.. وبدأت المشاكل العائلية
بالازدياد.. ارتفع الخط البياني لحالات الطَّلاق وشهدت المحاكم إقبالاً منقطع النَّظير للزوجات لطلب التَّفريق.. كانت من أغرب القضايا تلك التي قدمتها امرأتان.
منها بمساعدة الأولى كان زوجها قد أشبعها ضرباً وركلاً!! فهي ورغبة
الزَّوج "المُدمِن" قامت بشراء الجرار (البستوكات) الكبيرة لصنع الخمر في البيت، مع شراء كميات كبيرة من التَّمر (المحمض) ومن العنب غير الصَّالح للأكل .. بعد أيَّام من وضعه في الماء أرادت تذوقه.. وبدلاً من ملعقة (وربما دفعتها نفسها الدنية).. تذوقت سطل بأكمله.. كانت النَّتائج أنَّها خرجت إلى الشَّارع تخطبُ وتسبُّ الحكومة والنُّواب الذين هم سبب بلاء البلاد والعباد !!
أمَّا القضية الثانية فكانت لامرأة إحدى يديها مكسورة وتستند إلى عكاز.. قالت: إنَّ زوجها حوَّل غرفة نومها إلى مخزن لأنواع الخمور والسَّكائر؛ لأنَّه يخشى الآن من تحريم السَّكائر بعد الخمور!!.. وحتَّى تكون حصته مجانية من الخمر والسَّكائر بدأ بتخزينها في بيته ليبعها لأصدقائه الأعزاء على قلبِهِ بسعر أعلى!! لكنها رفضت ذلك وكان نصيبها كسر اليد والرِّجل !
ثمَّ صرختا بوجه القاضي، قائلتين: "هي هاي سواية يسويها النُّواب..؟ !!
. احرج القاضي جداً.. بدأ ينصحهن قائلاً: الخمر مُضِرّ بالصِّحَّة ويجب تشجيع أزواجكن على الابتعاد عنه وتركه ..
أجابته إحداهن أنَّه يشرب: "من قهره.. فلا تعيين ولا حياة كريمة .. ولا خدمات".. فشربه الخمر هرباً من قسوة الحياة ..
ردَّ القاضي عليه بالذهاب للجامع، فانبرت الأخرى: "بالجامع يريدون منه تبرعات للأرامل والمطلقات والنَّازحين والمرضى وللعاطلين والمشردين والأيتام.. هو ما عنده يرجع مقهور.. يشرب وينام !!
والحقُّ يقال لقد أحرج القاضي من كلام المشتكيتين.. تغيّر لون وجهه.. تنحنح.. اعتدل في جلسته.. ثمَّ قال: طيب أنتن النسوة المُعَنفَات أخرجن في مظاهرات.. طالبن المنظمات النُّسوية العالميَّة بدعمكن.. أرفعْن شعاراً يحقق الغرض.. اتركْنَ "لا للعنف".. واهتفن: " افسدو.. اسرقو.. انهبو..بس خلوهم يسكرو !!
وفعلاً بعد أيَّام نظمْنَ النُّسوة مظاهرات عارمة تتطالب مجلس النُّواب بالتَّراجع عن قرارِهِ، وهتفن:
.(بكتونا وسكتنا.. طيحتوا حظّنا وسكتنا.. بس العرك حصتنا)