.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


الدوافع النفسيّة وراء كتابة القصيدة الذاكرة الحيّةعلى الجريمة

كريم عبدالله

قراءة في قصيدةالشاعرة : سلوى علي – العراق , روح الشمس في ممرّات الخردل .


مالذي يحرّك مخيّلةالشاعر أثناء كتابة القصيدة , ومالدافع الداخلي النابض الذي يدفع الشاعر الى كتابةالقصيدة ..؟؟!!! .

انّ الشاعر انساناستثنائيّ , غير طبيعيّ , قلقٌ دائماً , وغير مستقر نفسيّا , مهوسٌ بالشعر والابداع, بمقدوره أن يدجّنُ هذا القلق وعدم الاستقرار النفسيّ عن طريق فكتابة الشعر . انّالشاعرة : سلوى علي , استطاعت ان تجعل مِنَ التمزّقات التي كانت تعاني منها نفسيّاَالى قصيدة تخلّد الفاجعة . أنَّ الشاعر الذي لا يمتلك ضميراً حيّاً , هو شاعر تافهٌ, والشاعر الذي ( لا يحبلُ ) بكارثةٍ فضيعة لا يمكنه ان يكتب مقطعاً نصيّاً حقيقياًيتوازى مع محنته , هكذا كانت الشاعرة وهي تكتب عن قضيتها وقضية شعب بأكمله , لقد (حبلتْ ) فولدتْ لنا هذا المولود ( القصيدة ) المجروحة الخاطر , والمثقلة بهول الألموالمحنة , لقد كانت الشاعرة قد احترقت , فكان رمادها شعراً يؤرّخ لهذه الفجيعة,  أنّ الشاعرة قنبلة موقوتة , انفجرت فكاننتيجة هذا الانفجار هذه القصيدة ( روح الشمس في ممرّات الخردل ) , لقد كانتالشاعرة مهوسة بذكرى مؤلمة عذّبتها كثيراً , أنّها تعاني من عقدة نفسيّة مرّت بها, وعاشت كلّ تفاصيلها حتى الدقيقة منها , عقدة تراكمت فأصبحت جرحاً عميقاً في روحهاوذاكرتها الحيّة , أنّها الذات المسكونة بالهمّ الداخلي الذي جعلها تلجأ الى الشعرفي ترجمة معاناتها الفظيعة , أنّ هشاشة روحها جعل منها حسّاسة جداّ وكأنّها دُمّلةتنزُّ بالوجع كلّما داعبتها الذكرى , وراودتها المشاهد المؤلمة , أنّ الأزمة النفسيّةالتي تركتها في أعماقها هذه الفاجعة حرّك روحها , وأقلقتها كثيراً , وجعلتها شعلة تحترقبهدوء وهي تسرد لنا مصيبتها .

أنّ عنوان القصيدةهذه ( روح الشمس في ممرّات الخردل ) , يدلّ على أنّ ثمن / الحرية – الشمس/ الموت – الخردل / , من هنا نقرأ هذه المساحة الشاسعة منَ الألم والخيبة والخسرانوالموت , ثمن باهض وفجيعة مهولة , فالشاعرة تبتدأ قصيدتها بهذه الطقوس المرعبة/ طقوس مغروسة بطعم الرماد تكتظّ بالذكريات / , ذاكرة حيّة لمّا تزل تكتظّ بالكثيرمن الذكريات المؤلمة والفظيعة , طقوس ترافقها أينما كانت وتكون كالزمن الذي لا فكاكمنه , فنحن سنبقى تحت رحمة هذا الزمن , ونعيش فيه رغماً عنّا / تتجوّلُ في عقاربالساعات / , لتثقب الاحزان حين دسّت اشعة الشمس بالقبور أمام ضوء القمر /أنّ الكارثة هي الحاضر الاول في تحريك مخيلة الشاعرة لكي تكتبها كما عاشتها هي , أنّهاتصوّر البشاعة أصدق تصوير مشحوناً بالكثير من التشظّي والوجع / جماجمها زرعت فيكتب الرهبة تصمت رصاصاتها شهقات الحضارة لنار سرمديّة يستلذُّ بأطفال يتلوّن آيات الشيبعلى جناح فراشة فوق هامة عزرائيل / ما اجمل تصوير هذه الفجيعة والكارثة الانسانيّة, لقد كانت الارض مزرعة جماجم , وأيّ جماجم هذه , جماجم أطفال وشيوخ ونساء كالفراشاتالرقية يقلّبها ( عزرائيل ) ..!! , ثم تسترسل في تصوير هذه المشاهد المرعبة/ هناك تخمّرت أوتار النزف وصدى الرؤيا بذاكرة التنزيل , لتبلّل لحظات الاحتضار/في تلك الارض المنكوبة ظلّت تحتفظ ذاكرة الشاعرة بكل تفاصيل محنتها , وتشهد لحظات الاحتضاروالموت السريع , / فيتلاشى سالك دروب الصمت عبر ممرّات الخردل أتعبه الرقص بين اوراقالربّ , فانكسرت بهجة الشمس قبل ان تصرخ هل مِنْ نصير ..؟؟ / نعم فيحلّ السكونوالصمت والموت وتنطفئ الشمس ويحلّ الظلام الكثيف حين تغلق العيون أجفانها , / نفضتشال الابجديّة لتمتلئ قوارير الربّ تحت جدائل ذهبيّة على صدى صوت حقول السنابل المجروحةقبل مواسم الحصاد برائحة حدائق التفاح لتشقّ صدر الديمومة في جنّات عدن / هنا نجدالمقدرة الابداعية لدى الشاعرة في تصوير هذه المشاهد المأساوية عن طريق اللغة التجريديّة– التعبيريّة  , لغة حيّة استنفرت طاقاتها واستنطقتهاوبثّت فيها العمق المأساوي الانساني , وجعلت مِنَ المتلقي يقرأ ما وراء الكلمات مِنْمعاناة انسانيّة , استطاعت أن تصوّر لنا بشاعة الموت وهمجيّة الانسان حين يتخلّى عنانسانيته مِنْ أجل مصلحته الشخصيّة , ثم سرعان ما / يأتي المصير ويمتزج الطوفان, بلحظة انفجار , وصاح الدم في الحقول لا مأوى لقد أورق المستحيل , فتساقطت النجومعلى همس الليل المبلّل بالحنين وهي تدندن بصوت نوارسها الصباحيّة الراحة أغنية ../لقد غرست الشاعرة في نفوسنا ملامح الخوف الذي حلّ بتلك الارض ( حلبجة ), وطقوس الفناء والرعب والالام , لأنّ روح الشاعرة كانت تسكن في / ممرّات الخردل– في الممرّات المؤدية الى الموت البشع / , فهي الشاهد على ما حلَّ , فنحن في هذهالقصيدة لا نرى هذه الذات الشاعرة , ولكن نتلمس رفيف أجنحتها الرقيقة وسط هذا العذابوالدمار , وهي تحاول برفرفة اجنحتها أن تزيل غبار الهمجيّة عن بتلات الورود المحترقة, تحاول ان توقظ الارواح الغافية على أسرّة الموت المتوحّشة , أنّها تحاول ان تزيلعن أجساد الاطفال أطناناَ مِنَ الاوجاع , أنّ الشاعرة حمّلت قصيدتها هذه ابعاداً انسانيّةوهموماً , فهي تغوص في اعماق ذاكرة الارض المنكوبة , لتستنطقها مِنْ اجل ايصال صورةواضحة وصوتاً نقيّاً عن كارثة انسانيّة , وتحفّز التفكير على أن يلعن الديكتاتورياتالبغيضة , وينمّي في الروح حبَّ الحرية والسلام والحياة . ثم تختتم قصيدتها بهذه الاغنيةالفلكلوريّة القديمة التي كان أهالي ( حلبجة ) يتغنون بها :

أريد وردة مِنْبتلات الورد

وردة مِنْ حدائقحلبجة

وردتي وردتي وردتي.

أنّها عشق الحياةوالجمال والحرية .

لقد كانت القصيدةعبارة عن انظمة متداخلة ومترابطة سلسلة ذهبيّة , بعضها يوحي والاخر صوّر , تتجلّى حاضرةداخل نسيجها الشعري , أنّها عبارة عن تجربة أدبيّة نابعة مِنْ أعماق الذات الشاعرة, مشحونة برؤية أدبية عميقة و أنّها عبارة عن التقاط المعنى العميق وبثّه في روح المتلقيليتعامل معها بطريقة ايجابية . أنّها القصيدة السرديّة التعبيريّة التي تتجلّى فيهاطاقات اللغة , والخيال الخصب المنتج , والفضاءات الشاسعة مِنَ الجمال والابداع الفذّ.

أنَّ هذه القصيدة تحكي عن محنة الأنسانورحلته في البحث عن الحرية والضياء والشمس , أنّها مأساة الإنسانية في هذا الزمن ,أنّها حكاية المدينة التي كانت آمنة مسالمة ( حلبجة ) التي قصفها النظام السابقبالقنابل الكيمياويّة , فأباد أهلها , وترك الرعب يعشش في قلوب الناجين منها .


كريم عبدالله


التعليقات




5000