أنهار من الانبهار لعيد الديار
كثيرة هي القنوات الفضائية , التي تشاهد يوميا في عراقنا الناهض , وقليل تعدادها هي البرامج التي ينشد لها الجمهور الواعي المتطلع والمتابع لمجريات الأمور, والأحداث والأحاديث .
وأقولها بصراحة للتاريخ وللمتابعين ,إن فضائية الديار قد دخلت عالم الإعلام من أوسع أبوابه , بالرغم من المنغصات المادية التي تعاني منها , فقد استقطبت وجذبت مختلف المشاهدين والمتابعين, لما تحمل من بصمات إنسانية و وجدانية و وطنية واجتماعية واقتصادية وسياسية وفنية وثقافية وإعلامية وصحفية , تعكس هموم وتطلعات وأفكار وأراء نخب كثيرة ومتعددة , وتصب في مصلحة الوطن , الذي يعانق كل ما هو نافع ومثمر ومفيد , وان قناة الديار الفضائية منذ انطلاقتها ولحد ألان تسير في خط متصاعد , يبلور المهنية والوطنية , وتنطلق بتقدم حثيث إلى شواطئ المعرفة , والتطلع والنور, وإنها قد أخذت موقعها المتميز في الحشد الإعلامي المتزايد والمتصاعد .
فالفضائية التي تلتزم بشرف وأمانة وإخلاص برغبة المشاهدين , تظل تفوح مسكا وعنبرا وفوائد جمة ومنافع مشرقة , تعبر تعبيرا واضحا وأصيلا عن واقعنا المأزوم والمشرئب إلى مستقبل أفضل وأمثل وأكمل , فأن الحقائق قد أثبتت وأكدت على أن فضائية الديار هي موضع إعجاب وعشق الجماهير المتعبة المنهوكة والتي وجدت في الديار متنفسا عن همومها وغيومها , لذا فإنها وبحق فضائية الفقراء والمقهورين والمتعبين والذين لا فضائية لهم , فان عراقنا يتطلع الى فضائية تعبر عن جروحه وقروحه , ولا ولن تكن مجيرة لفئة محددة او تسير على خط مرسوم ومحدد, فالفضائية التي يريدها شعبنا المكلوم هي الفضائية التي تلتزم بمباديء الصدق وصدق المباديء , وتعبر بجرأة وشجاعة عن مكنونات الجماهير التي سأمت وملت من بعض القنوات والفضائيات الماجورة والمشبوه والتي تدس السم في الدسم , والتي تجتر نفسها وتطرح مواضيعا وأمورا لا تعبر عما يعتمل في الصدور من معاناة وألم و رؤى
وأشراقات ولونيات . فالديار كما هو معروف ومكشوف انتهجت طريقا جليا و واضحا, وضخت وما تزال تضخ للآخرين, بما يتوافق مع المباديء السامية والمثل العليا والقيم الأصيلة التي ينشدها شعبنا العريق .
إنني احد المتتبعين والمدمنين على مشاهدة هذه الفضائية المعطاء , أؤكد بالخط العريض إن الديار هي البستان الذي نأكل منه انضج الثمار , ونستنشق من أجوائه رحيق الشذى والياسمين , وناؤي إليه في الأجواء الحارة والمملة , فنتنفس في بستان الديار نسائم الانفتاح والانشراح والثقة والاطمئنان , وطوبى لهذه الفضائية التي تعبق بأريج التنوير والصراحة والمكاشفة الملتزمة بشرف مسؤولية الكلمة البناءة المعطاء . إنني أسجل امتناني وتقديري واعتزازي, لهذه القناة العراقية الأصيلة, التي تبين الحقائق كما هي , والواقع وما يتطلب والمستقبل وبما يحمل من توقعات . وان ثقتي بها وبكادرها وبمؤسسها تتزايد وتتصاعد في كافة الميادين والفنون والعلوم والثقافة والإعلام . فطوبى لكل فضائية تفتح صدرها للمواطنين و للكتاب والشعراء والمثقفين والسياسيين , الذين يتسابقون في مجالات الخلق والإبداع ورفد الناس بماء الحقيقة والحق ... وإنني عندما اطرح انطباعاتي عن هذه الفضائية , فأنني واحد من الذين وجدوا فيها نافذة ومنفذا للعبور إلى ضفاف الحرص والأمانة والصدق والانفتاح , وهذه ينبغي أن تكون رسالة كل فضائية أو قناة تلفزيونية , تلتزم بخط الصدق والأمانة والإبداع , وعندنا والحمد لله باقة خلابة معطرة من الفضائيات الصادقة والتي تبعث على الحب والوفاء والنقاء , والبقاء لكل الفضائيات المعانقة لما يعانقه شعبنا الأصيل المقهور .
وأخيرا ... ألف ألف شمعة لعمر الديار الممتد, فبوركت فضائية , وبورك عيد, ومن نبعها نستزيد.
ماجد الكعبي
التعليقات