كرنفال الفوار حدث مميز
الحديث عن مهرجان الفوار المنعقد في مدينة الفوار التونسية للفترة من 6 لغاية 8 فيفري 2019 بدورته السابعه
قد يكون حديثاً لا تغطيه الكلمات , فقد كان حدثاً مميزاً رائعاً لما صاحب فعالياته
من انشطة عديدة و كثيرة .
فكان الإفتتاح بعمل مسرحي له طابع حواري وسيناريو جميل يؤكد هوية الوطن وصدق الإنتماء له وكأنه يبعث برسالة ان تونس باقية وكل ما بعد ذلك يزول , فقد شهد العمل دراما تحاكي التأريخ وتخاطب الحاضر ان لتونس رجال اشداء امناء على ارضهم وتراب وطنهم .
ثم توالت فعاليات اخرى كالغناء والرقص والشعر وسباقات الفروسية وعروض موسيقية لفرق اتت الى هذا المهرجان لتعلن فرحها وتشارك اخوتها في عرسهم الكبير .
فكانت لفرنسا ومصر اولوية العروض في رقصات ودبكات جميلة اسعدت الجمهور الحاضر .
اضافة الى قصائد الشعر التي ألهبت حماس الجمهور بلهجات بدوية ونبطية ولغة فصيحة وبالشعر المحكي التونسي والمغاربي ايضا .. حيث لاحضنا تواجد ليبيا بتراثها وشعرائها وتقاليد مجتمعها ...
فقد تنوعت قصائد الشعراء وبلهجات عربية كثيرة اضافت الى المهرجان جمالاً وألقاً رائعاً .
وحين تشاهد خيّم اغلب الدول جاءت لتشارك ابناء الفوار فرحها ولدول عديدة من المغرب العربي وخارجه , ولاشك ان للجزائر حضور لافت من خلال الفرق الغنائية ومشاركة الشعراء والباحثين والفرق الأعلامية وفعاليات اخرى كعرض الازياء والتقاليد الجزائرية بتراثها الصحراوي الجميل .
ولابد من كلمة هو حين انعت هذا المهرجان بالـ ( كرنفال ) اعني ما اقول , فقد تلونت فعالياته بين الأدب والثقافة والفنون .. فقد تجد القصيدة بشعرائها ثم تجد المسرح ثم تشاهد الفن وعروضه ثم تجد الرقص والغناء ثم تدهشك الفروسية والوانها البهية كسباقات الخيل او العروض الجميلة الزاهية ليثبت وبجدارة فرسان المدينة انهم فرسان بما تعني هذه الكلمة من معنى .
ناهيك عن تقديم المحاضرات والندوات والحلقات النقاشية بموضوعات عديدة منها ما يتعلق بالأغنية البدوية او الشعر البدوي واثر ذلك على الواقع والتي تزامنت مع فعاليات المهرجان .
وتجدر الاشارة ان دول عديدة شاركت في هذا العرس ومنها .
المغرب والجزائر وليبيا ومصر والأردن والعراق والسويد وفرنسا اضافة الى البلد المضيف .
نعم كان كرنفالاً ضمّ العديد من الوان الفرح وبفعاليات متنوعة ربما لا يمكن لأيامه الثلاث ان تغطيه , واللافت للنظر هو الحشد الجماهيري الكبير الذي اصرّ على اكمال فعاليات المهرجان والى وقت متأخر من الليل رغم برودة الطقس ولا ابالغ حين اقول ان اعداد الحضور تزيد على ألفين وربما اكثر .
وهذا وحده يعد سرّ من اسرار نجاح الكرنفال البهي .
شكراً ادراة مهرجان الفوار على هذه الجهود المباركة .
شكراً لبلدية الفوار وكل الجمعيات المساندة والمشاركة في هذا العرس التونسي الكبير .
ختاماً ادعو الله تعالى ان يكتب لهذا الكرنفال دوام النجاح في دوراته اللاحقة ومن الله التوفيق .
تحيا تونس ويحيا شعبها الأبي .
كاظم الوحيد
التعليقات