جنازات هائمة في سكون الصدى
َلَطَخ الأحمر بالأحمر
والأسود أصبح َ غازيا ً
لأثواب الأمهات والصبايا
والصبر أصبح َ لغة الآباء
أما ألألم كان بذرة يتيمة ..نما
ليصبح شجرة تعتلي القلوب
تُعَلقُ فيها أسماء الراحلين َ نحو السماء
سكون الصدى تلاطم َ مع موج الحزن
ونعوشاً حَمَلت في بطونها
أجسادا ً من البلور
تَعوم ُعلى أكتاف بَشَر ٍ
يرنو نظرهم نحو مجهول ٍ مجهول
يُرافِق ُزغاريد النسوة ِ
في جنازات ٍ هائمة في سكون الصدى
حيث ُ طيف َ جدي
يقرفص ُ في ظل جدار طيني
متأملا ً ما يجري
وحبات ُ مسبَحَتِهِ تصطكُ خوفا ً
من الزمن الأبكم
وفي الجنازات ِصبيةً
تَمنت أن تكون ليلة عرسها ربيعية
لتكون أجنحة ً نَعش ٍ يحمل عريسها
وليكون ورد العالم الملطخ بالأحمر
أكليلا ً يكللهما بدلا ً من أكليل الزفاف
تتساءل ُعيونها بصمت
أرأيتم عروساً تَصبح ُ أجنحة نعش ٍ لعريسها
أرأيتم عروساً تُرافق ُ عريسها حيث ُ المثوى الأخير
بدلا ً من فراش ٍ أرجوانيٍّ وثير
وفي الجنازات أب ٌ وأم
يحنوان على طيف جدي
فيهمسون في آذانه ِ بحكاياتٍ غريبة
عن أجساد ٍ هَوت من قِمَمِها لفرط الرصاص
يتعكر طيف ُ جدي
تُتَمتِم ُ شفتيه بكلمات ٍ خرساء
يتركهما ...
يعطي ظهره ُ للجنازات ِ
عائداً من حيث ُ أتى
ينقطع ُ خيط مسبَحَتِه ِ
فتنفرط حباتها..
مَنزَلَقة ً تحت أقدام المشيعين
لتبقى الجنازات تطوف ُ الأزقة َ والحواري
وتبقى الأجساد الراجلة ُ فيها
جسرا ً يوصلها حيث ُالمثوى الأخير لها
وحيث ُ هيامها في سكون الصدى ......
أمير بولص أبراهيم
التعليقات