نوافذ ....
ألمرأة ـ ألامومة ........
بين التفاني والتضحية .....
أبعاد وظيفة ومظاهر .....
ألامومة ماهي وظيفة بأبعاد وليست فقط من مظاهر التفاني والتضحية ، هي رسم مهما لنا من تصور تحمله أذهاننا ، يتجلى في نكران مصلحة الذات باعلاء مصالح ألاخرين ( العائلة ـ ألاولاد )
ألامومة تمحور لآحتياجات ورغبات ألاخرين ، بدءا من الحمل ثم ألانجاب الى حين التلمذة والمدارس ومن بعد ألانشطة والمكملات الحياتية والمصاحبات لنظم ألامومة تفانيا وتضحية وما يسير على أيقاعها حتى الدراسات العليا أو الزواج .
لكن هل في التضحية مقابلات ومقاربات لآحتياجات ألامومة ، وهل في نكران الذات والتفاني في خدمة الاخرين وقع على النفس والصحة النفسية .؟
أن كانت ألامومة صفة نسائية بأمتياز وأستجابة أجتماعية وقد تكون ثقافية أو مقرونة بالتنسيب الديني ، فهي تكيف وتوافق مع أدوار ترسمها الثقافات ألاجتماعية وموصوفة بسمة التضحية وبما يتوقع ومطلوب .
وعلى هذا وفي باب علم النفس توافقا وتكيفا وصحة نفسية يتوارد سؤال ـ هل تضحية ألام تكيفا يوافق الصحة النفسية ، وعليه مدى ما تنعم به الام من صحة نفسية مع المطلب الاجتماعي والثقافي ؟
في عالمنا المعاصر يجتمع النقيضان تطور أكبر وأرهاصات أكثر يتأتى من تناسب رسم ألادوار ألامومية في ( ـ ألمرأة ، الزوجة ، ألام ، ومديرة المنزل مدبرة شؤونه ـ البيت الذي يحتويها وألاخرين ويضمها معهم واليهم ) ، و خسارة الذات ( التناسب ) تأقلما مع أحتياجات ورغبات ألاخرين ، وقد يولد ذلك أضطرابا نفسيا أو تعرضا لمرض نفسي منها " ألكأبة " ، و
بعض التوريث المجتمعي ينصب في تنشئة الفتاة وتطويعها على دور ألامومة المقبلة كثقافة أجتماعية وحسب ، ودون الحرص على خسارة الذات وكوامن الشخصية وما يولد من أضطراب " كأبة " .
وفي بعض الوجوه والصور ألاجتماعية يعمل على أبراز معلن يحتفي ب " ألامومة " في ( عيد ألام ) ، ليس أعترافا بقيم التضحية وعظيم جهد وتفاني بتقديم خدمات ، بل لآبراز ذلك الوجه ألاجتماعي والصورة .
ولو أعلنت ألاهمية للمهمة الامومية التي لايقوم مجتمع دونها ، ل وقف على عدد المطلوبين لتحمل مسؤولية ألام أو الزوجة حينما يخسرها المنزل لسبب وأخر طوعا او كرها ، ولوقف على أحصاء عدد الافراد الذين سيتولون أنجاز مهام ألام كيفما تقم هي ، وهي ليست مقارنة ضمنية لما تقوم به ألمرأة " ألام ـ الزوجة " في ألاسرة ، وما يعمل الرجال " ألاباء ـ ألازواج " في مجالات العمل خارجها ، حيث لاخلاف في توصيف العمل بالمحددات المجتمعية .
لو نسب لوضع معايير ومقارنات عمل مع تحديد الصلاحيات والممكنات منه ( العمل ) واجباتا وحقوقا ، مع دخول الزمن المستغرق لآنجازه ومردوده المالي وقيمته المادية والضمانات المقدمة للقائمين به ( ترقيات ، علاوات ، أجازات ، تقاعد ..) مع تسميته بعمل " أيجابي " و " أنتاجي " ل وصل الى غياب بعض التقدير وتباين التقييم الناحم عن الكيل بمكيالين في تقييم سلعة " ألانتاج " و أيجابية " الخدمات " ، وبعيدا عن قيمة المنتج فعليا ، والذي قد يساوى بقيمة مالية لو كان عملا عاما وظيفيا و يساوى بلا قيمة صريحة و يقيم بالمجان في المجال الاسري ، وصفا ب أنه عمل أسري تحت نعت " التضحية والتفاني " وبلا حدود .
أن الصلة ألاسرية للمراة توثقها بخدمة ألارواح ، ف المرضة والعجزة وكبار السن من مسؤوليتها لا من مسؤولية الرجل صاحب الصلة العامة خارج ألاسرة ، على حساب أن عمل المرأة لادخل له بمردود أقتصادي لنتاج وطني بقدر ماهو عمل طبيعي فطرت غريزيا وميولا ومهاراتا عليه و اوجدت فيه ، وبالمقابل وفي حال التقصير تلام المرأة ويبخس قدرها بدل أن تعزز وتقدر لذاتها لا لطبيعتها وغريزتها .
وعلى اثر ذلك ـ الملامة على التقصير و أبخاس القدر وتقدير الذات ، ياتي تساءل ـ ما النتيجة التي حصلت عليها المراة في تفانيها وتضحياتها خلال مراحل حياتها ..؟ فالمرأة تمتحن حين يفشل اولادها ( دراسيا ، سلوكيا ، مهنيا وحتى صحيا ) وتوصف أثره بالاخفاق وحسب العرف الاجتماعي وثقافته ، وذلك ما يعرضها لمشاعر الذنب وبلا جرم وأخفاق لذاتها ، وشعور بالعجز وعدم القدرة او السيطرة على وضع و أخر ، وهنا تضيع حدود الذات وتفقد .
أن تحميل المرأة عهدة ألاخرين يخلق لديها شعور المسؤولية ما يدفعها لمزيد من التفاني وأكثار من التضحية بغية أعلاء تقديرها لذاتها ومقاومة الغرق في رمال الحياة المتحركة وصراع مع الشعور بالعجز واللاحيلة وأضطراب الكأبة الذي قد يعتريها أثره ( ألاخفاق ) .
أن المجال الزمكاني مغلوب بالطبقية والحضرية والعصرية والثقافية والعلمية وحسب الواقع المعاش وعلى اختلاف ألاجيال ، وفي كل منها ( ألاجيال ) تشابه وأختلافات ومقارنات ، لكن هناك جوانب مشتركة قد تتمثل بالمساواة والتمييز والفرص ، ويمكن الحصر في " حرمان و أمتلاك " ، فقد تكون أمهات ألامس حرمن من أعمال خارج منزلية على عكس امهات اليوم الاتي لهن وظائف ، فالتعليم والشهادات والمهن والمقامات لامراة اليوم ليس كما أمرأة ألامس ، وبذلك لم تتحقق المساواة بين الاجيال أولا وما زال التمييز في الفرص بين الرجل والمرأة اليوم ثانيا ، وهنا هكذا يتحقق الحرمان وتنعدم المساواة ، و ان وجدت نساء واعدات ، لكن شيء نسبي ، حيث المراة يطلق المجتمع احكامه العامة عليها ، وأحيانا يصف نشاطها الحياتي " اللامرئي " أنه " لا شيء " من عدم الاعتراف بقيمته الفعلية ، وهنا الخسارة بدايتها ـ مشاعر عجز ، ولا حيلة ، وكأبة وفقدان ذات ـ تاليها ، بدل الاعلاء بشأن المراة وتققيم عملها ك بقاء مجتمع ومحور اقتصاد و أن ألامومة أوسع من دائرة الاسرة مجالا وأنها ليست تعمل وحسب بل تعمل الكثير وتسهم في البناء الاجتماعي وتنميته ومن ذلك وفيه اعلاء لذاتها ومانعا لشعور خسارة ولا حيلة او عجز ووقاية من أضطراب وكأبة .
ولا يمكن التصور بل يجب أستبعاد أن تكن النساء فئة ينالها الاكتأب تسهم اللامساواة والحرمان والوعود في ألاقتناص منها والنيل ، بل المتصور هو الامتنان والشكر يقدم للمراة وألام و ألامومة جزاء تفان وتضحبة ولكي تدوم .
مكارم المختار
التعليقات
|
نهاراتكم يمن وامان الجميع أيامك ولياليك هنية جلية بالخير والسرور مهند الليلي طالت غيبتك وحضورك عساها بفرح وسلام .... اللهم امين
يا لسعادتي أن تغادرك الكأبة في ليل أمتعتك سطور الامومة ، وما عساك أن تقول صمتا أو حرفاوكلمة في عبارة أو تعبير من كلمات ..!! وكفاك أكتفيت بسطر جردت الكفاف بشرف الامومة وأوجعتنا شوقا لآحضان الامهات والله اعلم بوجعهن لآحتضان أفلاذ أكبادهن الغائبين المغتربين والراقدين بسلام في في غياهب ألاجل . عساها ما حست بوجعك أمك الوالدة الكريمة ووصلها شوقك بحنين وطمأنية وراحة بال وجعلك من البارين الرافعين الرأس والمبيضين لوجوه أمهاتهم واهليهم . اللهم أمين وواسانا الله ببرها ورضاها وحسن ذكرنا لها واسكنها طيب جنانه ولا غير الترحم أدعو لآمي الغالية وقد فارقتني ليلة عيد فطر مذ 1977 ولآمهات العالم الرحمة والرضوان
سلمت مرورا مهند الليلي أجرك الله في شوقك لآمك الوادة للجميع طيب المنى وخالص الدعوات حييتم وبوركتم
تمنياتي
وتقبلوا مني هذه في الام هي من تحمل عنك ثقل الدنيا وتمنحك معنى أن تحيا وتجنب أقدامك الذلة تحرق أيامها لتكون لك شعلة
تلهمك ألامان وتدفعك نحو الايمان لتكون لك لحنا مدى الازمان
تحدثك همسا وصمت وتسعد ترنيمة الصوت وتفديك الحياة لتبعد عنك الموت
حييتي ياأم حييت يا أم حياك أمي وعليك الرحمة ولكم وللجميع
مكارم المختار
اوجعتني شوقا لامي يا ست الكرم....
|
|
|
الست مكارم المختار صبحك الله وامساك بكل الخير..
امتعتني سطورك الطويلة في هذه الليلة الكيبة... وماذا عساني اقول لك... اقول ما قيل من قبل في سطر واحد.. لو جردنا المراة من كل شيء... لكفاها شرف الامومة...
اوجعتني شوقا لامي يا ست الكرم....
تحياتي..... مهند الليلي |
|
|
يسعد مساكم ومسا النور عليك عزيزتي الصديقة " سوسن السوداني " ذوقك والاخرين يعطى الروعة وما كتاباتنا الا انطلاق واقع وتحدث في حقيقة . تعرفي سوسن وانتبهي اول تعليق من بنات حواء ....!!! وليس أخر رد سيكون ... كلنا نرى أمهاتنا و أمهاتهن وعنهن ومنهن نأخذ ومن سيرة الحياة . على ثقة أن الرجل والزوج لايبخس دور المرأة وألا ما كان عظم دور " أمه " والدته ، وتحكى بذكرها ، وهناك شواهد أن كثير من الابناء بعد زواهم يقارن تحملات " أمه المرأة" وما قدمت ، بل يذهب ليقارن مهاراتها بمهارات زوجته . على كل الحديث يطول ولست ممن يختصر ووووووو كفانا " الجنة تحت أقدام ألامهات " وسور في المرأة والنساء والنور ـ أيات محكمات .
تقديري مرورك وما كتبت وله منك ومن الاخرين تعزيز كلمة . و الحمد لله حققت تحت مسميات الموضوع مجموعة بعناوين أسعى لآصدارها مطبوعا أن شاء الله . و أتمنى نشترك نساء ورجال في أعداد مثيلاته ـ كلمة واقعية صادقة من نبض الحياة .
شكرا لله والحمد شكرا للامومة شكرا ل من لا ينتقص ألانسان ـ أمرأة ، أم ، زوجة ، وحتى حبيبة .
تقديري وأعتزازي
مكارم المختار
|
|
الاسم: |
سوسن السوداني |
التاريخ: |
2009-10-01 14:02:19 |
|
رائع طرحك للمواضيع اظم دور للانثى هو الامومه بكل مراحلها ومن المستحيل ان يمثله للرجل فأخذ بعضهم يحاول انتقاص من قيمتها واضدهدها كثير وبكل المحافل يحاول الانتقاص منه ومن دورها بتربية الفرد وبالتالي خلق مجتمع مستوي لذلك فمهمة الانثى الام هي اهم دور انسانيا واجتماعيا سلمت مودتي واحترامي
|
|