.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


الاحتلال الأمريكي للعراق واستفحال المد الطائفي والعرقي

 إن احداث التاسع من نيسان 2003م هي من بينالأحداث التاريخية الكبرى بالنسبة للعراق، فالجسد العراقي كان جسداً مريضاً فيبنيته التحتية في مجال الدولة والسلطة والنظام السياسي والعلاقات القوميةوالاجتماعية والأخلاقية والثقافية، أي في كل مكوناته التي كانت تعاني من أمراضمزمنة.

    فما جرى يوم التاسع من نيسان إن كان تحرراًففي نفس الوقت كان احتلالاً، فهو احتلال بذريعة التحرر، ولولا انعدام الحرية وضعفالدولة والمجتمع لما حدث الاحتلال. وبما أن العراق يحتوي على قوميات واعراق وأديانومذاهب متنوعة بوصفها جزءاً من تاريخه العريق وتسامحه الذاتي وتقاليده الكونية، منهنا فإن ظهور الطائفية والعرقية الناتئ فيما بعد 3 نيسان 2003م كان أمراً طبيعياً.فقد كانت جميع المكونات تعاني من ثقل الدكتاتورية، وبالتالي ليس خروجها إلا تعرضهامن حيث الرؤية المستقبلية إلى شمس المعالجة الأولى في تاريخه الحديث.

    إننا اليوم نقف أمام واقع انحطاط وتخلفللبنية الاجتماعية من جهة، وتصدع الفكرة الوطنية العراقية من جهة أخرى. وإذا كانمن الممكن الإقرار نظرياً بأنهُ انحطاط وتصدع قابل للرأب، باعتباره نتاجاً لحالةسياسية أولاً وقبل كل شيء، بلغت ذروتها في سياسة الدكتاتورية المقبورة، فإن الأحداثالتاريخية في مجرى السنوات بعد السقوط تشير إلى استمرار وإعادة إنتاج التجزئةبصورة منظمة، ولعل اخطرها الطائفية السياسية الآخذة في التحول إلى مرض مزمن شاملفي الجسد العراقي.

    ووجدت هذه الحالة المتراكمة من الانحطاطاستمرارها في إفراغ التاريخ العراقي المعاصر منذ الاحتلال العثماني للعراقي،واستمرت حالة التراكم في فكرة سياسية اجتماعية وطنية عامة، بمعنى استمرار الصراعالخفي بين مكونات العرب العراقيين، الذي تجسد في منظومة رجعية من حيث المكوناتالاجتماعية والمواقف السياسية للسلطة بعد انقلاب 1963م، وهو انقلاب شكل خطوة إلىالوراء وجرى استكماله في انقلاب 17 تموز 1968 الذي ارسى أسس الدكتاتورية. وهيتقاليد أدت خصوصاً في مجرى العقدين الأخيرين قبل سقوطها إلى استفحال التجزئةالجهوية والقومية والطائفية للعراق والعراقيين في مختلف نواحي ومستويات الحياة.مما أعطى لهذه التجزئة ابعاداً مركبة ومتشابكة في الاجتماع والاقتصاد والسياسةوالفكر والايديولوجيا ونمط الحياة والنفسية والاجتماعية. وهي تجزئة أخذ حجمها بالتوسعفي مجرى التغيرات الراديكالية التي رافقت سقوط الدكتاتورية.

    لقد كان التاسع من نيسان 2003 انقلاب تاريخيهائل، ظاهره نقمة وباطنه نعمة، وذلك لأنه انقلاب أظهر حقيقة الاعماق الخربةللعراق، وطبيعة ونوعية أمراضه الداخلية والدفينة، ومستوى الخراب والانحطاط الماديوالمعنوي، وبقايا العقد والمتحجرات القديمة التي نمت وتضخمت في ظل الدكتاتوريةبطريقة تبدو مفزعة ومثيرة. فبعد عام 2003 كانت المرة الأولى في تاريخ العراق تشتركفيها جميع مكوناته بطريقة تحتوي على اقدار مختلفة من العقلانية واللاعقلانية،والواقعية وغير الواقعية في صنع تاريخ العراق الحديث. وهي حالة تتصف بقدر كبير منالتخريب كما هو الحال في استفحال ظاهرة العرقية الكردية بشكل خاص، وبصورة أقل أوجزئية عند بعض الحركات التركمانية والكلدو آشورية.

    فالطائفية هي أما مرض وأما بقايا متحجرات،ومنهما عادة ما تتراكم مختلف مظاهرها، وشيوعها هو مؤشر على بقاء الأثنين فيالنفسية الجمعية ونماذج وعيها ونفسيتها وتقاليدها، ولو عدنا إلى صفحات التاريخ الإسلاميلنجد أن الأموية هي صانعة الفكرة الطائفية بوصفها سُنّة السلطة، أي القانون الذييحكم سلوكها حالما تكون قوة مغتربة عن الأمة ومحكومة في نياتها وغايتها بقوة الجاهوالمال، وهي صفات جوهرية جاهلية حاربها الإسلام المحمدي. وهو السبب الذي صنع خلافالعبارة في أهل الشام وأهل العراق، وهو افتعال السلطة، أي افتعال أموي.

    فالطائفية في العراق كانت منذ البدء ذاتابعاد سياسية، ولكن بالإمكان تذليلها السريع في حال الاتفاق على أولوية وجوهريةالمصالح الوطنية العامة. لكن التمسك بالطائفية السياسية بما معناه استعادةالانغلاق والإلقاء في شرنقة الأنا المتبجحة بذاتها. والطائفية تتعارض بل تتضاد معفكرة الدولة البديلة بوصفها دولة شرعية محكومة بالقانون والدستور.

    فالعراق في ظروف الانتقال إلى الدولة الشرعيةوبناء الوطنية الجديدة يعاني من اشكالية الشعب والأمة. لكنه ليس مجموعة أو تجمعطوائف، فالعراق يحتوي على القوميات والأعراق والطوائف بسبب تاريخه العريق وبسببقدرته على التعايش واستعداده على قبول مختلف المكونات وصهرها في بوتقته الثقافية.وللإرتقاء إلى رؤية التكامل البعيد المدى يجب رفع الوعي السياسي صوب الفكرةالوطنية العامة وتحريرها من عبودية السلطة وتوجيهها صوب فكرة الدولة بوصفها صانعةالوطنية الحقيقية.


نبيل عبد الأمير الربيعي


التعليقات




5000