موانع الهداية
الاسباب الرئيسية للموانع التي تصد الهداية وتحرم الانسان منها ، هي من خلق الانسان نفسه وليس من صنع الله سبحانه تعالى ، فعلى الانسان ان يعيش يقظة فكرية لا تسبب له ولا لغيره اخفاقات الوصول الى الرشاد لنيل منازل الكمالات العالية ، واول تلك الموانع التي تغلق رحمة الله هو الظلم ، ظلم الانسان للانسان ،والله سبحانه تعالى عرفنا كل تلك التفاصيل في كتابه العزيز «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» {الأحقاف/10}،ابعاد الهي لكل ظالم من نعمة الهداية ، ننتبه الى قضية مهمة ان الله سبحانه لم يحدد نوع الظلم ولا جهته ، الظلم هو الظلم صغيرا كان او كبيرا،والظلم هو الظلم ان كان لخصم من خصومه او لواحد من اقرانه او من اسرته او ظلم نفسه ،
كيف يتحقق له قبول هذا الطلب وتصح هدايته؟ والجواب ان يقي الانسان نفسه من الظلم ليجني ثمار الهداية والسعادة التي تجعلنا نعيش مع الناس بمحبة وسلام ، ومن اسباب الموانع الاخرى مانع الفسق ،الخروج من الطاعة والامتثال إلى الله، الفاسق أيضاً سدّ على نفسه طريق الهداية، سواء الخير في الدنيا، أو الآخرة، كما في قوله تعالى: «وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ» {المائدة/108} حيث أن هذا الفاسق سدّ طريق الهداية على نفسه، فهي من الموانع التي يرجع بسببها المصلي خائباً غير مفلح، ولم يحقق في سفره النتيجة المرجوة؛ وذلك بسبب فسقه وخروجه من طاعة الأوامر المولوية.
وهناك مانع الإسراف: وهو أيضاً من أسباب حرمان الهداية، كما في قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ» {غافر/28}، فهي تشير إلى هذه الصفة التي حذّر منها المولى (عزّ وجل) واعتبر أن المبذرين إخوان الشياطين. وكذلك الكذب: من الأسباب المؤدية إلى حرمان الهداية، هي رذيلة الكذب، كما أكدت عليه جملة من الآيات «إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ» {الزمر/3}، حسابات على المصلي أن يكون قد نزّه نفسه منها، ليسهل طلب الهداية من الله تعالى دائماً، وهذه الهداية عامة، تشمل كل أنواع الخير: «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ» {الفاتحة/6} وطلب الثبات: يطلب العبد من المولى سبحانه أن يثبت قدمه والسير في هذا الطريق الإلهي وطلب الزيادة: إضافة إلى الثبات والبقاء على الاستقامة القائمة بالمولى تبارك وتعالى ،طلب الزيادة بالكمال المنطلق في كل الأمور، لاسيما الأمور المعنوية والتي هي عبارة عن السعادة الحقيقية، حيث فيها الحياة الأبدية ،
سُلّم الكمال في الهداية غير منقطع, وهو نيل القرب من الله (عز وجل) وأن يكون داعياًيطلب الهداية ويلحّ بالدعاء ليصل الى لطف الله بالهداية والرشاد وهو أرحم الراحمين
امونة جبار الحلفي
التعليقات