تسعةُ نوافذُ هايكو
مِنْ مقالةٍ للأستاذةِ الشاعرةِ الدكتورةِ بشرى البستاني بعنوان (الهايكو العراقيُ والعربيُ بينَ البُنيةِ والرؤى) تقولُ:
أما هايكو عربيٌ ذو حركيةٍ جماليةٍ قِيميةٍ جديدةٍ وأما المغادرةُ خارجَ النموذجِ فعليه أنْ يكونَ الهايكو قائمٌ على ومضةٍ سريعةٍ أو على مشهدٍ قادرٍ على احتواءِ متناقضاتٍ تمثلُ الحياةَ برمتِها, هما السكونُ الذي تُمزجُ في داخلهِ حركيةٌ تَعملُ على اطلاقِ الرؤيا, والانفتاحُ الدلاليُ الذي يُثيرُ دهشةٌ ما.
النافذةُ الأولى:
-1-
مِنْ نافذتي/
يُمكنني اصطيادُ
أكثرَ مِنْ هايكو
-2-
عندما تقعُ عيني:
على مناظرٍ مؤثرةٍ
أحولُها إلى هايكوات
-3-
على مدارِ اليومِ
يدورُ في رأسي:
هايكو جديدٌ
النافذةُ الثانيةُ:
-1-
صباحٌ مشمسٌ/
تتأبطُ مضلَتَها
نشرةُ أنواءٍ جويةٍ
-2-
ليلةُ الرابعِ عشرَ قمري
لا أثرَ لضوءِ البدرِ -
غيومٌ داكنةٌ وأمطارٌ
-3-
أُصيبَ بنزلةِ بردٍ
إذْ:
أُصيبتْ زوجتُه
النافذةُ الثالثةُ:
-1-
بعضُ الأكلاتِ
افتقدُها هُنا/
طعمُها تحتَ لساني
-2-
أنظرُ مندهشاً لقائمةِ الطعامِ!!
أكلاتٌ غريبةٌ بلغةٍ أجنبيةٍ -
كفيلمٍ أجنبيٍ بدونِ ترجمةٍ
-3-
مطعمٌ بخمسةِ نجومٍ/
يُفضلُ
الأكلَ بربطةِ عنقٍ!!
النافذةُ الرابعةُ:
-1-
تلكَ المرأةُ التي مرتْ
رائحتُها:
كرائحةِ العلكةِ الملونةِ!!
-2-
سروالُها الجينز المثيرُ!
يكشفُ على خصرِها:
فراشةً خضراءَ
-3-
أخذتْ الرياحُ صوتَها
بعيداً/
هو أخذتهُ الحافلةُ؟!
النافذةُ الخامسةُ:
-1-
تنزلُ مِنْ شقتِها صباحاً:
مِنْ أجلِ أن تَتَبرزَ!!
كلبتُها
-2-
يَسرقُ كلابَ الزينةِ:
محتالٌ ذكيٌ!
يُعيدُها لأصحابِها لقاءَ مكافئةٍ
-3-
مروجٌ خضراءُ/
قطيعُ كلابٍ
خروفُ واحدٌ!
النافذةُ السادسةُ:
-1-
يَصرخُ حفيدي الصغيرُ
كلما يرى لافتةَ:
ماكدونالد!
-2-
حفيدي الصفيرُ/
لغتُه إنجليزيةٌ بلكنةٍ أمريكيةٍ
يَغضبُ عِندما لا أفهمُهُ!!
-3-
تَمرحُ الطيورُ في السماءِ:
على أرضِ النازحينَ
بكاءُ أطفالٍ
النافذةُ السابعةُ:
-1-
اليومُ الأخيرُ مِنْ السنةِ/
أشْبَهُ بكلمةِ النهايةِ
في آخرِ الفيلمِ!
-2-
مَنْ يؤكدُ بأننَا الوحيدونَ/
هَلْ هناكَ آخَرونَ؟
ملايينُ المَجَراتِ!!
-3-
أيُ حزنٍ مُشترَكٍ؟
ضَمَنا هذا الفُراقُ:
أواهُ يا عراقُ
النافذةُ الثامنةُ:
-1-
مَنْ هضبةِ العماديةِ
أرفعُ رأسيَ عالياً:
لأشاهدَ (سِرْ عماديةِ)
-2-
سلسلةُ جبالِ (كارا و نواخين)
تَمنحُ للزائرينَ/
(شلالَ كلي علي بيك)!
-3-
قمةُ جبلِ (نزوركي)
تَحجبُ الشمسَ:
عنْ مضيقِ زاويته
النافذةُ التاسعةُ:
-1-
أعودُ مِنْ المدرسةِ
أُفتشُ عنْ:
إزارِ أمي أزرق!
-2-
مِنْ خلفِ شباكِ الصفِ
يُصغي فراشُ المدرسةِ:
لصوتِ المعلمِ بخزنٍ!!
-3-
لَمْ أطلبْ مِنْهم/
لماذا يُرددونَ؟
لطفي طلبَ طبولنَا!
1 كانون أول 2016
رالي ويستمر الترحال
لطفي شفيق سعيد
التعليقات