ملف النور لمعاناة رموز الابداع العراقي /مبدعان أصيلان : عاطل ومنتحر!!
آثرت ان اخصّ حديثي هذا لمبدعين اثنين: أحدهما مازال يتغصّص بجرعات الحياة المفخخة والآخر خرج عن حياتنا الأرضية منتحرا بلا اسف وكان ذلك قبل احد عشر عاما، ويأتي سبب هذا التخصيص لاعتبارين أولهما إبداعي والثاني إنساني, فالمبدع الأول هو الأستاذ عبد الله جواد الذي يمتلك حظوة باهرة بين معارفه وتلامذته ومتابعي الفن الأصيل فهو احد البناة الحقيقيين للمسرح العراقي، والمبدع الآخر هو أديب شاب يمتلك العدة الإبداعية التي تؤهله للبقاء في ضمير الثقافة العراقية، أنه الأديب القاص والشاعر طه الطاهر الذي عاش حياة ماراثونية شاقة وتقلبات فكرية عصيبة قبل ان يختم فصول عذاباته بيده. وان استذكاري الخجول هذا باسمين عراقيين ذاقا المرارة والمكابدة والعقوق ما يجعلهما ( حسابيآ ) خارج أسوار التأثير والإبداع ولكنهما بما لديهما من مواهب مكتنزة وعناد عراقي متصابر هو الذي جعلهما يصران على البقاء في الذاكرة الجماعية ولعقود أخرى قادمة.
نعم ان هناك فروقا منطقية بينهما:
فالأستاذ عبد الله جواد رجل مسرح حقيقي ومترجم بارع عن اللغة الإيطالية ثم انه مازال معدودا على الأحياء!، في حين ان الثاني (أي الأديب الراحل طه الطاهر) كتب القصة والشعر وخلفّهما دون نشر او بروز وجاء الأصدقاء الخلص ومنهم : الناقد الشاعر يعقوب زامل الربيعي / الأديب مصدق يوسف، لينفضوا غبار أوراقه المنسية وإبداعاته المتراكمة وأصدروا كتابا يضم بعض أعماله باسم ( جبة الدرويش) ثم ان شاعرنا الطاهر يفترق عن (زميله الثاني) لأنه وضع حدا لحياته الأرضية عام 1998 والحقيقة أنني وجدت أكثر من قاسم مشترك يجمع بين الاثنين برغم الفروقات والواضحة بينهما, فهما مبدعان عراقيان جاءا في زمن المحنة وتحت خيمة المقابر الجماعية والبشاعة الإنسانية وعمل كل منهم في مجال متصل بهمومه وثقافته ورسالته لكن المصير كان واحدا بينهما: فالأول بلغ السبعين من عمره ومازال خارج اهتمام المؤسسة وقانون الضمير العام برغم شدة إخلاصه وطهارته أما الثاني فلم يجد بدا من ان ينهي اللعبة مبكرا ولو حرقا بالنار!.
ناظم السعود
التعليقات
|
جميل انك شاركت في هذا الملف ايها الاستاذ الرائع وانا تناولتك في موضوعي كأحد الذين لم يُنصفوا . أتمنى أنك بخير وبصحة تامة تحياتي . حتما سألتقيك عما قريب. |
|
|
الى الصديق الكبير المبدع ناظم السعود تحية لروحك العصامية ان وجودك في هذا الملف هو دليل صارخ على الحيف الشديد الذي يعانيه المبدع العراقي دمت ودامت روحك بالف عافية وخير |
|
|
الاستاذ ناظم السعود استميحك عذرا قبل ان اقرا مقالتك قرات مقالةالصديق الكناني ومقالة الاعلامي الكبير الياسري فيصل..فكتبت ماكتبت للكناني.. وحين قرات مقالتك بامعان وجدت انك وضعت يديك على الجرح..فالمسالة هي مسالة اولئك المبدعين الذين وأدت احلامهم ومثل بها بسبب فوضى العنف الممتد لاربعة قرون.. الاستاذ السعود محنتك انت تلخص الامر واهمس لسيدنا الياسري هل كان السعود ليقتصر ابداعه على ماهو معروف لو كانت ظروفه المعيشية افضل وكم موهبة مثل ناظم السعود قضت ايامها خلف طوابير الغاز والحصة التموينية والبحث عن دار تليق به كمواطن ..ناهيك عنه مبدعا.. لقد اتعبنا اللطم حقاكما قال السيد ولكن الابداع مثل به بعد ان قتل صبرا.. وليس لنا ولم يبق لنا الا ان نقول اااخ وحسب... |
|
|
استاذنا الکبير ناظم السعود حياک الله لعمري هو الوفاء الذي يعتريک منذ ان عرفتک اتمنی لک العمر المديد مصحوبا بالصحة والعافية دمت وسلمت رعاک الله |
|