.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


طبيب مجزرة بحر البقر

إبراهيم خليل إبراهيم

يوم 8 أبريل عام 1970 قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية ونتج عن هذا العدوان الغاشم 77 شهيداً وجريحاً من المدنيين وإصابة 4 من العسكريين .

نتذكر هنا الدكتور الحسيني الوكيل ( رحمه الله ) أحد أهم  الجراحين الذين شاركوا في علاج المصابين

فبعد علمه بالواقعة كان متجها لاستلام عمله بمستشفي الزقازيق فعاد على الفور للمشاركة في علاج الجرحى وبعد خروج آخر طفل مصاب حوّله مستشفى الزقازيق للتحقيق لانقطاعة عن العمل مدة شهر. 

الدكتور الحسيني الوكيل بدأ حياته طبيبا بالوحدة الصحية بمنشاة أبو عمر عام 1967 ثم انتقل إلى مستشفى الحسينية حتى عام 1970 بعدها تمت ترقيته ونُقل إلى مستشفي الزقازيق الجامعي وعاد مرة أخرى إلى مستشفى الحسينية عام1973 وظل به حتى عام1982 ثم إنتقل إلى مستشفى فاقوس حيث الموطن الأصلي وأصبح مديرا لها إلى أن أحيل للمعاش عام2001

شاء الله تعالى أن التقي الدكتور الحسيني الوكيل قبل وفاته بسنوات وقال لي : صباح يوم الحادث كنت متجها إلى عملي بالزقازيق فسمعت النبأ الحزين فى اﻷتوبيس من الركاب الذين انتابتهم حاله من الحزن والثورة والغضب فقررت التوجه إلى مستشفى الحسينية مباشرة لشعورى أن هؤﻻء اﻷطفال بحاجه إلى وجودي معهم أكثر من غيرى لمعرفتى بكل كبيره وصغيرة فى هذا المستشفى ولصلتى الوثيقة بكل العاملين وكذلك لأن المستشفى كان به  نقص قى أخصائيين الجراحة فنزلت فى منيا القمح وركبت اﻷتوبيس المتجه للحسينية وعند وصولي هناك رأيت آﻻف من الرجال والنساء والأطفال داخل المستشفى ومن حوله والجميع فى حاله من الحزن الشديد والهلع والغضب يتاصيحون ويتأوهون  ويصرخون ويطالبون بالثأر ﻷبشع جريمة عرفتها البشرية حيث قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بضرب مدرسة لأطفال أبرياء عزل ذهبوا إلى مدرستهم متعطشين للمعرفة  كالزهور المتفتحة للحياه . 

كل فرد أعتبر أن الضحايا أبناءه وأخوته وجاءت سيارات الإسعاف تحمل اﻷطفال الضحايا والمصابين وتسارع آﻻف تجاه السيارات وهم يصرخون يتاصيحون كل واحد يريد أن يفعل كل مايستطيع من أجل هؤﻻء أﻷبرياء وتم  نقل الشهداء إلى المشرحة والمصابين إلى اﻷاتقبال كنا جمبعا رغم أﻷلم والحزن الذى يمزق قلوبنا كنا متماسكين ومتحفزين كلنا كنا مستنفرين ومستعدين للعمل ساعات  طويلة فقد كانت اﻷصابات خطيرة ومتنوعة   جروح وشظايا فى كل  مكان ونزيف بالمخ وكسور بالعظام  وبجميع اﻷطراف ونزيف داخلى بالبطن وتهتك باﻷمعاء والكبد والطحال والكلى والمثانة. 

أضاف الدكتور الحسيني الوكيل : عندما تم خروج آخر طفل مصاب من المستشفى بعد حوالى 3 أسابيع  تذكرت فجأة أننى على قوة مستشفى الزقازيق العام والذى انقطعت عن العمل فيه طوال هذه المدة وﻻ يعلم شيئا عن سبب غيابى فقمت بتوزيع  زملائي والعاملين  بمستشفى الحسينية  وتوجهت عائدا  لمستشفى الزقازيق العام مقر عملى  ومنعنى الموظف المختص من التوقيع وأخبرنى أننى قد تجاوزت مدة اانقطاع عن العمل  وأخبرنى انهم  أرسلوا لى انذارين بالفصل على بلدتى  وأخبرنى أننى محال للشئون القانونية ﻷتمام إجراءات فصلى من الخدمة فانتابنى الفزع وتوجت لمديرية الصحة لمقابلة المدير العام الدكتور عبد الحى محمد عبد الله والذى رآني كثيرا عند زيارته المتكرره اﻷطفال المصابين  وعندما رآني تهلل وجهه مبتسما  وقال لى  : ايه أخبار اﻷطفال ياحسينى ؟؟ قلت له : يافندم تم خروج آخر طفل مصاب اليوم!! قال : الحمد لله أشكرك أنت وجميع الزملاءعلى ما بذلت من جهد مشرف معهم قلت : يافندم ده واجب وطنى فقال :  طيب ياحسينى أنت عايز حاجة من المديريه ؟؟ فحكيت له ما أخبرنا به الموظف فنظر لى وقال :  أنت بتشتغل فى الحسينية وﻻ الزقازيق ؟؟ قلت :  يافندم أنا نقلت من الحسينية للترقية من حوالى شهر إلى الزقازيق  وعندما علمت بالحادث قررت الذهاب لمستشفى الحسينية فورا لرعاية هؤﻻء أﻷطفال المصابين لشعورى بحاجتهم لوجودى معهم  ﻷننى اعرف كل شىء بالمستشفى فقال لى  : ولم تخطر إدارة مستشفى الزقازيق بأى شئ ؟؟؟ قلت له : ﻻ يافندم ؟؟ ابتسم وقال لى  : أنت بتشتغل فى عزبة ياحسينى ؟؟؟ أنت مش عارف انك موظف حكومي والعمل الحكومى له نظامه ؟؟ قلت له : يافندم عندما علمت بالخبر نسيت كل شئ ولم يكن أمامي سوى التوجه فورا ﻷقوم برعاية هؤﻻء اﻷطفال المصابين اﻷبرياء!!! ترسم ضاحكا ورفع سماعة التليفون  وطلب مدير مستشفى الزقازيق وقال له :  الدكتور الحسينى يعود لعمله وأنا اللى أرسلته فى مهمة خاصة لمستشفى الحسينية طوال هذه المدة وسوف أرسل لك خطاب رسمى بذلك وألغي جميع اﻷجراءات ثم قال : انا أشكرك ياحسينى على روحك الوطنية.  


إبراهيم خليل إبراهيم


التعليقات




5000