أربع سنوات من غطرسة ترامب
لفظت امريكا رئيسها لتعود والعالم الى التوازن في اطلاق الاحكام والالتزام بقواعدالانظباط ومعاير السلوك الدبلماسية والسياسية والذوق العام بعد ان اصبح العالم بامس الحاجة للعودة الى الاعراف والقيم والاخلاقيات التي فقدت في عهد الرئيس ترامب بعد ان اصبحت السياسة خلالها تعتمد على عدم الدقة وتوجيه الالفاظ والنعوت الجارحة والمذلة للخصوم والمعريضين وشيطنتهم وهذا غير طبيعي وبعيد عن اللياقه ان يتنمر ويستقوي رئيس الدولة والقوة الاعظم في العالم على الضعفاء وهو يصف المهاجرين بالقاذورات والافارقة بالحثالة
الكياسة واللياقة
واليوم يامل العالم ان يتجاوز اربع سنوات من غطرسة اترامب وعنصريته وعصبيته وكلماته الجارحه ليعود للسياسات الهاديئة والاوضاع الاعتيادية التي تتوافق مع قواعد التحضر والتمدن والكياسة على الرغم من ان التوجهات و السياسات الامريكية هي واحده في عهد الرئيس ترامب وبايدن بمعنى الهدف واحد لكن الفارق في الكياسة واللياقة السياسية التي افتقدها العالم في عهد الرئيس ترامب بعد ان اصبح العالم يصحو على تغريدة للرئيس ترامب تمس او تجرح شعبا او زعيما او منظمة دولية ثم يغفوا على تصريحات واتهامات غير دقيقه لقد عرف الرئيس ترامب طيلة الاربع سنوات من حكمه مهاجمة العلماء عندما يختلف معهم و القضاء عندما يصدر احكام ليست على هواه و ااشد من ذلك تعامله مع الاعلام والاعلاميين والتهجم عليهم في العديد من المناسبات بسبب انتقدهم ورفضهم لسياساته واسلوبه وعدم دقته لقد تعامل ترامب مع الاعلام والاعلاميين بشكل غير مسبوق على الاطلاق بقيامه طرد واخراج بعض الصحفيين من مؤتمراته والقيام بشتم مؤسساتهم الاعلامية والصحفية لقد اراد ترامب ان يجعل من البيت الابيض مصدر للمعلومات الخاطئة والمظلله للامريكان بل للعالم دور المعلم
اراد ترامب بسلوكياته هذه ان يجعل من المنظمات العالمية ديكور لا حول لها ولاقوه تاتمر بامره او جعلها خارج الزمن الذي تعمل فيه هذه المنظمات الدولية ولابد من القول ان هذا الحديث لا يعني ان واشنطن فقدت السيطرة على على الدبلماسية الدولية او شيئ من هذا القبيل لكنها ستمارس دورها وتحقق مخططاتها و برامجها واهدافها بلباقة وضمن الاعراف الدبلماسية بعيدا عن دور المعلم الذي مارسه ترامب بقسوه كانما ياعقب تلاميذ عنده في الفصل وهو يحاول ابتزاز الدول والقادة والحكام تحت شتى العناون والادعائات ومنها الحماية اي حماية بعض الحكام والانظمة
عودة واشنطن
يتمنى العالم والمجتمع الدولي ان تعود واشنطن الى اوضاعها الطبعية والعادية التي تتناغم وتتوافق مع قواعد التحضر والكياسة التي فقدتها واشنطن في عهد الرئيس ترامب وان ينتهي ما شهدناه من من غطرسة وعنصرية وكلمات جارحه بعد رحيل صاحبها من البيت الابيض على الرغم من حملات و استعراضات ترامب لمؤيده في تظاهرات تهدف التشكيك بنزاهة الانتخابات وعدم الاعتراف بفوز بايدن قبل وبعد اعلان نتائج الانتخابات ثم الرضوخ للامر الواقع وهكذا امور نادرا ما تحدث في الولايات المتحدة الامريكية
خلافات ومخاطر
لقد تميزت اربع سنوات ترامب بخلافاته مع بعض وزرائه وقادته مجرد الاختلاف معه وعدم الانصياع لاوامره او التقاطع مع افكاره و توجد الكثير من الادله والشواهد على ذلك ناهيك عن المخاطر التي تترتب على عدم الاعتراف بنتائج الانخابات لو استمرت كان من الممكن ان تحدث المفاجئات الغير مسبوقه التي تمر على امريكا ومنها المفاجئات الامنية والاقتصادية لكن الاحداث مرت بسلام لان اكثرية المجتمع الامريكي الذي ينتظر بفارغ الصبر الاسراع بترميم كل الاوضاع في مقدمتها السياسية خاصة بعد ان احدثت انتخابات 2020 انقساما حادا وهوه سحقية في الجبهة الداخليه الامريكية وانقلب الوضع بين انصار ومؤيدي ترامب وبايدن الى خلافات في الرؤى السياسية على مقعد الرئاسة وتحولت الى حملات وشعارات تخويف وترهيب واستخدام العنف ضد الخصوم افرزت حالات من الفزع والقلق حتى وصل الحال باصحاب المحال التجارية اغلاق واجهات محالهم بكل الوسائل التي تحميها من السرقه والتخريب خوفا من وقوع الاحداث التي تصل حد التصادم بين انصار ترامب وبايدن ان ما زاد رعب الناس ومخاوفهم سماعهم اخبار اقدام المواطنيين على شراء قطع السلاح قد جاءت الاحصائيات بيع 17 مليون قطعة سلاح في جميع انحاء الولايات المتحدة الامريكية وهذه ما نشرته صحيفة لوس انجلس تايمز ومن هنا جاءت خشية المواطن الامريكي من الخوف وعدم الاستقرار الاجتماعي والعنف السياسي اثناء وما بعد الانتخابات مباشرة خصة بعد ان اجج ترامب النزعات العرقية ودعوات التفوق العرقي في الولايات المتحده بشكل مباشر وغير مباشر وفي العلن والكل يتذكر هجومة على اللاتنيين والتهديد بطردهم واعادتهم الى بلدانهم ادت الى وقوع احداث وبلبله وقلالقل في الشارع الامريكي الذي يواجه الانقسام على نفسه وكل هذه الامور هي بحاجه الى جهود استثنائية وعاجله من قبل ادارة بايدن والمجتمع الامريكي بكل اطيافه لترميم ما تصدع في غليان الاربع سنوات الماضية
الديموقراطية الامريكية
الحقيقة ان كل هذه الاحداث شوهت والحقت الضرر الكبير بالدمقراطية الامريكية التي تتفاخر العالم بالاحتذاء بها وتصديرها للخارج واليوم تتعرض هذه الدمقراطية لهزات عنيفه غير مسبوقة وفي كل المقايس بعد ان وضع ترامب العملية الدمقراطية بدائرة الشك والافتقار للنزاهة والمصداقئية والكفاءة وهذا ما تكشف عنه واتضح في المشهد الانتخابي وكما تحدثوا عن عينات التزوير و التلاعب بصناديق الاقتراع واختفاء العديد من البطاقات الانتخابيه لصلح احد المرشحيين نهيك عن غياب الشفافية والنزاهة وتهديدات ترامب بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات اذا هزم فيها وعدم مغادرته البيت الابيض والذهاب للقضاء لتاكيد انه هو الفائز الحقيقي بالرئاسة وليس غريمه بايدن بعد ان اثبت الرئيس ترامب عدم قبوله التدول السلمة للسلطة خلافا لمبادئ الدمقراطية التي طالما تفاخرت وتحدثت عنها واشنطن وهي اليوم تواجه شرخا كبيرا بعدم احترام ترامب لنتائج هذه الدمقراطية التي تشهد عطبا كبيرا يسمح للمتسالين في المجتمع الدولي اجمع هل فاقد الشيئ قادرا على اعطائه او منحه وهل يقبل حديث واشنطن في اللقاءات والمحادثات في المستقبل بين المسؤولين الامريكان ونظرائهم في المجتمع الدولي حول ترسيخ قواعد اللعبة الدمقراطية بعد ما حدث في امريكا في الانتخابات الاخيره اعتقد ستواجه واشنطن مشكلة كبيرة في هذا الجانب خاصة في استرجاع ثقة مواطنيها اولا وشعوب العالم في نظامها الدمقراطي والسياسي
هموم وتحديات
كل هذه هموم تركها ترامب ابان حكمه وستواجه الساكن الجديد للبيت الابيض وفي مقدمتها استعادة الهيبة والوقار الرئاسي الذي تضعضع في عهد الرئيس ترامب اضف لذلك العمل المؤسساتي ولغة الخطاب الرئاسي الرسمي بعد ان خالف الرئيس ترامب كل الروؤساء الذين سبقوه في ادارة شؤون الحكم والازمات وهو يعمل بعيدا عن استشارة اصحاب الاختصاص ودون التشاور المسبق معهم بعض الاحيان وبالامكان القول ان ترامب خلال السنوات الاربع من حكمه اظهر التقاطع والعداء المعلن للعديد من كبار المسؤولين الذين يشغلون المناصب الحساسة في سلم الدولة الاداري وكنت في مقدمت الجميع من هؤلاء رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والملاسنات التي دارت بينهما في العلن وبالشكل الذي ادهشت رجال الدولة ناهيك عن الاستقالات المتواصلة لبعض لبعض مساعدي ترامب والمقربين منه بسبب خلافاتهم معه باتخاذ القرارات لقد افرز حكم الرئيس ترامب خلالا كبيرا بين علاقات الابيت الابيض ومؤسسات الدولة بما فيها القضاء ودوائر المال والاعلام وخلق الحواجز بينهما وهذخ مهام ومسؤوليات كبيره وميراث ثقيل سوف يتحمله الرئيس بايدن وهو بحاجه لبذل جهود استثنائية لاصلاح الخلل وسد الثغرات وراب الصدع ومعالجة جميع الملفات وكل هذه المشاكل سوف تشكل اختبار كبير لبايدن اذا على بايدن اصلاح جميع الخطوط التي اصابها العطب بين امريكا واوربا والعالم في عهد الرئيس ترامب وتصليح جميع المسارات واساليب التعامل الامريكي مع الخارج وهنا لابد من ذكر حقيقه ان ترامب حصل على اصوات عاليه فاقت عدد الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات التي اوصلته الى البيت الابيض
الاستخفاف بفايروس كرونا
لكن ما اظهره ترامب من استخفاف بالعديد من الاامور خاصة اتجاه فايروس كورونا والذي ادى الى انتشار الوباء في امريكا بصوره مرعبه تجاوزت اصابة العشر ملاين امريكي ان عدم المبالات بالفايروس احد اسباب خروجه من البيت الابيض والدليل على ذلك عند اصابته وزوجته بفايروس كرونا غادر المستشفى بعد ساعات من دخوله خارجا لتحية مؤيديه ومناصريه الذين حضروا امامه حيث انعكست كل هذه على الملف الصحي الذي سيواجه بايدن وهو بامس الحاجه الى وضع خطط عملية مدروسه ودقيقه لوقف انتشار الفايروس وهذا يتطلب جهود ودعم المستشفيات وجميع القطاعات الصحية والطبية بالكامل من اجل التاصدي للوباء ومحاصرته ووضعه تحت السيطره للتقليل من الخسائر الاقتصادية وتوفير فرص عمل للحيلوله من تفشي البطالة وبالمختصر لقد تصدع النظام العالمي في عهد الرئيس ترامب بعد ان تنصلت واشنطن من هذا النظام الذي اسهمت وشاركت وبقوه بوضع اسسه وقواعده ومنطلقاته وثوابته العالمية وحضي برعايتها .
طالب قاسم الشمري
التعليقات