آرائي في الحياة
في قصيدتي مجمل آرائي في الحياة وهذه الآراء قد تبلورتْ وترسّختْ من التجارب والمعاناة التي مررْتُ بها وماعلمتْنيه الحياةُ في تَقَلُّب أيامها وفي ثنايا ابياتها تساؤلات مرّة عقيمة لا جواب لها لكم وددتُ أنْ أجد الجواب الشافي لها ولكن دون جدوى
أمورُ حياتِنا قسراً تُدارُ
ونحنُ بها دمىً لا نستشارُ
وما نحنُ بها إلّا أُسارى
نكابدُ لا يُفكُّ لنا إسارُ
برغمِ أُنوفِنا نَحيا عبيداً
لما نخشى وما نأبى نُصارُ
برغمِ أُنوفِنا إنّا قطيعٌ
نسيرُ على خُطى مَنْ قَبْلُ ساروا
أتينا مجبرينَ الى حياةٍ
وإنَّ رحيلَنا عنها اقتسارُ
رمانا في مجاهلها جناةٌ
فليسَ لنا أعتراضٌ أو خيارُ
فما أدري علامَ بها خُلقنا
فهل لوجودِنا كانَ اضطرارُ ؟!!!
فيا ليتَ الذينَ جَنَوا علينا
قدِ اتّعظوا بأنفسهم وثاروا
وليتَ أبي وآباءَ البرايا
بها قد خيّرونا واستشاروا
وما كانتْ لنا سجناً كبيراً
ويحرمُنا لذائذَها حصارُ !!!
وَإنَّا حيثما كنّا وجَدْنا
معاناةً فليسَ لنا فرارُ !!!
فإنّي مثلُ آبائي ظلومٌ
جنيتُ كما جنوا فيها وجاروا
بها الإنجابُ إجرامٌ وظلمٌ
لأبنائي عليَّ اليومَ ثارُ
*** ***
أتيناها بلا وعيٍ وعلمٍ
ولا ندري غداً أينَ القرارُ ؟!!!
ولو كنّا بها طُلقاءَ حقّاً
لكانَ لما نشاءُ لنا اختيارُ
ولو نظرتْ بعينِ العدلِ فينا
لكانَ معَ النجومِ لنا جوارُ
ولو أنَّ الليالي أنْصَفَتْنا
لكانَ لنا مِنَ الدُّنيا اعتذارُ
ولا يُخفي الرّغامُ التبرَ غبناً
ويعلو في حقارتِهِ الغبارُ
وتأبى أنْ يعيشَ الحرُّ حُرّاً
فبينَ الحرِّ والدُّنيا نفارُ
تُهيضُ جناحَهُ عمداً ليشقى
وتعروهُ المذلّةُ والصَّغارُ
وما اقتادَ العقولَ بها جهولٌ
لجهلهِ بالبنانِ لهُ يُشارُ
بذا قضتِ الحياةُ بشرِّ حكمٍ
على أكتافِنا يرقى الصِّغارُ
وما نالَ الغنى فيها بليدٌ
وقد أزرى بذي الفكرِ افتقارُ
ولا فيها طغى فدمٌ خسيسٌ
على كفيّهِ قد سالَ النُّضارُ
وما كانَ الكريمُ بها مُضاماً
وللأوغادِ سطوٌ واقتدارُ
وما اختلّتْ عدالتُها ومالتْ
وفي ميزانِها رجَحَ الشرارُ !!!
وما رغبتْ عَنِ الأخيارِ طُرّاً
وفي سقطِ المتاعِ لها افتخارُ !!!
وما ديستْ بها الأخلاقُ حتى
رآها الناسُ ليس لها اعتبارُ
ولم يُجْدَعْ بها أنفُ المبادي
وللأوباشِ زهوٌ وانتصارُ
كأنَّ حياتَنا ترنو بعينٍ
لِمَنْ تهوى وفي الأخرى عوارُ
ونشقى في تقلّبها ونأسى
فلا جزعٌ يُفيدُ ولا اصطبارُ
كدولابٍ تدورُ بنا الليالي
كما آبائنا مِنْ قبلُ داروا
ويبقى الدهرُ يجترُّ الليالي
فلا ليلٌ تبدّلَ أو نهارُ
*** ***
فهل جئنا الى الدُّنيا لنشقى
ويلعبَ في مصائرِنا الشِّرارُ؟!!!
وكيفَ نرومُ منجىً أو خلاصاً
وجلُّ الناسِ بالحهلِ استجاروا؟!!!
ولا نقوى على تغييرِ حالٍ
لأنَّا ما بأيدينا القرارُ !!!
وليسَ على تناقضِها اعتراضٌ
لانَّ حوادثَ الدنيا اختبارُ !!!
وما لديارِنا أبداً وفاءٌ
فليسَ لنازحٍ عنها ادّكارُ
ويشتاقُ الغريبُ لها كثيراً
ولكنْ لا تحنُّ لهُ الدّيارُ !!!
ومهما طالتِ الأيامُ نزددْ
لها حُبّاً وإنْ شطَّ المزارُ
على أملِ الإيابِ لها هرمْنا
فلم نسأْمْ وإنْ طالَ انتظارُ !!!
*** *** ***
فيا دنيا المهازلِ والمآسي
ذوو الالبابِ في جدواكِ حاروا !!!
وما مغزى وجودُ الخلقِ فيها
نهايتُهُ الرّدى والإندثارُ !!!
لأيّةِ غايةٍ فيها خُلِقْنا
ِلِمَنْ تلكَ الكواكبُ والمدارُ ؟
فدنيانا وَإِنْ فاضتْ شروراً
لها وجهٌ جميلٌ مُستعارُ
ونَعْلَمُ أنّها دنيا خداعٍ
فكيفَ يُصيبنا فيها اغترارُ ؟!!!
ويُبكينا وإنْ نِلْنا الأماني
هزيمتُنا بها والإنكسارُ
فما نفعتْ ملوكاً أو عبيداً
وليسَ لساكنِ الدُّنيا انتصارُ
ونعلمُ أنّنا فيها ضيوفٌ
ويعرونا بفتنتِها انبهارُ
يسودُ بها التنازعُ والتلاحي
وللثرواتِ نهبٌ واحتكارُ
وتَزدرعُ الشعوبُ بها حقولاً
فيجنيها المُرابي والتجارُ
وأوطانٌ كأوراقٍ تهاوى
منَ الأطماعِ أو فتنٍ تثارُ
بها لغةُ السلاحِ طغتْ وسادتْ
كما انحسرَ التفاهمُ والحوارُ
وما أضحى اَلسَّلامُ لها شعاراً
بلِ الحربُ الضروسُ هو الشعارُ
كغابٍ تُنهبُ الأرواحُ فيها
ويعبثُ في معالمِها التتارُ
جنائنُها ركامٌ من رمادٍ
عليها الحزنُ خيّمَ والبوارُ
لأنَّ الحاكمينَ بها طغاةٌ
كما أنَّ الرعاعَ بها كثارُ
يشنُّ الظالمونَ بها حروباً
فيصلى نارَها أهلٌ وجارُ
يؤجّجُ نارَها الحمقى سفاهاً
يحرّكُهم عميلٌ أو حمارُ
ومن حربٍ تجرُّ الى حروبٍ
فتحترقُ المدائنُ والبحارُ
خرائبُ حيثما حلَّ الطواغي
وتلتهمُ الجنانَ الخضرَ نارُ
ستغدو الأرضُ أجمعُها جحيماً
إذا لعبتْ بها الأممُ الكبارُ
إذا الانسانُ لم يجنحْ لسلمٍ
فسوفَ يلفُّ عالمَنا الدّمارُ
لشرّ نهايةٍ سيؤولُ حتماً
ويلحقُ سمعةَ الإنسانِ عارُ
فعالمُنا صفيقُ الوجهِ خبٌّ
يليقُ بهِ الفنا والإحتقارُ
تخفّى خلفَ أقنعةٍ كذابٍ
ويبدوَ في ملامحهِ الوقارُ
ترقّى في وسائلهِ ولكنْ
بهِ جُلَّ الورى ذؤبانُ صاروا
ويزخرُ بالعقاربِ والأفاعي
تبينُ بهِ إذا احتدمَ الشجارُ!!!
بهِ الانسانُ يبقى غيرَ راقٍ
وإنْ غطّى معيشتَهُ ازدهارُ
فما في الأرضِ إنسانٌ سويٌّ
وغيرُ الحرِّ فيها لا يحارُ
وتغدو جنّةً لا ظلم فيها
إذا امتلكَ القرارَ بها الخيارُ ؟ّ!!!
ويغدو العدلُ للإنسانِ ظلّاً
إذا ما النّاسُ ضدَّ الظلمِ ثاروا
فما بالُ الحياةِ تضيقُ فينا
كما في معصمٍ ضاقَ السوارُ
نرومُ حياتَنا بالعزِّ تسمو
وسلمٍ في الشعوب لهُ انتشارُ
ولكنَّ الطبائعَ في البرايا
تأبّى أن يفارقها الضرارُ
ومن أسفي على الإنسانِ أبكي
ليالي عمرهِ الفاني قصارُ
نهايتُهُ يُوارى في ترابٍ
وحيداً لا يزورُ ولا يُزارُ
فلم ينفعْهُ في دنياهُ مالٌ
ولا جيشٌ له نقعٌ مثارُ
فليتَ حياتنا عدمٌ ووهمٌ
فلا ربحٌ يَكُونُ ولا خسارُ
رزاق عزيز مسلم الحسيني
التعليقات