يخاطب رجل ما نفسه ..
هل انا عبثي الى هذا الحد ! ام ان الحياة هي التي تعبث معي ..؟
في القريب جداً قد عثرت عثرة ظننت فيها انني الفظ انفاسي الأخيرة ! و قد سادت على حياتي حينها وحشة بشعة لا استطيع ان اوجز وصفها بكلمات هزيلات ... و لكن الغريب و المدهش انني اصبحت و بطريقة ما استلذ بهذا التعثر .. بهذا الوجع العذب الذي يخترق جسدي دونما استئذان ..! بتلك اللحظات التي تتداخل فيها الدهشة و الصدمة و التوجع و الضياع و التيه بطريقة مجنونة .. لا اعلم كيف يمكن ان اوصف لكم ذلك الشعور العبثي .. ذلك التخبط الرائع البليد ..!
ربما قد تجدون ذلك غريباً ان يستلذ الانسان بساعات التوجع اكثر من لحظات الهناء و الغبطة ... ربما لأنكم لا تعلمون ان وجع التعثر هو الآخر لذة مفقودة .. ساعة الارتطام بوجه الحقيقة ساعة كونية نادرة الحدوث .. لحظة هاربة من خيال الواقع لا تستطيع الامساك بها الا في تلك الدقيقة اللتي تدعى العثرة ..او لحظة العبث ! و لا اجد للانسان من مناص إلا ان يمارس عبثيته لكي يثبت لذاته انسانيته .. وجوده المؤقت و استمراريته الدائمة في البحث عن المشاكل و الضغوطات .. و من ثم استجداء الحلول و التسويات ..! انها انسانية الانسان .. طباعه الفطرية ربما ! لا اعلم ..
ثم يوصف الاضداد بأنهم اولئك الذين يعيشون في الرخاء ..اولئك الغرباء عن عالم المفاجآت .. البشر الذين لا يستطيع ان يصفهم امثاله إلا بأوصاف تشبه النعاس .. لأنهم هادئون كسرير لم تمارس عليه الحاجة الملحة للانسان السوي ..! او انهم ليسوا الا لوحات بشرية خائفة بائسة .. لأنهم يعيشون بطريقة سوية مستقيمة و هذا ما يعارض مسيرة حياته المفعمة بالعثرات و التوبيخات .. ! و هكذا يجد نفسه في هوة عميقة مع هذا الصنف البشري .. الصنف الحذر المتيقظ .. و ربما قد يتوسع ذلك الى عداء نفسي خفي ..! بين الساكن و المتحرك .. بين المقتحم و المنهزم .. بين من يعيش على ذكريات عثراته و بين من لا يملك عثرة ليتذكرها ..!
علي ناظم شاكر
التعليقات