السبيل للضغط على إسرائيل
المباح كالبارحة ، المفروضأن يتَبَدَّدَ مع مقاومة في مواقفها الجد صريحة ، بإرادة أقوى من المعتاد وإصرارلا يفتر مسلَّحة ، العازمة الذهاب للاستشهاد بدل ترك حقوقها للعبث الصهيوني مباحة، ذاك عهد خاضع تجديده للرغبة في التعجيل باسترجاع ما ضاع خلال انبطاح الساحة ،لتفاؤل ظن لدى رواده أن إسرائيل ناشدة الراحة ، باستقلال لفلسطين ومواطنيها مانحة، فما كان منه غير سراب معبِّرٍ رغم فراغه من الصواب عن أحلام هي الأخرى جارحة ،إذ الدولة العبرية قائمة على رؤية القامات الفلسطينية مذبوحة ، ولن تتراجع كإبليسعن مهامه الدنيئة لن يتزحزح ، مهما كلَّفها انتظار هدفها الأسمى من تنامي الكراهية لوجودها علامة لنشر الأذى بالقوةسامحة ، وتعمِّر بارزة في مصّ الدماء طليقة ما دامت الظروف لأفعالها سانحة ، ظروفالمتفرِّجين من عقود عن مؤامراتها القبيحة ، الضاربة عرض الحائط بكل الحلول ماتركها مثل التعنت لدى المحافل الدولية مفضوحة ، ولا حياة لمن تنادي كأن إسرائيلمحور الشرَّ المُتَخلَّى عن جرمه لإذلالمَن باب الاحتقار مسدودة عليهم بتحصينات مصفحة .
ضرب قادة المقاومين وهذه المرةالمنضوين تحت لواء الجهاد الإسلامي عملية تمثل لدى المحتلين نزهة منتهية بصبغأبراج غزة بدم الأبرياء ، تعود إسرائيل على إثرها لمتابعة نشاطها جنب ولية نعمتهاوهكذا تنطفئ شموع حماس المطالبة بالقصاص عن طريق رشقات صاروخية ، تُفَجَّرُ جَوّاالمتوجِّه منها صوب المناطق المأهولة "القبَّة الحديدية"، باستثناء تلكالمقذوفة نحو الفضاءات الخالية التي لا تسبِّب في أضرار ذات قيمة . المهم أنَّهاتُرعِب ولا تُتعِب بما يؤكد أن المسألة تحتاج لما يتصدَّى بما يُنهي العربدةالإسرائيلية إلى الإذعان بترك فلسطين حرة بعلَم يرفرف على القدس عاصمة لها ، غير ذلكمجرد تكرار تتخذه إسرائيل ذريعة لحصد المساعدات الغربية من فوق الطاولة أو تحتهابأساليب تتغيَّر حسب الظروف والمستجدات والحاجيات الضرورية لبقاء تلك الدولةالدخيلة كمسمار "جحا " المتبَّث في جدران الشرق الأوسط مُعَلَّق عليه مايضيف الخناق على المعارضين للوجود الأمريكي المسيطر على المنطقة بغير موجب حق .
... إسرائيل اعتبرت وجود رئيس الجهادالإسلامي في طهران ، مناسبة للتحرُّك الفوري لمواجهة تخطيط تمكَّنت الموساد منالاطِّلاع على جوانب أساسية منه تتعلَّق بإلحاق ضرر شديد الوقع على دولة إسرائيل ،فكان الهجوم مدبَّر مُسبقاً يخصّ هدا الجناح المُقاوم دون سواه ، وبدل انضمام حماساكتفى "هنيّة" بالاتصال المباشر مع المخابرات المصرية ليتَّضح ما يجعل إسرائيل تفلت من أي عقاب رادع ، فتذهبأرواح الشهداء الأبرار ضحية تمزُّق وحدة فلسطينية تخدم بقاء الحال على ما هو عليه لأجلٍ غير مُسمَّى ، ممَّا يفقد القضيةالفلسطينية الاهتمام المفروض أن يصاحب حالها ومآلها . أمَّا "عبَّاس"فمع كل حدث من هذا القياس ، يُصاب بنوبة من النُّعاس ، كأن الأمر محسوم لديةلنهاية مهمته على أساس ، الجهاد لمن يُريد والحياد لمن لمصالحه الخاصة يبتَعِد.
مصطفى منيغ
التعليقات