عفن يلعب فوق حوائط غرفتي
في زمان شحيح ويابس وبارد كما موت بائت ، جاءني شيخي الجليل ومثلي فرأى مما رأى عفنا ينمو على حوائط غرفتي وعناكب تنسج في الزوايا والثنيات وديدانا ملظومة بخيوط وهم وموقدا صار مرمدة واوراقا صفرا خاويات تلعب في احوالها الريح . وجدني صاحب الخطوة والشطحة والحظوة على عظيم كدرة . شائهة اشيائي وبوصلتي معطوبة وتمسح وجهي صفرة موت ما مرّ على بشر ولا وقع على بلدة فصيرها حجرا على حجر . قال انهض يا ولد من قعدتك اللحظة ولا تتقرفص ولا تتحسر ولا تهن ولا تضعف والعب لعبتك التي تحب وتشتهي وتخلق من حيث تدري ولا تدري . قلت سامحني يا ابتي فلست بلاعب . قال قم وافتح قدامك باب التأويل الذي علمتك فصرت حجة مدينة وسند قوم يصطرعون .
قلت راح زمني وذهبت ريحي وبارت تجارتي وصرت في القافلة من المفلسين . قال لست كذلك فأخرج الى باب صومعتك وتطهر بأرضها وبزرعها وبشمسها وان حشدا من الصبية والصبايا المجدلات ينطرون حكّاءهم المجيد . قلت وحقك يا شيخي البديع لقد شاخت ذاكرتي وجفت صوري ويبس ضرع لغتي ولم يعد بمستطاعي تتبيل خديعة او بناء غواية احشش بها صبية شياطينا ان شافت مني وهنا او سمعت تأتأة ، قامت وتحلقت ورقصت ودبكت وسوّرتني بعفطات عنزة مبحوحة ولا اظنك ايها العزيز تبتغي لمريدك وخلك ونديمك ما يمقت وما لا يشتهي وهو سائر الى سن يأس مبين .
قال بل احمل كاسك العملاقة وارتق دكة الحكي واياك ان تتقردن او تتثعلب او تدس ذيلك بين فخذيك بل استأسد عليهم وتنمر وهبهم عينا حمراء جفنها ثابت وارفع عصاك وهزها بوجوههم فأن وجدت منهم خوفا وجزعا ، افرط فيها وثنّ عليها وثلّث وربّع فأن صاروا قطيع خراف بالت من عظم المرأى وخرت من فرط المهانة ، اعجن حروف بيانك ولكها وهدهدها بين راحتيك ثم اقبض عليها وكدّسها في بطن الكأس والعب بقحوفهم الغضة المغفلة ورش عليهم اول الطلاسم فمن فك لغز الحكاية ، اطلقته خارج سور الحكي واعدته الى حضن امه ، ومن تغابى اذ كان غبيا اصرخ بوجهه صرخة يخر القطيع لوقعها ثم اطلب منه ومنهن ان ينزع قميصه فتنزع انت محزمك ونطاقك فتجلده مائة جلدة لجهله ومثلها لجبنه حتى يتيبس القفا ويزرق الوجه وما زلت على هذه الحال ، سيفرخ امامك الخوف خوفا وسيتناسل على اعتابك الجبن جبنا فأمسك لحظتك من يدها الموجوعة وصخّر قلبك ولا تلتفت الى دمعة او تنهزم قدام أنة وقل لهم ان لا خلاص لكم ولا مخلصا تنطرون الا بدفع جزية من دراهم او حنطة او سخرة في اطيان الرقيق وامصار السبي وبها سيرتفع مبناك وتتعمد رؤياك وتخف احمالك وينفتح امام بابك نهر راح معتق من معصور عنب احمر داسته ارجل الحسان وطيبته الدنان ، تكرع منه وتتعطر وتتعالى وتتسامى فلا انت تسخمت وترملت وتتعتعت كما انت في هذه الآن ولا انا عليك بحائر ودائخ وحزين !!
مشهد :
رجل ربعة يشيل بيمينه كأسا عجيبة . يدلق فيها من يساره الماطر مزنة حروف . يخض الكأس خضا ثم يرميه نحو السماء فيتهاطل وينرش على الارض . صبية خائفون وجلون يلملمون الاحرف المبينات فيصنعون منها حكايا وطقاطيق وملحونات تقصف عمر الحكّاء وتكسر ظهره
علي السوداني
التعليقات
الاسم: |
محمد علي |
التاريخ: |
2012-01-06 16:38:46 |
|
سلامآ أيها ألقاص ألجميل وألرائع وشكرآ على تلك ألكلمات التي منبعها من ألقلب ومصبها الى ألقلب
|
|
|
افين ابراهيم شكرا لالتفاتتك الرحيمة تقبل محبتي والى لقاء ممكن في بلاد ممكنة علي عمان |
|
|
الأستاذ القدير علي السوداني أشكرك وأشكر النور التي أتاحت لنا نحن العغتربين التواصل والتعرف على زهور الأدب المشردين في بلاد الله كلماتك تشبه السهل الممتنع تقف على هامش الروح التي تحاول التنفس رغم الأنكسار. تحياتي دام تألقك |
|
|
ايها العزيز الغزير السهل الطيب والجبل احييك على مسمع ومراى البياض الذي يضيء لي دروب الكتابة واللغة التفتش من شدة الياس عن الاصدقاء والتسميات احييك على طريقة نصيف الناصري وخجل منذر عبد الحر ودفء موسى كريدي وبياض سلام سرحان واقصد وجع سمرته الذي لا ينسى |
|
|
يوسف عزيزي لا اراك الله جرحا غير جرحي زمن عزيزتي هل التقينا قبل ازيد من خمس عشرة سنة في امسية نجفية قصصية قدمني فيها حكمت الحاج ام ان مخيلتي معطوبة محبتي علي alialsoudani61@hotmail.com |
|
الاسم: |
زمن عبد زيد الكرعاوي |
التاريخ: |
2008-05-11 21:45:37 |
|
ياصاحب المدفن المائي لا تبخل بقصصك علينا فلاسلوبك حلاوة خاصة والما مميز هو عراقي حد النخاع. القاص زمن عبد زيد الكرعاوي نائب رئيس نادي القصة في النجف |
|
|
اه ياعلي . ساسكت علي اجد جرحا غير جرحك |
|