النصوص الفائزة بجائزة النور السابعة للابداع- الشعر العمودي \ الفائز الاول
يَمرُّ على الإنسانِ
يَمرُّ على الإنسانِ يومٌ كأنّهُ
سنينٌ من الحزنِ الكظيمِ دقائقُهْ
يرى لعبةَ الشِّطْرَنْجِ مثلَ حياتِهِ
تدورُ وخانَتْ في الحروبِ بيادِقُهْ
وحيداً وحيداً في المدينةِ ماشياً
وفي الليلِ حتّى ظلُّهُ سيُفارِقُهْ
كأنَّ البيوتَ الخالياتِ بناتُهُ
تَرمَّلْنَ والأطفالَ منها حدائقُهْ
أجلْ تُطفَأُ النيرانُ بالماءِ إنَّما
تزيدُ بماءِ العينِ فيهِ حرائقُهْ
أحبَّ فتاةً منذُ أوّلِ نظرةٍ
وكانَتْ عِطاشاً ذابلاتٍ زنابِقُهْ
تذكَّرَها صُبْحاً وليلاً فإنْ غفى
ففي نومِهِ أشباحُها ستلاحِقُهْ
كما زهرةُ العبَّادِ تتبَعُ شمسَها
سيَتبَعُها طَرْفٌ وقلبٌ يُسابِقُهْ
تغيّرَ طَعْمُ الماءِ مذ صارَ عاشِقاً
وأمسَتْ كأوتارِ الكمانِ مشانِقُهْ
إذا نَهَرٌ يوماً أحبَّ سحابةً
تسامى إليها والضِّفافُ تُعانِقُهْ
تساءَلَ: حتّامَ العراقُ وشعبُهُ
شواهقُهُ تَهوي وتعلو خنادِقُهْ ؟!
على نينوى مرَّ الشتاءُ مُعزِّياً
وقد لبِسَتْ صوتَ الضحايا صواعِقُهْ
منارتَنا الحدباءَ كوني من الثّرى
ثُريّا لها من كلِّ نجمٍ بيارِقُهْ
هنا زهرةُ البَيْبُونِ تفترِشُ السَّمَا
هنالِكَ جُنديٌّ طيورٌ بنادِقُهْ
غداً تنطِقُ الأطلالُ عمّن أماتَها
فلا بُدَّ من يومٍ تَبينُ حقائقُهْ
على عُودِ ( عُثمانٍ ) تعودُ مدينتي
ويرجِعُ للبابِ المُغلَّقِ طارِقُهْ
سأعبُرُ هذا الجسرَ، هُدْبِيَ نورسٌ
مغاربُهُ كم أرَّقَتْها مشارِقُهْ
إذا كنتُ ظَمْآناً وكُوْبِي مَنِيَّةٌ
فإنّي على تلكَ المنيَّةِ ذائقُهْ !
عثمان: عثمانُ المَوْصِلِيُّ
عبد الله سرمد الجميل
التعليقات