تَباركتِ الأرضُ
هِيَ الأرضُ قالتْ:كفانِي تَعِبتُ * ويمضِي بدون اِهتمامٍ بَـــنُوهَا
تَباركتِ الأرضُ حُسنًا وخِصــبًا * وفــاتَ الأوانُ ومَـا أنــقذُوهَـا
هيَ الأرضُ منذُ القديم جِنانٌ * وقـدْ عاثَ فــيهَا فَــسادًا ذَوُوها
بِرغمِ الجِــراح بـرغم النُّواحِ * تَمَــادَوْا... ولا شَعرةً حرّكُوهـــا
هيَ الأرضُ...أسلافُنا الأوّلونَ * وبــــدءًا بِفطرتِـهم أنْـــصفُـوهَا
زَمانًا... كمثلِ الفَراشاتِ عِشْنَا * زمانًــا ويا لـــيــتَ دامَ نَزيـهَا
فَــرَاحَ الــغزالُ أليفًا زمانًـا *زمانًا...هــيَ الخــيلُ مـا حــمّلُوهَا
فكيف الخُيولُ دَعَوْهَا لِسَرْجٍ * وهَلَّا... بــغيـر الــعَصـا...ذلّـلُوها
عِصِيٌّ قَدِ اِعتادَها القومُ كُرْهًا * وأخرى معَ الوقتِ هُمْ شرّعُوها
وما مَادَتِ الأرضُ يومًا ولكنْ * عَلى القَهر والعَسفِ هُمْ عَوّدُوهَا
فكمْ غابةٍ قَدّمُــــــوها لِنَـــارٍ * وكـــمْ مــرّةٍ أبْحُــرًا... لوَّثُــوهَا
هِيَ الأرضُ مُزدانةٌ بالفُصول * بشَتّــى الزّهُور... إليــــهم تُريهَا
و مِعْطاءَةٌ عندَ كلّ العُصورِ * ومَا أمسكتْ مَا عَلــيها... وفــيهَا
عَصافيرُها رَفْرفتْ شادياتٍ * هل الشّوقُ والذّوقُ أن يَسْجُنُوهَا
هيَ الأرضُ مَهْمَا قَـسَوْنا عليهَا * ومَهمَا سَلكنا ضَلالاً وتِـــــيــهَا
نَؤُوبُ إليهَا وإن طالَ عُــمْرٌ * وفِي حِضنِهَا نَحنُ نُلقِي الوُجُوهَـا
سوف عبيد
التعليقات