طيفه في فنجان قهوتي
جلسا يرتشفا فنجاني قهوتهما وهما يعيدان ذكرى مؤلمة من ذكريات
القصف في الحرب ألأخيرة كانت ذكرى فقدان ولدهما هي الحاضرة تلك اللحظة
هو:أترين ماذا يدور حولنا من مآسي .
هي:نعم ومع ذلك نعيش حياتنا ..
هو : أ نضحك على أنفسنا بأننا سعداء واللون ألأحمر يحاصرنا في كل صغيرة وكبيرة . ليصبح هو أللون ألأساسي في اللوحة التي نحن من ضمن مكوناتها .
تبلل خديها بدموعها
هي :نعم اللون ألأحمر حاصرنا منذ أن فقدنا ولدنا واللون ألأسود قتم حياتنا .
هو يستعيد ذكرياته عن تلك الليلة :كانت تلك الليلة واحدة من ليالي الحرب القصيرة التي تمد وتجزر حسب أهواء صناعها وحسب ما تقتضيه أهدافهم .
قلبت فنجان قهوتها رأسأ على عقب في طبقه .. مازحها ليبدد شيئاً من أحزانها
هو : هل تقرأين فنجانك حسب ما تشتهيه أنت لك من أحداث المستقبل . أبتسمت بحزن .
هي : لا أقلب فنجاني لغرض قرائتي طالعي فأنا لست مدمنة على قراءة الطالع .
ترفع فنجانها لتتأمل في باطنه ....
هي : كلما أنظر في فنجاني أرى طيفه مرسوماً بخطوط ما ترسب من القهوة على جدران الفنجان وأحياناً أقرأ أسمه مكتوباً بجانب طيفه الظاهر .تجهش بالبكاء وكأن ماقالته عن طيفه في الفنجان حقيقة تترأى لها .
نهض من مكانه ليركع على ركبتيه أمامها راجياً أن لا تطيل البكاء مختلساً النظر في فنجانها لعله هو آلآخر يرى الطيف لتسقط دموعه وتتحد مع دموعها الساقطة على أيديهما المتشابكة مع بعضهما ....
أمير بولص أبراهيم
التعليقات