الإرهاب لا يمثل الإسلام
الإرهاب لا يمثل الإسلام
مابين جوانب الحقيقة والإلتفاف عليها
لستُ مؤهلاً لأكون قاضيا في قضية واسعة وحساسة كهذه ، ولكن لي رأي متواضع أحبذ أن أقوله بكل صراحة وبلا مواربة .
لا يوجد دين ولا فكر بشري إرهابي بشكل كامل ، القول بأن الإسلام دين إرهابي يعني بأن المسلمين كلهم إرهابيين ، وهذا خطأ فادح إذ أن " كل تعميم خاطيء بما فيها تعميمي هذا " - كما قال ابن رشد - .
لذلك انا لا أقول بأن الإرهاب يمثل الإسلام ، ولكني ضد القول أنه لا يمثله
كيف يكون ذلك ؟
أرى بأن الغالبية العظمى في المجتمعات البسيطة ليست إرهابية مطلقاً ، تريد العيش أقصى أمانيها لقمة وشربة ماء كما هو حال معظمنا .
لكن الحوادث الكثيرة جداً أصبحت مؤشراً على وجود مشكلة كبيرة ، يمكن القول بأن حادثة في السنة أو خمس حوادث او عشرين حادثة في السنة بأنها لا تمثل فئة معينة .
لكن وجود أكثر من ألف حادثة سنوياً في العالم إخواننا أبطالها فهذا مؤشر على وجود مشكلة كبيرة في منطقتنا وحدودنا الدينية ، من أفغانستان إلى الشيشان إلى سوريا ولبنان ومصر وليبيا واليمن كمنابع وميادين للعمليات وفي دول اوروبا والغرب والشرق كأهداف للهجمات ، كل هذا لا يمثل الإسلام ؟ولا حتى المسلمين ؟ ألا تشعرون بالخجل من قول هذا الكلام ؟ لماذا كل هذا الإنكار ؟
يمكن القول على الأقل بما أن الإرهاب لا يمثل الإسلام " أنه يمثل قطاعاً ليس بسيطاً من المسلمين ".
هناك ثلاثة عوامل متشاركة مع بعضها في صناعة الإرهاب :
1- الغباء والجهل والفقر الذي يستغله المتطرفون الدينيون ، والحركات الدينية ذوات الأطماع السياسية ، ويجندون الشباب بإغراءهم بالشهادة والحور العين لأجل حكم الله في الأرض .
" وهذه النقطة الحساسة التي يخاف منها المجتمع لأنهم يظنون أنها إدانة للدين بضلوعه في التطرف، ومن يتأمل حركات داعش وتنظيم القاعدة والشريعة وغيرهم ، يعرف بلا شك ولا ريب بأن هناك أساسا من الموروث الديني لهذه الحركات ".
2- طغاة الحكم ، الذين يستغلون كل الكوارث ويضخمونها بما يخدم مصلحتهم ، وهم هنا يستغلون الصنف الأول في هذا المضمار الكارثي " ومن يطلع على تصرفات دول الخليج ، لا تخطيء عينه معرفة تلك الحقيقة " 3-بعض الاطراف الدولية ، التي تستخدم فزاعة الإرهاب من أجل تحقيق مصالحها ، في مناطق معينة في إطار التنافس العالمي على الثروات والنفوذ ، ولا تغيب هذه المؤشرات عند الإطلاع على التجربة الروسية والأمريكية في أفغانستان وحاليا في العراق وسوريا ..
رجال الدين ينكرون دورهم في الإرهاب ويقولون بأنها مؤامرة على دينهم ، فيما الحقيقة تقول آن آلاف المجاهدين يؤهلون سنويا لميادين الشهادة .
الحكام والعصابات الساعية الى الحكم تنكر ذلك ، ويلصقون تهمة الإرهاب بمن يعارضهم ، لكي يبررون قمعهم ، ويكسبون تحالف الخارج إلى صفوفهم .
دول خارجية تلصقها بالحركات الدينية لكي تبريء أتباعها وأذرعها وتستمر في تنفيذ مخططاتها .
ناظم الزيرجاوي
التعليقات