.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


رؤية في شعر منى الخرسان

ناظم السعود

  

كنت قد قرأت لها ، هنا وهناك ، وصراحة لم يلفت ما قرأت نظري إذ لم أجد فرادة أو تميزا عما تكتبه قرينات لها، حتى كان مهرجان جريدة (صدى الروضتين ) في كربلاء فتوفرت فرصة ان التقي الشاعرة منى الخرسان لأول مرة واسمع منها ما كنت أجّسه على الورق والشاشات، وحين اعتلت المنصة لتقرا بعض قصائدها أحسست بكمية الصدق الذي يترشح من نبراتها ومدى التلازم الواضح بين ما تكتبه وما يصطخب في داخلها .

ولئن سمعت صوتها عبر الهاتف والتقينا ثانية في اتحاد الأدباء ببغداد خيل إلي أنني وجدت ذلك الرابط الذي يشد الأديب الى متنه الأول: اعني المغزى الفكري والجمالي الذي _ كما اعتقد _ ينبغي توفره او استجلائه من انساق النص وفضائه، ولا يمكن أن تكون هناك أية ميزة او خصوصية لكتابة تدّعي الانتماء لعالم الإبداع ما لم تختض او تعكس مغزى ما ظاهرا أو مستترا ، ولا يهم لبوس هذا المغزى او الصور التي يتراءى بها ،بل الأهم أن يكون موجودا وقادرا على الإقناع والتشكل في المجرى المشترك الذي يجمعه بقارئه ومتلقيه .

وعلى وفق هذه الرؤية أعدت قراءة شعر الخرسان وقد يسّرت لي العزلة الريفية الحالية فسحة زمنية كافية للنظر والبحث ومراجعة النصوص والمدونات بغية الخروج بخلاصات منتزعة من اشتغالات ظاهرة ومعلنة وأخرى لم تشأ الشاعرة إظهارها بل أفلحت في تختيلها وان كان مغزاها قادرا على الإيفاء بوجوده .

* * *

تراهن منى الخرسان ، في مشغلها الشعري ، على تحقيق ما اسمّيه ( الرؤية و البوح) وهذه ثنائية هامة افترض تلازمهما معا وفق أي بناء نصّي يراد له لا الظهور فحسب وإنما البقاء في الذاكرة الإبداعية أيضا

فعندي أن على الناصّ ألا يحول نصه الى مساحة فارهة لتستطيرات وجدانية او انسيابات لفظية تنحصر في هموم الذات بعواطفها وتشوقاتها واحباطاتها بل عليه ان يوّظف ويقنن ما يكتب على وفق رؤية خاصة يتبّين من خلالها موقف الناصّ من العالم وما يتزاحم في الذات معا ، بمعنى آخر أن يطل النص على المتلقي حاملا رؤية نافذة قي سطح العالم ( المحيط الخارجي ) وأيضا لكينونته الغائرة ( الذات التي تبوح ) ومن دون ان تتحقق هذه الثنائية ( الرؤية والبوح ) لن يكون ثمة نصا بل مجموعة من المشاعر اللاهثة .

وقد توضح لي ان الخرسان كانت على مقربة من هذه الثنائية المتلازمة التي أشرت إليها وان كانت لم تبلغها نماما ( ربما لحداثة التجربة ) وان النماذج التي اطلعت عليها كشفت ان هناك ميلا من الشاعرة ، يصل حدود القصد ، الى الإفصاح بشكل او بأخر عن هذه الثنائية ( الرؤية والبوح ) وإنها اجتهدت لتسريبها عبر النصوص المنشورة ... لنقرا مثلا :

 

(( بسرير وقماط
ادرجوني تحت قضبان النوافذ
وضعوني بين طيات وسادي لُغماً
كلفوا الشرطيّ أن يطعمني لحم قطط
كلفوا الشرطيّ أن .....
طالبوا أن لا اكون )) قصيدة من كراديس امرأة


لو اجتزأنا هذا المقطع منفردا من النص سنجده لا يخرج عن حدود الكتابة الرومانسية وهواجس الذات الضيقة ، ولكن مستهل القصيدة ينبئ عن رؤية وموقف من العالم المهيمن :

جاء يلهو وبين كفّيه انفجار
يطوي السور على أحداق نجوى
كي ترى إجهاض من ..؟
هيروشيما ... ناكازاكي
أعمى يزرع الدخان حلما نوويا
في قرابين المعابد ...

ومن الجلي أن هناك تلازما تعبيريا ما بين ثنائية ( الرؤية والبوح ) فالمثال الأول يشي بهواجس ذات أنثوية محبطة أما الثاني فيفصح عن رؤية خاصة للعالم الخارجي والإتيان بهذه الثنائية من خلال مقطعين متجاورين هو ما ينبغي الإشادة به .

في قصيدة أخرى تلجا الخرسان لهذه الثنائية ولكن بشكل مغاير تماما اذ تكون هناك مبادلة بين الرؤية / البوح فتحل الأولى موقع الثاني كما يمكن للثاني ان يشكل مرآة عاكسة للأول :

علمني العمر الكسيح ان الظمأ ارتواء
وسيدا حياته خواء..
في ظلمة حالكة يرقب في انزواء..
والحزن في مدامعي يضج كالخضاب
يفتح في حنايا مهجتي أبواب...


هنا نجد الأبيات الثلاثة الأولى تجهر بموقف واضح من العالم ( وهو هنا يتجسد في عمر كسيح يتساوى عنده الظمأ والارتواء) ويتداعى (( السيد )) وهو هنا يمثل العنصر المهيمن والضاغط فإذا بحياته محض خواء وتتقزم سطوته فتضائل الى مراقبة في ظلمة حالكة، والبيتان الأخيران يحسبان على أنهما محض ( مونولوج ) او تداعيات نفسية محبطة بمعنى أنها بوح ذاتي يدين مناخا ضاغطا ، غير ان القراءة الفاحصة تتوصل إلى نتيجة مزدوجة قوامها ان صورة العمر الكسيح والسيد الذي أحيلت حياته خواء يمكن تسويغها من خلال ( المونولوج ) الذاتي أي ان الذات الشاعرة وهي تشهد حزنها يضج كالخضاب الا أنها تستشعر في انويتها ان ثمة أبوابا تتفتح في مهجتها في صورة ارتقائية تسمو على ما حاق بالعمر الكسيح ، او ثمة تأويل ثان: أن ( الرؤية الأولى ) كانت باعثة على ( البوح الثاني ) فيصح عندها القول أن الثنائية المشار إليها آنفا تتوسع في دلالاتها وتتبادل في مواقعها كلما توسعت منافذ الرؤية وانفتح التأويل.

* * *

ثمة تخريجه أخرى يتوصل إليها ، وبيسر ، قارئ شعر الخرسان فمن الجلي ان الشاعرة تنوء نفسيا وحتى جماليا من تسلط قوى طاغوتية وتخريبها الفج والدائم للإنسان والوطن فلا مناص أمام ذاتها الشاعرة إلا أن تشن حملتها الاحتجاجية وصرخاتها التعبيرية بصور متواترة :

اعتقلوا الطريق
ورموا لك إسفلتا
حاشية الطغاة


ثم :

وسيد مواكب للعرش
عمره خواء...
ينهش لحم غيره كالذئب في العواء
أنيابه مسمومة يلهث كالضباب


وفي قصيدة أخرى :

يقتلني ما أصاب الناس من خراب
وساحتي المطفأة الأنوار..
مشرعة الأبواب..!!!
نحن ولدنا -سادتي-أحرار..
في وطن تهرسه الأحقاد والدمار
ومثل ذاك السيد المطاع ..والجاهل المخداع...
يطمع أن يسرق كل فرحة..
وينشر الضياع..


وبنظرة عجلي الى هذه المقاطع ( المنتزعة من بعض النصوص) يتضح ان الشاعرة مضطرمة النفس وكليلة الروح من جراء الإحساس بل الاحتدام من هيمنة هذه القوى التسلطية والتي أعطتها توصيفات عدة وأشرت لبعضها بعلامات إدانة فاضحة ، بل ان هذا الإحساس الضاغط يتحول الى هاجس ثقيل يدغم المتن الشعري بدرجات من البوح يقربه من الصدامية والمباشرة .

* * *

ولا ارغب في أن انهي هذه المقاربة لشعر منى الخرسان من دون ان اثبت ملاحظة إجرائية سبق لي ان خرجت بها كثيرا في قراءات سابقة لأدباء شباب وغير شباب ، والملاحظة تشير الى غلبة في استخدام ضمير المتكلم من قبل الشاعرة منى الخرسان في معظم قصائدها وقد لا اكون مبالغا لو قلت ان هناك هيمنة شبه مطلقة لهذا الضمير ( ويسمى أيضا بالضمير الأول) على بقية الضمائر المألوفة : الضمير الثاني (المخاطب / أنت) والضمير الثالث ( الغائب / هو ) ومن المعروف ان اللجوء الى ضمير المتكلم من قبل الكاتب ( الكاتبة هنا ) يأتي لأسباب ثلاثة :

_ إما أن يكون الكاتب في لحظة الكتابة قد فقد عزيزا

_ أو أن تكون ذاته قد دفعت لأعلى سلم الإحباط

_ وإما ان يكون في حالة تشاكل مع العالم فيلتجئ الى أناه

وقد لا تكون هذه العوامل الثلاثة واضحة تماما في ذهن الكاتب وهو في لجة الخلق ( والأغلب أنها تدفع من قبل اللاشعور ) فتحيله الى نهج الكتابة بهذا الضمير او ذاك بل أرى في أحايين كثيرة أن بعض الأدباء لا يعوون فرقا يذكر بين الكتابة بضمير الأنا أو الانت أو ألهو نتيجة سوء في التلقين الأدبي ، ولكنني مع الأمثلة التي اطلعت عليها من شعر الخرسان أجد أنها على تماس شديد مع الضمير الأول ( الأنا ) وتجد في نفسها من الأسباب التي تدفعها الى تفضيل هذا الضمير على ما عداه وقد تكشف نصوصها القادمة عوامل جديدة ستدفعها الى ضمائر أخرى.

عموما ،كانت هذه وقفة عجلى مع شعر منى الخرسان وقد أتاحت لي فرصه للوقوف على معان وظواهر قد يتجاوز بعضها شعرها هي الى مثابات الآخرين وهذا يحسب لها بكل تأكيد لأنها كانت ( المحفّز ) للانتقال من القراءة الخاصة الى القراءة العامة .

 

 

ناظم السعود


التعليقات

الاسم: علي حسين الخباز
التاريخ: 2009-11-07 08:47:09
صديقي واستاذي ايها الرائع الكبير يبدو ان صيد الابداع دسم دائما لديك فلك محبتي والشاعرة المبدعة منى الخرسان وتقبلا محبتي مع وافر الدعاء

الاسم: ملاذ اسماعيل رميض /الفلوجة
التاريخ: 2009-11-06 21:18:36
تحية لك استاذ ناظم على هذه القراءة الرائعة لمبدعتنا الاستاذة منى الخرسان تحياتي لكما

الاسم: سولاف هلال
التاريخ: 2009-11-06 18:21:02
أستاذ ناظم السعود
والله زمان
اشتقنا لك أيها العزيز
بارك الله في جهودك
ودمت بخير

الاسم: فائز الحداد
التاريخ: 2009-11-06 12:22:41
صديقي الحبيب أبا أسعد ..
هكذا تبقى ضميرا حيا منصفا لما تقرأ .. وتناولك هذا خير دليل على إنتمائك الأصيل للأدب الجميل .. دمت لنا وبصحة وعافية .. وتحياتي للشاعرة ، مع تقديري

الاسم: سلام محمد البناي
التاريخ: 2009-11-06 10:49:08
صديقي الابدي ناظم السعود ..هكذا أنت دائما تتحسس بمجساتك كل ما هو رائع وجميل ..تحية لك من أ‘ماقي وتحية للمبدعة منى الخرسان على ثمارها الشعرية المميزة

الاسم: يعقوب يوسف عبدالله
التاريخ: 2009-11-06 10:28:39
الأستاّّّّّّّّذ الفاضل (ناظم السعود)
تبقى كبيرا بكل المقاييس
لك مني كل الود

الاسم: سلام دواي
التاريخ: 2009-11-06 04:42:50
ناظم السعود
كيف انت ياصديقي..اراك كديدنك القديم تحترق لتضيئ الأخرين...

مقالة حقيقية كنقاوة قلبك الكبير,ذلك القلب الحريص على ثقافة البلد ومبدعيه,,دمت بخير وللشاعرة منى الخرسان امنياتي بالمواصلة والأبداع




5000