الصورة في الحاسوب والفرح الطفولي
أعتقد أن الفرح الطفولي هو أجمل فرح يشهده الانسان في حياته ، لدي في المنزل على شاشة الحاسوب صورة مثبتة لطفلي الصغير الذي لا يتجاوز السنتين ، كم هي فرحته عامرة عندما ينظر إلى هذه الصورة ( التي هي صورته هو ) وهو يكاد يطير من الفرح
أي كيمياء نفسية وأي قوة روحية تجعله يرتبط بالصورة دون أن يدري أنها صورته هو ، ينظر إليها وكأنها مجرد صورة لطفل في عمر أصغر من عمره ويطلق تعبير " ببو ببو" ( الصورة التقطت له قبل عام ونيف )
ولكن.. كم كانت دهشتي كبيرة عندما رأيته في يوم من الأيام يصرخ وهو خارج من غرفة الحاسوب يناديني مشيرا إلي بأنَ شيئا ما قد حدث في تلك الغرفة وهو يقول : " ببو .. ببو .. ببو.. " فقلت في نفسي لا يوجد في المنزل غيره فمن يقصد؟!
فما كان مني إلا أن ألبي طلبه فذهبت وإياه للغرفة المقصودة وكم كانت مفاجأتي كبيرة عندما وجدت لوحة مفاتيح الحاسوب تكاد أن تقع من على الطاولة، ففهمت ما كان يقصده الصغير من كلمة " ببو " إذ أنه بسبب عدم قدرته على النطق لكلمة الحاسوب راح يسميه ب" ببو " وذلك لما كانت تربطه مع الحاسوب من علاقة حميمية من خلال صورة ال"ببو "
حواس محمود
التعليقات