مقامة – أنا و ليليث -
حسناء بالخِمارِ مع الخَمارِ سلبتني بغمزة حلمي و وقاري
و تصابيت في لحظة انبهار دون اخذ بالاعتبار اعتباري
سرت خلفها مثل هائم محتار بمحض ارادتي و اختياري
قلت قفي فقد اصابني الخُمار قالت دعك الان من حواري
يا هذا مازلنا في بداية المشوار هيا سر خلفي لا بجواري
المكان ليس ملائما للحوار اتبعني و لا تبتعد عن انظاري
انتظرني هناك في بداية الدُّوارساتيك بعد اكمال مشواري
انتظرت على احر من النار في جانب لكن طال انتظاري
فجأة و بدون سابق انذار و انا افكر بالاسراع الى ادباري
فاذا بها امامي بوجه كالغرّار تقول هيا اتبعني يا مغواري
وحذار من عين صديق و جار سِرْ بالاستتارعلى غراري
جعلت من يدي كالستار همّي عن الانظار أؤمن استتاري
فسلكنا طريقا محاطا بالاشجار و نهرعلى الجانب جاري
ضفتاه تزخر بالورود و الازهار و تياره للطريق يجاري
وقفت مشيرة الى خلف الاسوار قالت على الرابية داري
قلت لكن كيف بحراس الاسوار و انا من السلاح عاري
هم لاهون في الليل و النهار قالت و اعلمْ ما بالدَّارِ دَّاريّ
اخذتني العزة بالاستكبار و جعلتني اتمادى في استهتاري
قلت بزهو هل سمعتِ بالاخبار كيف اخدعُ العدو و أُداري
و انا من سّمّاني اهل الديار بصائد الوحوش و الضواري
وصلنا الى باب الدَّار فّتحتْ قائلة و هي ترحب و تُداري
تفضل يا اجمل السُمّار اذا لك لا أُداري من غيرك أُداري
دخلتُ على عجل و بلا انتظار آملا بما تخيلته في قراري
غابتْ لحظات عن الانظار فناديت اين هي اجمل اقماري
قالت عليك بالاصطبار اتيتك باجمل هيئتي و اكسسواري
اطلّتْ كَهلال مقمر في ليلة الاقمار بنوره غشى ابصاري
قالت هل رأيتَ مثلي في الاقطار تملك روعتي و خَوّاري
قلت ولا في كل الامصار لم ار مثلك منذ نعومة اظفاري
دنوتُ منها و اجزائي باحترار قالت تحاول سبر اغواري
قلت لا فقط ملامسة الاستار قالت اعلم ايها الفهيم الداري
ساريك النجم في الاظهار اذا حاولت ارغامي و اجباري
فحذار ان تلعب بالنار و دعني اريك كما اهوى اسراري
و عليك باطفاء الانوار قلت ظلام قالت الا تكفيك انواري
سوف اسقيك خمرا لا من عصيرخمّار بل من انعصاري
و عسلا جبليا يسيل من جُمّار بعد عصري و اعتصاري
فعلى مهلك يا احلى الزوّار ارفع ازاري و افتح ازراري
واذا بِدَوِّيٍ ونار بِشرار و دخان غطاني فجأة بلا صاري
الى ليليث تحولت صاحبة الخِمار تريد الامساك بزنّاري
أُصبتُ برعب وانهيار وهي تقول بقدميك دخلت وِجاري
لم اجد منفذا للفرار غير فتحة الشباك و كان منها فِراري
قالت يا لك من فرّارِ و انا كنت ادعوك ببطلي و كرّاري
قلت الفُ فرّارٍ و فرّارِ و لا مرّة نَهْش جسمي و أِصاري
فهويتُ الى سفل بانحدار و صدمتها بشدة بلا أِخطاري
صاحت آخ يا ابا منار سحقتَ عظامي و قطعتَ اوتاري
قلت يا بنت الاخياريا رفيقة عمري ارجوقبول اعتذاري
لقد وجدت نفسي كطيار اُجبر على النزول الاضطراري
*ليليث اسم السعلاة في ملحمة كلكامش
زاحم جهاد مطر
التعليقات