أرض الجزر
يُحكى أنّ مجموعة من الأرانب، ذهبت تبحث عن الجزر، قفزت مسافات طويلة دون أن تعثر على جزر، وفي أحد المرات قال أحد الأرانب وكان رمادي اللون: أنا أعرف الطريق إلى أرض مليئة بالجزر، اتبعوني!
وبعد مسير دام بضعة ساعات عثرت الأرانب على بعض الجزر فهجموا على الجزر كالمجانين وحجبوا الغنيمة عن صديقهم... نظر إليهم باحتقار وقال لهم:
-هذه ليست أرض الجزر!
لم يعطوه بالاً بل أكلوا كل الجزر الذي عثروا عليه، وعندما انتهوا اكتشفوا أنّ كميّة الجزر التي أكلوها كانت قليلة، فعادوا إليه وقالوا له:
-أين أرض الجزر التي أخبرتنا عنها؟
أشار لهم بأن يتبعوه فتبعوه، وبعد مضيّ عدّة ساعات عثروا على بعض الجزر فهجموا عليه كالمجانين، حاول الأرنب الرمادي الاقتراب لكنهم لم يفسحوا له مجالاً، صرخ فيهم:
-هذه ليست أرض الجزر التي أخبرتكم عنها، أنتم فقط تضيعون وقتكم هنا.
لم ينتبهوا لكلامه وتابعوا أكل الجزر إلى أن انتهوا.. لم يشبعوا فنظروا إليه وقالوا له:
-أين أرض الجزر التي أخبرتنا عنها؟
-لقد كنت جائع أنا أيضاً لماذا لم تطعموني من الكمية القليلة التي عثرتم عليها؟ قال وهو يشعر بالأسى لأنانية رفاقه... اتبعوني إلى أرض الجزر!
قفز و قفزت الأرانب خلفه وانطلقوا في الغابة إلى أرض الجزر وعندما طالت المسافة توقفت الأرانب عن القفز وقالت:
-إنّ المسافة طويلة، لن نتابع معك، وسنكتفي بالجزر الذي نعثر عليه في أي مكان!
-عليكم أن تتابعوا معي، فالكميات التي ستعثرون عليها قليلة ولن تكفي، أما الأرض التي آخذكم إليها فهي ستكفيكم شهور عدّة! قال وهو يلهث من كثرة القفز.
ضحكت الأرانب وقالت جميعها:
-أنت لا تشبهنا، فأنت رمادي، وتحب التعب، أما نحن بيض وسود ونحب الراحة، أضف إلى أننا نحصل على ما نريد!
ضحك بسخرية وقال:
-الرمادي هو خليط من أبيض وأسود، ولكنكم تحاولون إبعادي عنكم، أنا ذاهب إلى أرض الجزر وأنتم اكتفوا بالجزرات المتناثرة في كل مكان ، فالأرض الكبيرة لا تناسبكم!
تابع قفزه في حين بقيت الأرانب الأخرى تقفز هنا وهناك وفي كل مرة يجدون بعض الجزرات يتزاحمون عليها حتى أنهم يتقاتلون أحياناً..
مضت الأيام ووصل الأرنب الرمادي إلى أرض الجزر وبقي يأكل فيها لوحده دون أن يزاحمه أحد، وفي المكان الآخر كانت الأرانب تتصارع على بعض الجزرات وعندما لا يعثرون على جزر ينظرون إلى بعضهم البعض ويقولون:
-لقد خاننا الأرنب الرمادي، ذهب لوحده إلى أرض الجزر ولم يأخذنا معه، كل الرماديين أنذال!
وليم عبد الله
التعليقات