ليلة في شتاء بارد
أمي على أمي تنوحْ.
وحكايتي قدرٌ ،
وأغنيةٌ ،
تباتُ على السطوحْ.
وثيابُ صاحبتي ، كعطر حديقتي ،
جثثٌ تنوحُ ولا تنوحْ.
والليلُ في وطني الجريحِ ،
صبابةٌ ،
ومتاهةٌ ،
تهتزُّ في وهج الجروحْ.
وأنا الممزقُ في لظى الكلماتِ ،
ألتمسُ الصباحَ ، أشمُ رائحةَ القرنفُلِ ،
وهي تجتاحُ المدينه
وتعودُ كالأمسِ القريبِ ، يشدها
ليلٌ إلى قبرٍ سجينه
وظلال أمي ، الناعسات ، كبيتها
شالٌ ،
يلفُ به النهارُ متاعبي ،
ويخطُّ بين شحوبه ،
تاريخَ أغنيةٍ حزينه
وظلالُ أمي ، الحالمات ، كصوتها
تتزاحمُ الدنيا به ،
ويظلُ يسكنُ في شبابي
يأتي بطعم الحندقوق ،
ونسمةُ الريحانِ تسبقَهُ ،
يدقُّ عليَّ بابي.
كالريحِ تقرأ لي كتابي
أمي تشرُ على حبال البيتِ ،
أوجاعَ الضحى ،
وتعودُ ترفلُ في البكاء
كالنجمِ وهو يفرُّ من نكدٍ ،
تناثرَ بين أروقةِ السماء
تتأملُ الوقتَ المهاجر في العيون
وعلى الصدى ،
بين المصاطب ، تحتمي ،
في الظلِّ ، في ثوبٍ ،
يطرزُ لونَهُ لغةُ الجنون
أمي كهذا الصبح ،
أوراقٌ ،
جمعتُ بها المحبةَ ، عنوةً ،
في الريحِ ، في دمعٍ ، تطوفُ به العيون.
أمي على أمي تنوحْ.
وحكايتي ،
جثثٌ تنوحُ ولا تنوحْ.
شتاء عام 2009 - نابولي
http://www.malikalwasty.com/
د. مالك الواسطي
التعليقات
|
لأصمت أمامك يا أستاذي الكبير فحروفك تخترق روحي وتتملك قلبي وتفعيلة الكامل تأسرني أشعر هنا ان للشعر قضية وهدف
|
|
|
نص أكثر من جميل..ويمتلك مفردات جميلة...شعور بالغربة..وتبجيل لعظمة الام والوطن...وكلاهما يشكلان رمزا خالدا.سلمت يداك |
|
الاسم: |
محسن الذهبي |
التاريخ: |
2009-05-15 01:05:25 |
|
رائع ومتالق حتى في حزنك ايها الواسطي الجميل تحياتي ومحبتي |
|
|
أمي على أمي تنوحْ.
وحكايتي ،
جثثٌ تنوحُ ولا تنوحْ. ـــــــــــــــــ لقد اعجبني هذا المقطع كثيرا شعر جميل جدا تحياتي الهام |
|