.
.
  
.......... 
هالة النور
للإبداع
.
أ. د. عبد الإله الصائغ
.
.
د.علاء الجوادي 
.
.
.
.
.
.
.
ـــــــــــــــ.

.
.
.
.
.

..
....

.

  

ملف مهرجان
النور السابع

 .....................

.

.

.

 ملف

مهرجان
النور السادس

.

 ملف

مهرجان
النور الخامس

.

تغطية قناة آشور
الفضائية

.

تغطية قناة الفيحاء
في
الناصرية
وسوق الشيوخ
والاهوار

.

تغطية قناة الديار
الفضائية
 

تغطية
الفضائية السومرية

تغطية
قناة الفيحاء في بابل 

ملف مهرجان
النور الرابع للابداع

.

صور من
مهرجان النور الرابع 
 

.

تغطية قناة
الرشيد الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

.

تغطية قناة
آشور الفضائية
لمهرجان النور
الرابع للابداع

 

تغطية قناة
الفيحاء
لمهرجان النور
في بابل

 

ملف مهرجان
النور

الثالث للابداع
2008

 

ملف
مهرجان النور
الثاني للابداع
 

            


تواصل (التمرين المسرحي) وسيلة شحن الذاكرة بالطاقة والتجدد

ماهر الكتيباني

تعتمد فاعلية المخرج المسرحي  في مجمل ما يفيض به وعيه وقت التمرين على انتاج  موجات من الاقتراحات التي تتخذ مسارات عدة عفوية ، وإرادية فيها الكثير من القصدية الانفعالية، وبالتكرار يتم العمل على تمتين الفعل وتظليل خطوطه، بمعنى ان المعالجة الاولية للرؤية التي تضع خطوطها ماديا وعمليا على مساحة التمرين تميل الى حشد الاقتراحات عبر الكتابة البصرية ثم التراكم وبعدها المحو والانتقاء الذي يمنحه التمرين المنضبط عمقا ونضجا وثباتا ومضمونا. 


لا خلاف أن العمل المسرحي تشاركي، لكن فعل الاخراج يستند على قواعد صارمة، ومنها يحوز الممثل زمام ما يوضع فيها من افعال تبدأ ذاتية قلقة متشنجة ثم تتحول موضوعية مستقرة مسترخية تنسج انظومة العلاقات التي تستثمر البعد التداولي للمكون المسرحي  لتأسيس حزمة الدلالات وحركيتها، والملفت أنها لاتقف على مسافة واحدة من ذاكرة المتلقي بل أن الكفاءة التداولية تتضح عبر قدرتها على صناعة عوالم مستقلة وحياة كاملة تتغاير من فرد لاخر. 


 يجب على ارادة  الاخراج ان لاتستسهل  انتاج علاماتها الثابتة والمتحركة فالمضان التي تحلق في مساحات التمرين الحسية لها ارتدادات غير متناهية ومعقدة تستلزم حضورا نفسيا وجسديا بارعا لادواته وعلى الممثل أن يحلق في عالم الأفكار المتكونة عند كل ومضة تفترض ان يكون هناك وعيا متلقيا ذكيا، في الوقت نفسه لابد من تذكر ان الامر لاينتهي عند وضعه في جغرافيا حركية عشوائية من غير تهذيب هندسي صارم ، يفرض الخطاب المسرحي تلك الصرامة في التوقيتات الزمنية التي يتنفسها الممثل، وتتطلب تركيزا فائق الجودة . يفهم المختصون المسرحيون  فاعلية الاداء التمثيلي بوصفها عملية تحويل المفترض الذهني الى المجسد المادي، وهو بدوره  يمثل انعكاسا لروح  المتخيل المتجلي في الفهم دائما، فالروح الكامنة في الاشياء هي العلة التي تمنح الشكل صيرورة وتخصيب دلالات  تدرك بحكم اثرها المحسوس الذي  يختلف في سلوك ممثل عن الآخر ومتلق دون غيره . ولانها خاضعة لتلك الحتمية لايمكن ابدا ان تصاغ مفردات الحياة  كما هي في  فضاء التمرين المسرحي بل تختبر لتمتحن ذاكرة المتلقي عبر أفق معرفي عملي  متشعب الطروحات والخيارات، ذلك يجعل (اللاتوقع الحركي) امرا اساسيا من حيث مغادرة الحدود الانعكاسية للمتداول الحياتي اليومي والقبول باطار وقانون جديد يكتسب وظيفته  البنائية من داخل حقل المعالجة وهي تنثر حضورها بالاتجاهات كافة، 



 لكن لا يعد الامر سهلا او مرنا تماما  وإرادة المخرج  يجب أن لا تنشغل بآلية نطق الممثل للحوار بوصفه اداة اتصال وتواصل، بل يحمل المكون اللفظي علة التركيب الحركي، وكل مفردة لها كيانها الخاص كما تشتمل على عالم  وحياة كاملة من الافعال الهندسية الرشيقة غير المتناهية التي تختزل ذلك التركيب المتصل من خلال عملية ولادة دائمة، هذا ينطبق على الفعل العياني لمظهر الممثل  ما يحقق قضية هامة في فضاء التمرين المسرحي إذ يتحتم عليه إمتلاك رؤية ايجابية  لجوهر الاداء المعبر  ما يعني خضوع الجسد كله الى حتمية الفعل غير المنقطع عن التوليد الذي يتصل بخارطة المحتوى  وهو يتيح الفرصة دائما لتعديل  حدود المعنى فيها. يقصد بالمكون اللفظي القيمة المستترة للحوار الذي يتناسب طرديا مع التركيب البصري للرؤية بوصفها العلة التي تتعشق روح المعالجة على المسرح ، توالي فعل الاكتشاف يسهم في دينامية فعل التحول للمبتكر الادائي  من الكمي الى النوعي، هذه الرؤية الجمالية ، تتيح امرا  له اثرا واضحا على فاعلية اداء الممثل، فالتحول الايجابي من الكمي الى النوعي، هو اعادة تدوير نافعة  للمتراكم وعملية تقليم للزوائد لان المعالجة  في ذاتها تنتج بوفرة،  وعبر ذلك تفيض بالمعرفة . وليس غريبا القول  في ضوء ما تمت الاشارة اليه أن التمرين اهم معرفيا من الخلاصة التي تتوافر في العرض بوصفها الحاضنة لساعات طويلة من الطروحات المعرفية والمفاهيم التي اسهمت في نمو مسافات الفرضية التكوينية التي يعتمد عليها معمار خطاب العرض المسرحي ، وفي ضوء ذلك  يشكل حضور المتلقي التمرينات المسرحية ومتابعة نمو الذهنية الادائية للممثل وكيفية استيعابها لمعطيات الاخراج سببا جديا لاحياء الثقافة المسرحية والتعرف على الجهود المضنية التي تنتج زمن العرض المقنن، فضلا عن منح الفرصة ليتشكل الوعي التفاعلي مع مزاجات التمرين عبر الاستئناس  بانطباعات الحاضرين باختلافهم الثقافي والأجتماعي، ربما هذا التصور اقرب الى مفهوم التفاعلية، التي تخرج عن الشكل التقليدي للمسرح ، وتتوغل في حياة الناس وتسمح للتمرين المسرحي ان ينتج زمنه ووعية وحياته لحظة اشراك المارة في منح الفكرة المقترحة مساحة مضاعفة من التفكير .

الفكرة التفاعلية حاضرة دائما في المسرح واحياء تلك الثقافة يساعد المتلقي على التفكير في معالجة الامور  والبحث في انعكاساتها ومعانيها فضلا عن  تأملاته بالمتحقق المسرحي  كونه مادة محاكية لتطلعاته وحاجاته على الصعد كافة . 

ماهر الكتيباني


التعليقات




5000