العراق و بايدن وأزمة المنطقة .!
في إشارةٍ عابرةٍ نضطرّها ,فكأنّ وسائل الإعلام الأمريكية تكاد توحي للرأي العام بأنّ الرئيس جو بايدن يتحكّمبطريقةٍ انفرادية في ملفات الشرق الأوسط < بدءاً مع طهران ومروراً بالحوثيينوانعطافاً الى المعضلة السورية وحزب الله اللبناني " او لبنان عموماً "ووصولاً الى العراق الملتهب > وكأنّ هذا التحكّم بعيداً ومنفصلاً عن المصالحالعليا للولايات المتحدة والأقتصادية منها بشكلٍ خاص وما يتفرّع عنها من مبيعاتوتصدير نتاجات مصانع الطائرات وتقنيات الأسلحة المتطورة والأيدي العاملة !والأرباح , بالأضافة الى دور البنتاغون وما الى ذلك من ملحقاتٍ وملاحق , رغم َ أنّهذه القراءة خاطئة لما ترنو له وسائل الإعلام الأمريكية والغربية عموماً , لكنّجزءاً او جزيئاً منها يكاد يغدو اقرب الى الحقيقةِ نوعاً ما ...
ثُمَّ , وبعيداً وابتعاداً عنهذه الإشارة الفاقدة للدقّة المطلقة للوضوح في الملامح والقسمات .! , وبالعودة الىمدلولات ومداخلات العنوان اعلاه , فبعدَ أن كان العراق في آخر اولويات بايدن , ولميتطرّق ولم يشر له في كلّ خطاباته وتصريحاته وبشكلٍ تجاهليٍ مقصود ولأكثر من سبب" وذلك ما أكدته كلّ وسائل الإعلام " , فبدا أنّ صواريخ كاتيوشاالميليشيات التي استهدفت قاعدتين امريكيتين في العراق فضلاً عن السفارة الأمريكيةجزئياً " لحدّ الآن .! " , قد احرجت الرئيس الأمريكي الى اقصى الحدود ,وكانت اولى افرازات هذا الإحراج وبشكلٍ سريع هو زيادة اعداد افراد جُند بعثةالناتو العسكرية في العراق من 500 الى 4000 عسكري وبمختلفالتسميات والتخصصات " الإستشارية والفنية وما الى ذلك " , وذلك كخطوةٍتمهيديةٍ خاصّة لما لا يمكن الكشف عنه من ناحية " النوايا " او النيّاتوفقاً للنحو والبلاغة العربية < المتفوّقة على كلّ ما لدى العرب من اسلحة ونفطواموال .! > .
العراق اوّلاً , وربما لبنان أخيراً .! , واليمن الحوثيّة !! , وحتى بعضدول الخليج ومعها جيوبوليتيك الوضع السوري المعقّد والقابل لقابلية التعقيد اكثرفأكثر وفق المصالح الضيّقة للأطراف التي لها حضوراً مسلّحاً في الساحة السورية< وللأتراك لهم ما لهم من دَورٍ وثُقلٍعسكريٍ ستراتيجيٍ > وبدعمٍ بعيدٍ عن اضواء الإعلام من الأمريكان وعمومالأوربيين > .. فإنَّ عموم العرب " كقادةٍ وانظمة " وكشعوبٍ مستباحةبالفصائلٍ المسلحة في مختلف وبعض الساحات العربية , فإن العروبة وجماهيرها قطرياًوقومياً هي الضحيّة الأولى المرشّحة جماهيرياً لغاية الآن , مهما آليّات وأدواتالتغييب لجلالة العروبة .!
مرحليّاً , فإنَّ متطلّبات المساومة "تكتيّكياً على الأقل " بين طهران والأمريكان تتسيّد الموقف لحدّ الآن .!؟وكأنَّ لا نِدّ للولايات المتحدة سوى نظام طهران .! , ومع عوامل الشّد والجذب بينايران والأمريكان " وما بينهما ! " , فإنَّ حالة الترقّب والإنتظارالسريع لما قد يستبق , فقد تترشّح وتمسى أحداثٌ ما يحدث من احداثٍ وحوادثٍ غيرمحتملة الحدوث .! , وكأنّ المستقبل الحاضر والقريب مرهوناً بالسيد بايدن ! والأمرُأبعد من ذلك وبكلّ الأبعاد المختلفة هندسياً .!
رائد عمر العيدروسي
التعليقات