قنبلة الكراهية
يقتلني القهر وانا ارى الى البلاد وقد احرقها الغزاة السفلة وصيروها ملهاة مجانية او سينما بلا فلوس . جسر الصرافية تعب من شيل القدم فنزل يغسل وجهه بأمواه دجلة . قيل ان الجسر قد انكسر ظهره وصيح ان البلاد قد انكسر ظهرها .
اللغة الآن تستعمل في احط اغراضها وتروض فيصير الفاعل عاملا بالانابة ويصير المفعول به فاعلا بقوة العادة . الادباء صاروا وزراء خارجية يكدون ويكدحون من اجل مفردة وسطية لا تجرح احدا ولا تزعل ماحودا فأن حدثتهم بحديث المقاومة وكنس الغزاة ، رموك بسهم مضمر ومعلن وانفضوا من حولك وقالوا لقد اتانا المجنون بما لا طاقة لنا على حمله . قلبك المكتظ قيحا وصدأ يكاد يطفر من محبسه وانت ترى وتسمع انكشاف الغطاء عن واحدة من مسبحة كذبات سيق البلد بقوتها الى محرقة عملاقة او مكب نفايات . واحد من عتاة رجالات المافيا العالمية اسمه تينت وشغلته قبل الهروب هي ادارة المخابرات المركزية الامريكية . فجأة فز الرجل من قيلولة وصاح بالناس ان متطرفي امريكا قد اسائوا تفسير مقولاتي ورؤاي عن العراق لذلك قرروا ابتلاعه على عجالة وبليل . كان قبله كولن باول وتبعته اولبرايت وتتوج المشهد بالاكتساح الديمقراطي كما لو انهم في هجرة شعبية ورسمية من منطقة الرذيلة والحرامية والقتل نحو منطقة الضمير والآدمية المفقودة . المهانة تتنزل على الناس بالتقسيط ، والتنازل بتراكم الايام حتى لم يبق في قاموس الثابت مفردة الا واصيبت بكدمة التفسير على مقاس الغلط ودرب تسويق الكذب الرخيص . سلسلة متصلة من لقطات ساذجة حاضنتها غياب الوعي الجمعي ، كانت كافية لأجتثاث بلاد عذبة ما كانت تستحق كل هذا الوجع . بوطرة اطفال في مظاريف مريبة حط احدها في باب الكونغرس حيث انولدت فرية الجمرة الخبيثة . طير على شاطىء ملوث بالنفط لا يكاد يسحل نفسه حتى هجت دكاكين العناية بحق الحيوان هجيج رجل واحد يصيح الثار الثار . شاحنة دوندرمة اصطادتها اقمار امريكا فحولتها الى قصة طويلة عنوانها مختبرات الموت المتنقل . ممثلون ومغنون زاروا بغداد صحبة عشرة اطنان من دواء الفقراء فأنولدت طقطوقة كوبونات النفط التي لو قارنتها بكوبونات النفط الجديدة لنطحت راسك بالحائط ولشتمت كل المحرمات التي منها العنب الاسود . الاهوار المجففة والمانشيتات الثملة التي ارادتها بمثابة فينيسيا العراق شماتة بفينيسيا الطليان . تهديد الجيران حتى سابعهم وفي اول صفنة ضمير تبين ان البلد قد صارت مكفخة ومصفعة لم تشفع لها احبولات وخديعة اللغة التي سورت " ام الهزائم الخالدة " واخواتها " !!
امريكا حطمت العراق وسرقته وشرذمته وقتلته . انا اكرهها بقوة ويقين . انا امقت بوش الابن وبوش الاب ومن والاهما من العرب والاعاجم . انا ابشر امريكا بقنبلة مذهلة عاصفة قاسية ساحقة ماحقة لا تبقي ولا تذر ، اسمها قنبلة الكراهية . انا بتمام وعيي وصحوي ولا بد من ان تصدقونني !!
علي السوداني
التعليقات