المشاريع المتوقفة لمقاولين هربوا باموال الدولة تدلل على ضعف الحكومة
وتزايد حجم الرشوة والفساد وغياب كل انواع المتابعة الجادة لسارقي قوت الشعب
المستكين المغلوب الارادة امام صفعات السياسين غير الرحيمة
وها هم الان استسهلوا لعبة اذلال الفقراء والضحك على اقدار المعدمين ليعدوا الكرة بثرشيح انفسهم من جديد بشعارات تعاكس كل رغباتهم وتطلعاتهم
لكن السؤال الاكثر الحاحا هل يمكن ان ينخدع من جديد شعب عاش تجارب ومرارة سلطة الاسلام السياسي هل ينجرف في سياسة القطيع لينتخب من سخر من اوجاعه واوقف تشريع اهم القوانين والقرارات المهة لانه مؤتمر بحكم قيادته السياسية او لانه اختار ان يقضي شهور من المتعة في احد المنتجعات الاوربية مع عائلته متناسيا دوره الوطني والانساني
عماد جاسم
التعليقات
|
لعل سياسة التسقيط التي تبنتهاالقوى السياسية العراقيه في حملاتها الانتخابيه تنم عن هبوط في مستوى الوعي لا يرتقي حتى الى وعي الناخب الذي ادرك الكثير من اسرار اللعبة الديمقراطيه والتي يصر السياسيون على توجيهها بشكل يضلل الناخب وبسذاجة واضحه . ولعلنا ندرك ان جميع الائتلافات المتشكله حاليا هي مشاريع سلطوية وليست ديمقراطية بما فيهاتلك التي تدعي الليبرالية وتسعى في خطابهالايهام الناس الى انها مشروع انقاذ العراق من براثن ( الاسلام السياسي ) - مع تحفظي على هذا المصطلح الذي انخدع به الكثير بينما كان اول من اطلقته فرنسا لاسباب يطول شرحها وهذه المعلومة التاريخية على ذمة السيد اياد جمال الدين - والا ماالذي جاء ( بالشامي مع المغربي كما يقال ) في تحالف واحد غير المشروع السلطوي !! . لايتحمل الناخب لوحده الى افتقاره لثقافة ديمقراطية بل ان النخب السياسية هم الاحوج الى تلك الثقافه وهم يتصدون للترويج الانتخابي المفتقر الى ابسط القيم الديمقراطية مع اعترافنا ان التجربة لازالت فتية كما توصف لتعليل الاخطاء . شكرا لك اخي عماد في وصفك الدقيق لمعظم مايجري في الساحة السياسية العراقيه ولك كل الاحترام والتقدير . |
|
الاسم: |
Sundus |
التاريخ: |
2010-03-15 10:40:47 |
|
ياطير زفة التحية والفين وردة هدية لشخص يتألم لمعانات بلده .دائماً تتحفنا بمقالاتك الرائعة وابداعك المستمر في وصف الحقائق واقول العراق بخير مدام فيه ناس خيرون |
|
|
اسمحو لي اعزائي ان اعلق على السؤال الاخير ساجيب بنعم لان العراقي استغل عبر العصور لانه طيب القلب وابيض الروح وهذا البياض الروحي البراق يطغى ليسامح لكن العتب وليس اللوم يقع على عاتق مثقفي العراق الذين كبلتهم قيود متعددة ولم يقومو بدورهم لشرح خطر التسامح مع مثل هؤلاء الذين تمكنو من مال العراقيين ليسخروه من اجل اسيطرة بالكلام المعسول الذي تتلفظ به تلك الاعناق التي اشرابت مؤخرا ومؤخرا فقط |
|
|
كلام جميل وواقعي ومعبر حيث يصف مجموعةمن الاشخاص( مع الاسف) سنحت لهم الفرصة ان يتلاعبوا بمشاعر شعب تعبان بل منهك من التعب وهاهم مرة ثانية ينتهزون الفرص ليكملوا ما بدئوه لكن هيهات لهم لا اظنهم اذكياء هذه المرة وكان الاجدر بهم ان لا يترشحوا ويتركوا المجال لناس اكثر منهم كفاءة واتمنى ان نوحد صوتنا في عدم قبول ترشيح النواب لمرة ثانية فقد مللنا الوجوه المنافقة |
|
|
كلامك ذهب يا استاذ عماد، ولكن عسى عاصفة الماضي تهدئها سكون الانتخابات ... هذا ما اتمناه |
|
|
سلمت يدك اخي عماد على هذه التساؤلات والمتابعة الجميلة لحال الانتخابات العراقية. نعم الان الكل ملائكة وقديسون ولكنهم مدنسون بافعالهم التي يصر البعض على نسيانها.ما الفائدة من انتخاب لصوص واميون و(ثرادة حجي)واناس لا يميزون بين ما لهم وما عليهم وما هو حق الاخر.شكرا اخي عماد |
|
الاسم: |
هناء أدور |
التاريخ: |
2010-03-06 12:14:13 |
|
أنا متفائلة أن تغييراً ملموساً في وعي المواطنين تجاه العملية السياسية، وفي التعبير الصريح في المطالبة بفصل الدين عن السياسة، وسينعكس ذلك في التغيير النسبي في حصول القوائم والكيانات المدنية على أصوات أفضل من السابق وهبوط رصيد الأحزاب الدينيةالسياسية. عملية الخداع والتزييف لا تزال مستمرة، سواء من خلال اطلاق الوعود الرنانة لخدمة مصالح الناس ، أو في تقديم الرشوة المباشرة للفئات المهمشة وغيرهم ، أو في حجب التصويت عن أعداد غير قليلة من المواطنين ، أو التلاعب بنتائج الانتخابات. ولكن ما يثير اشمئزازي، ان بعض المرشحين الذين يتشدقون بالوطنية ومحاربتهم للطائفية والفساد في برامجهم ، يعملون على تقديم مختلف الاغراءات والمكافأت لشراء ذمم المواطنين في التصويت لهم! هل استطيع أن أثق بهم في محاربة الفساد الذي يعج بالبلد بعد استلامهم مقاليد الحكم؟ قل لي بربك ما هي النزاهة في عرف هؤلاء؟ |
|
الاسم: |
زيد نصيف |
التاريخ: |
2010-03-06 10:47:57 |
|
شكرا جزيلا استاذ عماد على هذه المقالة الرائعة التي اعتقد انها نابعة من معاناة الشعب العراقي خلال الفترة الصارمة . واتمنى ان تأتي حكومه ومجلس نواب يخلصون لشعبهم و يخدمون وطنهم. |
|