استخلاص المعني حوارية ما بعد الموت
اختلف الفلاسفة في رؤيتهم للحقيقة فمنهم من قال إنها نتاج العقل المطلق ومنهم من قال إنها نتاج اللفظة ولا نستطيع في هذا المقام أن نعضّد رأيا ونهمل آخر فأسهل المخرجات سيكون ــ بطبيعة الحال ــ المنهج التوفيقي بصفته الممكنة.
إن ّ وسيلة َ استخلاص ِ المعني مرتبطة بالرأيين ِ ارتباطا ً منهجيا ً وعضويا ً في الوقت ِ عينه، لذا سنحاول أن نستنطق نصوص الدكتور عمر الطالب من خلال حوارية متخيلة مقتبسين منها ــ نقصد النصوص الأدبية ــ الإجابات لعلنا بوساطة هذا الاقتباس نصل إلي الحقيقة النابعة من عقل المؤلف أو تلك الحقيقة النابعة من لفظه.
س / عمر الطالب بعد هذه الرحلة الحبلي بالإبداع والرصانة العلمية قل لنا :
من أنت؟
ج / أنا الذي يحيا بلا أبعاد وأنا الذي يحيا بلا ظلّ، فالظل ّ لصّ يراقب ظله.
س / كيف رأيت الناس بعد رحيلك؟
ج / رأيت أكثرهم يسرقون وجوههم.
س / هل تقصد عراقهم؟
ج / نعم فعراقنا طفلة عبدة تموت والقيود في يديها.
س / ما رأيك بالاحتجاج؟
ج / إن صرخة ً مدوية ً واحدة ً ستحيل الأشباح الصفراء إلي حيوانات أليفة.
س / من رفيقا قلمك؟
ج / المأساة والحزن رفيقا قلمي وقلت فيهما :
((من يمنح مأساتي جسدا ً؟ ومن يمنح رأسي للرمح؟ ويشيعه خلف الليل إلي مقبرة القلب أنا أعشق حزني ــ ــ ــ الحزن شهيد يزهر بالدم))
س / هل لك أعداء؟
ج / نعم، أعدائي المحمولون بلا وعي ٍ علي أشرعة الوهم والمتكئون علي أذرع الأحلام المعطّرة بكسل الحياة.
س / ما أمنيتك قبل الرحيل وبعده؟
ج / قلت قبل الرحيل : أواه يا وحدتي لو منحتني الصفاء لو جلست في ظلالك أجدل السأم جديلة.
بعد الرحيل يا تلميذي وحين أتاني الموت لم يجد لي ما يميته ولم أجد لدي ما أتمناه
س / في تتابع يومك التقليدي ما أجمل لحظة فيه؟
ج / حين يبزغ من بين الدموع صبح يثقب الحزن.
س / متي يعرف الإنسان المخاطر؟
ج / حين يكون الإنسان علي الطريق يعرف المخاطر حيث يرقي جبلا ً يظهر له جبل ٌ.
س / هل تؤمن بالتنجيم؟
ج / برجي لا يراه أحد ٌ سيأتي عند منبلج الفجر في زهو الصباح في الساعة التي لا تكاد تري فيها زهر الشجر، عندما يصير الفجر ُ للأمواج أشرعة ً من الطلّ الحرير.
س / صف لنا بعين الناقد الفذّ الذي عرفناه ونهلنا من علمه واقعنا العراقي؟
ج / في واقعنا المؤلم يا بُني ضاعت عصا عمر وكسر سيف علي وانتحرت شجاعة خالد وتلاشي بأس عنترة ــ ــ ــ لم نعرف طريق البندقية فوجدنا الحياة في الموت واللذة في الاغتراب فربيع القلوب قد مات وشباب السواعد همهمات.
س/ مازلت تدور في اليأس والضياع والسوداوية؟
ج / ألست من بلد ِ السواد والحزن والألم؟
س / ما مبتغاك؟
ج / الفكر مبتغاي الذي رجعت من بحاره بلا فكر.
س / مارأيك ب: الموت والغربة والحياة والصمت والنصر والليل والنهار والوجع؟
ج / الموت خادمي لا سيدي لذا وطأته بقدمي.
الغربة دين علي العراقيين يؤدونه أو يقتلون.
الصمت بحر زاخر بألف موجة.
النصر قمته في أن تكتشف أنك تحيا بين الأموات.
الليل شعر امرأة ٍ لم يتوسده رجل.
النهار تعب ٌ كبير ٌ كبير ٌ تذريه لمحة ذكاء.
الوجع قافلة ٌ سارت وأرضها فم تنين.
س / أخيرا ً لمن تهدي منجزك الأدبي الكبير؟
ج / إلي الذين يتجاوزون ضياعهم ويقهرون يأسهم، فأنا أري أن اليأس والضياع كبيران في نفس الإنسان العراقي لذا يلجأ إلي منقذين ِ هما الذكري بصفتها المتعلقة بالماضي والحلم بصفته المتعلقة بالمستقبل وبهذين المنقذين يهرب من واقعه المرير
محمد ونّان جاسم
التعليقات
الاسم: |
محمد ونان |
التاريخ: |
2009-10-01 10:09:47 |
|
شكرا يا أستاذتي وأختي المبدعة الدكتورة ناهضة |
|
|
حايا لك ايها الونان الكبير على هذه الالتفاتة لعلم من اعلام الجرح العراقي العظيم .. سلمت لتكتب ذاكرة الاغتراب .. تقبل مودتنا وتحايانا التي بحجم ما في قلمك من ألق وما في روحك من ندى وصفاء .. دعؤنا بالتوفيق والابداع الدائم .ناهضة ستار |
|