افهموا المؤامرة جيداً ؛ الحشد وتشرين ليسوا اعداء!
منذ اندلاع الاحتجاجات العام الماضي التزمنا الصمت ووقفنا هنا وهناك بمواقف إنصاف للجميع فنحن أبناء بررة لمطالب الشعب وللشباب المنتفضين سلمياً مثلما نحن أبناء بررة للحشدوتاريخه البطولي وكان لزاماً علينا أن نقول كلمات للتاريخ والإنصاف اليوم .
لقد عملت جهات داخلية وخارجية وبتخطيط مدروس على فصل الحشد عن قاعدته الجماهيريةبعدما كان بلامس محط فخر لجميع العراقيين أبان الحرب مع (( داعش )) واستعمل في هذاالتخطيط كل وسائل التأثير والإقناع الإعلامي لترسيخ مفهوم العداوة مابين ( تشرين والحشد)لينقاد قطاع كبير من الشعب باللاوعي حول تبني خطاب هذه الجهات دون التقييم والتحقيقالمستند لتساؤلات عقلية ومنطقية!.
وهنا نود أن نوضح بعض منها ؛ إن السيد الكاظمي كان مدير جهاز المخابرات طيلة السنواتالماضية أي انه مسؤول عن أهم جهاز امني معني بتقصي المعلومات والتحقق منها بالوثائقوالدلائل ، بمعنى أخر هو أكثر جهاز يعرف تماماً من هم الطرف الثالث ومن قتل المتظاهرين ،وحينما جاء الكاظمي مدعياً انه ( ولي الدم التشريني) كان أول تعهد قدمه للساحات هو تقديمالقتلة للقانون ، إذن لماذا لم يفي بالتزاماته اتجاه الشارع ليعلن من هم الطرف الثالث؟! ولوافترضنا جدلاً وأعلن ذلك هل سيتخلى عنه الشارع مثلا؟! ، فمالذي منعه من ذلك ؟! ، ستقول حتماً يخشى الميليشيات والحشد! ، إذن فلنناقش هذا الأمر من زاوية أخرى ؛ إن بدايات الكاظمي كانتصحفية وهو يعرف هناك مصطلح وإجراء صحفي يسمى ( تسريبات) فلماذا لم يسرب الكاظميمالديه من معلومات عن الطرف الثالث إلى وسائل إعلام عراقية أو عربية أو غربية لاسيما واناغلب هذه المؤسسات الإعلامية لديها أجندتها المعادية للحشد تدفعها بالتأكيد لتبني مثل هكذاوثائق وبسرية تامة؟! فأن كان لديه وثيقة واحدة لماذا لم يسربها إذن؟! فضلاً عن انه جاء بدعمأمريكي لا محدود أي باستطاعته أن يفعل أي شيء كون أمريكا بكل ترسانتها العسكرية خلفه!.
إن الجواب المنطقي هنا ان مالدى الكاظمي من وثائق غير قادر عن الإعلان عنها فهي
لا تنفعه فياستهداف الحشد بل سيبرئ وهذا مالايريده الكاظمي وحلفاءه , ومن النافع له أن يبقى الاتهامعائماً وموجه للحشد لا غير.
لذلك كان علينا أن لا نكون أداة بلا شعور بيد هذه الجهات لتحركنا كيفما شاءت ونحن غافلون, فقضية الحشد ليست مع شعبه إطلاقا واثبت بمواقف عديدة انه معه وله ، والدليل قد أحرقت مقارهوقتلت قادته ومثل بأجسادها ولم يلجأ للاصطدام العسكري مع الشارع ولو أراد حينها فهو قادروالكل يعرف ذلك لكنه فضل أن يستهدف ويحرق ويقتل ولا يدخل في ذلك الصدام لأنه يعي تماماًحجم المؤامرة .
بقي ان نقول شيء أخر للتاريخ, يمكن أن يرمى الهم العراقي وتداعياته الاقتصادية والمعاشيةالصعبة في خانة الحشد اوفصائل المقاومة الإسلامية كونها ( أي الفصائل ) وقتها وافد جديدللعملية السياسية ولم يمضي على فوز كابينتها السياسية إلا سنة واحدة ومن ثم اندلعتالتظاهرات أي أنها لم تمضي بتحقيق برنامجها السياسي على الأرض وان كان هناك من يفترضأن يتهم ويحاسب بهذه التداعيات فهم الأحزاب
والتيارات التي جثمت لسنوات على صدر المشهدالسياسي لذلك فمن غير المنطقي أن يتحمل الحشد وفصائل المقاومة الإسلامية أخطاء الحكوماتوالأحزاب التي تقود العراق منذ ٢٠٠٣ وهم ( أي الفصائل) كانت خارج المشهد السياسي !.
وفي عودة سريعة لمعادلة ( الحشد – تشرين ) نطرح سؤالاً في غاية الأهمية لماذا لم نفكر مثلا بأنالعراق ساحة لنفوذ مخابرات الدول التي من مصلحتها أن لا يكون للعراقيين مؤسسة أمنية قويةوبالتالي تبقى هي المسيطر على المشهد الأمني في العراق , لم نفكر بذلك لان الساحة تم تعبئتهاضد الحشد حينها وتم مغازل هذه العداوة إعلاميا من قبل الجهات المعادية للحشد.
أخوتي .. إن الهدف من فصل الحشد عن قاعدته الجماهيرية وكل هذه الاتهامات كان لغاياتداخلية وخارجية لابد أن نفهمها بعقلية المنصف ، فثمة من شعر بالخوف من اتساع قاعدة الحشدالمنتصر تواً آنذاك فركب موجة الاستهداف لتصفية الخصوم السياسين ليجهز على الانتخاباتالمقبلة ويظفر بها ، أما الهدف الأكبر الذي لابد أن نتوقف عنده طويلاً والذي عملت عليه أمريكا هوإضعاف الحشد ليس حباً بالعراقيين بل بغضاً بحليف الحشد الاستراتيجي ألا وهي إيران وذلكضمن مخطط أمريكي لضرب مصالح إيران في المنطقة .
فلا تكونوا حطباً لهذا الصراع وحكموا العقل والإنصاف في تقييم تضحيات المؤسسة الأقوىالتي تمثلكم والتي لولا وجودها لأهدرت حقوقكم وتضحياتكم ودماء أبنائكم بالمجان لـ((داعش))ومفسدي السياسة الذين لا يجدون رادعا أمامهم نواياهم ومخططاتهم العبثية غير الحشد ، وانكان هناك خطأ ارتكب هنا أو هناك ترى أنت فيه خللاً في منظومة الحشد او الفصائل فليس منالمنطق تعميم الاتهام للجميع ونسف تاريخ الحشد البطولي وتذكروا أن هذه المقار والألوية لازالتتحتفظ للان بعطر الشهداء وذكرياتهم مثلما الساحات التي لازلت للان تحتفظ بذكرى شعبانتفض من اجل حقوقه المهدورة ولو توحدت جهود الاثنين ( الحشد – تشرين وطبعا هذامالايريده لاخر ولو تحقق ذلك لكان المستقبل مختلف تماماً .
عدي المختار
التعليقات