المسرح يتجدد باصرار المتفائلين
نجاح لا يمكن ان ينكر ذالك الذي حصل في ايام مهرجان المسرح الذي اقيم مؤخرا على خشبة المسرح الوطني باستضافة اعمال مسرحية تدلل على عودة الالق للابداع المسرحي
وما رافق ذالك من ندوات وجلسات نقدية تنوع فيها الجدل العلمي المعمق بحضور مكتف يدعو للتفاؤل لكتاب وصحفين وفنانين والاجمل في هذا المهرجان هو اصرار القائمين على ضرورة ان تكون العروض مسائية
ليكون التحدي الاهم والرهان الاروع على حب الجمهور العراقي للمسرح والحرص على التواصل
وكان الفائز الاول هو الجمهور الذي اضفى على الاماسي المسرحية بريقا خاصا بتواجده اليومي
وهذا الانتصار يحسب للقائمين على تنظيم المهرجان المسرحي الذي لم يكلف الوزارة مبالغ كبيرة حسب علمي لكنه قدم صورا واظهر تمسكا بالقيم الجمالية وتثبيت قيم الحياة المدنية قد تفوق اي مؤتمرات او ندوان حكومية تصرف عليها بالملاين ولا توتى اكولها بمعرفة ودراية الكل
وبعيدا عن الشعارات المكرورة الا يفترض من اصحاب القرار في الدولة التمعن لتحركات المتبصرين من اهل الفن لتعضيد خطواتهم على اقل تقدير او السير بنهج التثقيف الجمالي لمجتمع ابتلي بصراعات السياسين
وانعكاسات ذالك على الشارع المحترق بتشنجات المتحاربين على كراسي ومراكز السلطة
وهل نكون مغالين اذا قلنا نحن بحاجة الى حكمة من يفكر بتوجيه الناس نحو ثقافة التامل ومعرفة الذات
والحوار الداخلي الرصين والتذكير باهمية محاولة القفز على اوجاعنا وذكرياتنا الاليمة
لنقول نحن الخارجون من اتون المعارك والحروب لم نزل على قيد الامل بما لنا من تجارب
وبما نمتلكه من حب لاعمارنا المتبقية ولاحلام التغير ولذواتنا المتعطشة للاحساس بالتفوق على مسميات الانتكاسة والهزيمة والخنوع
اذن فهي دعوة لكل من صفق لنجاح الممثلين في تادية ادوار تحاكي الواقع وتنقل الحقائق باطر فنية
وباساليب مسرحية متعددة في مهرجان المسرح العراقي الاخير ان يخطو بجدية لمناصرة
كل التوجهات الداعمة للنهوض بواقع الفن العراقي المؤرشف للحياة والباحث عن الحلول
الفن الذي يذكر بقيمة الانسان ويسخر من صراع الديكة على المكاسب الزائلة المشوهة
انه الموجه للثأر ممن يؤسس لثقافة الانتقام في مجتمعنا بفعل جمالي مضاد يدنو من الحس الانساني وينطلق من مبدء التفاعل الوجداني وفهم الاخر بشكل حضاري
لذا فقد صارت هناك مسؤولية جديدة على من صفق بعفوية وحرارة لنجاح ايام مهرجان المسرح العراقي
هي مسؤولية المشاركة في اخراج المسرح من ازماته المتعددة وعدم الركون للفرجة والصمت والتلذذ بالهزيمة
والتذكير ان هناك ثلاثة مسارح مهمة تعرضت للخراب داخل المنطقة الخضراء واصبحت ملاذا للكلاب السائبة
انها قضية حب وانتماء ولا بد ان تعلو كل الاصوات المنادية بضرورة رفع ركام الحروب والفوضى عن مسارحنا الجميلة التي جملت نفوسنا يوما ولا زالت
اذن فالنكتفي عن التصفيق من اجل التصفيق وللنتحرك لانقاذ ما يمكن انقاذه
عماد جاسم
التعليقات
|
نعم العراقي محب للحياة ويخلق لحظات سعاده وامل من اخرى تحمل بين طياتها موتا وفراقا, نتمنى ان نحتفل مرة اخرى بمهرجان بغداد العالمي للمسرح وهذه الاحتفالية البسيطه هي الخطوه الاولى لذلك , تحياتي لك ايها المتألق عماد جاسم |
|
|
اخي العزيز عماد ... نعم لدعوات رفع بصمات الحروب وثقافة تجميل صورة نظام ساقط نحو اعادة الالق لمسرح يشاركنا حياتنا لينقلنا بعيدا عن صراعات السياسيين وضجيجهم والتي اخالفك الرأي في ان بأمكانها ان تنعكس ايجابا على الحركة المسرحية والحركة الفنية بشكل عام لتفسح المجال لابداعاتهم ونقلها الى الشارع بشكل ينسجم والرؤية المنهجية التي يضطلع بها الفن على العكس من المنهج السياسي الذي يؤجج روح الصراع بكل تنوعاته الا ذاك الذي يسعى للتذكير بقيمة الانسان الهدف الاسمى للفن والفنان . على الجميع ان يشارك بالحملة التي تدعو لها بأعادة الالق الى المسرح العراقي ليس بالتصفيق لابداعاته ومبدعيه بل بالضغط لاسترجاع صومعاتهم التي ارهقتها الحروب واهمال المتنفذين على الثقافة العراقية من اصحاب القرار الذين ابتلينا بهم . |
|
الاسم: |
أحمد هاتف |
التاريخ: |
2009-04-22 23:54:07 |
|
نعم " نحن على قيد الأمل " ياعماد ذلك ربما لأن الأمل هو آخر قلاعنا الثقافية المتبقية .. آخر مايمكن أن يعرضوه جلادوا الثقافة للبيع .. آخر مايمكنهم أن يصادروه .. لأنه نحن مجانين الأمل .. الذين نحرث البحر بحثا عن ملائكة بيض لاوجود لهم إلا في متاهات أحلامنا .. رغم سواد الكلمة .. نحن على قيد الأمل لأننا نمتلك الغد الذي لايستطيع أحد أعتقاله ، ذلك أنه لم يولد بعد .. فمن من الذي سيلقي القبض عليه .. الحالمون أمالضالعون في دراسة هوية الضحايا .. أخيرا : كنت صوت المشاركه الأعلى ياعماد ومنحت المبدع مايستحقة شكرا نيابة عن الحالمين |
|
الاسم: |
حليم كريم السماوي |
التاريخ: |
2009-04-22 21:02:46 |
|
العزيز عماد جاسم اعطني خبزا ومسرح اعطك شعب مثقف
متى يعي السياسيون هذه الحكمة شعبنا محب للمسرح بشكل لا يصدق في الستينان والسبعينات من القرن الماضي كان الجمهور المسرحي يتكون من عوائل بكامل افرادها وكان دخول المسرح قداس كمن يتبرك بحضرة الاولياء كانت المسارح الشعبيه في المناطق الشعبيه لا تقل اهمية عن لعب كرة القدم الذي يلهوا بها الاطفال في الازقة ولهذا ترى شعبنا انتج قاسم وسامي وعوني وحقي وووووو ماذا اعد واي اترك
دمت اخي وحفظكم للعراق
حليم كريم السماوي السويد |
|
|
الاخ عماد ان التاريخ الذي يمتلكه المسرحه ولكونه الصق الناس بالجمهور
يتطلب منا حرصا اكبر على البحث عن نداحات متجددة من اجل رد الروح الى هذا الجسد المتعب منذ عدة سنوات
تحياتي |
|
|
العزيز عماد جاسم .. مقالتك عن المسر ح العراقى المظلوم .ماهى الا دليل على وعيك وثقافتك وحسك الوطنى واصولك العراقية. انا معك فى كل ما طرحته من افكار ودلالات ..ولكن اسمع هذه الحكاية. وزير الثقافة السابق .والهارب خارج العراق حاليا .فى يوم من الايام كان يحضر امسية فنية بسيطة فى المسرح الوطنى.وكان يحضر معه عددمن اهل السياسة( اشباه هذا الوزير ) وقدمت امامه بعض الفعاليات اليسيطة .ثم قدمت اغنية وطنيةوفيها موسيقى جميلة ..هل تعرف ماذا فعل هذا الوزير يا اخى عماد ؟؟؟ (لقد خرج من المسرح ) وهو يردد ..اعوذ بالله .اعوذبالله !! لان فى فهم هذا الجاهل. الموسيقى حرام!!! لله فى عون العراق الصابر ..شكرا اخى الكريم |
|
|
الاخ عماد ,سلمت , المفارقة الغريبه ,هذه المسارح تتحول الى ثكنات عسكريه,كماهو عرض الحياة في الواقع بغداد تتحول الى ثكنه عسكريه. مودتي
فراس الركابي |
|