هشاشة معرفة المكون بالتاريخ (تهشيم المعنى-استنزاف مقولات الحضارة)
هشاشة معرفة المكون بالتاريخ (تهشيم المعنى-استنزاف مقولات الحضارة)
(قراءة انثروبولوجية)
في خضم اختلاط اوجه التفريق و رواج قراءات المعنى ، وما بعد المعنى المتخذة لصيرورة التحرك المعرفي و الديناميك المجتمعي والبيئي صورة مؤطرة لها في ظل ضياع مركزية المفهوم وتهشيم سلطة السلطة الجاثمة على صدر التلقي لسنوات عدة بفعل طغيان المفردة (التصورية) والمرسلات المبثوثة على مدى التاريخ المعرفي والحضاري والتوثيقي وتلقي ذلك الكم المدون من المدونات المعرفية والجمالية المتخذة للشكل رواجاً لمساماتها التي يتخلل منها الجمال الجوهري المتعشق مع المضمون المطروح على قارعة الآمنا وجروحنا اليومية نحن بني البشر من ندور بدوامة هذا الفلك المثالي والمنصهر بالواقعي الذي ثقب من اذنيه فلم يعد يرى ولا يسمع ولا يقرأ خصوصية المثالي المتهشم بزيف الواقع المتردد من نكوصية فردية وجماعية ، وفي كل هذا الخضم والتطاير والتشظي على مستوى انتاج المعاني وتصدير التنظيرات المعرفية الخاصة بالمعرفة والفنون والآداب وحتى التاريخ والدين والانثروبلوجية والسيكولوجية والسيسولوجية وكل المعارف التي اضحت ترتبط بالحضارات بمفهومها المتعلمن مع حضارة اوربا الغربية الداعية لحضارة آنية منقطعة مع التاريخ ، ذلك التاريخ الذي هزمتهم حروفه بفعل التدوين المرعب للاخر (الاخر :نحن) بكافة توجهاتنا المكوناتية التي ارعبت الحضارة الآنية المتقدمة تقنياً ومعرفياً في المجالات الالكترونية والتقنية والنظامية التي بدأت تنصهر في معيشة الفرد هناك وفي المقابل زادت هوة الانتقام وتصعيد نظرية المؤامرة في ظل استهلاك مقولات الدين لدينا نحن الاخر (نحن) بكافة مقولاتنا النصية والشفوية وبكافة وسائلنا النصية والشفوية بفعل الاسلام السياسي المسيطر على المشهد والرسم لحدود ذلك المشهد والزاج بنفسه عنوة كمتصدر لبروباغندا سياسية تتسق مع المصلحة التي يبحث عنها ممثل (المكونات ) المكونات كافة الداخلة ضمن دوامة ومعمة الاسلام السياسي في منطقة الشرق الاوسط التي ترسم لنفسها نفس خطوط المصالح وفق اساس تشاركية مع الاخر ، الاخر بكافة اتجاهاته المكوناتية واقصد الاخر الممتد عبر القارات المشترك مكوناتيا مع النحن ( انا) المتكلمون في خضم الصراع ام المختلف مكوناتيا مع الهم ( الغرب/العرب/المجاورة /التمذهب/المكوناتية) العامة بكافة اشكالها العرقية والمذهبية ، وبالتالي انزياح مفهوم العلائقية التواصلية بين كل هذه المكونات على اساس بناء قوة المنتمين لتلك المكونات سياسياً؛ رمى بثقل كبير على عملية صناعة التاريخ وجعل هوة واضحة وبون كبير ما بين التاريخ كتاريخ مضى بدونه لا حاضر لنا وبين صناعة التاريخ الآني ( لحظة انتاج تلك المكونات لسياسات معيشة الانسان) في ظل سياسات تصدر الدين منظومة قيمة لمعيشة البشر ، وهو رد صريح على الله من قبل القائمين على تلك المشاريع التي تسيء للإسلام اكثر ما تقدم له المنفعة (الصامتة على الاقل) اذ اعادة انتاج لحظة التاريخ الانية وفق قيمومة الدين على التعاليم البشرية وانتاج مجموعة سلوك زائفة ومترهلة ومنظومة معيشة تكره الانسان بأسلوب حياته هو بخس بحق رسالة الانسان في هذه المعمورة ومغالطة تاريخية كبيرة ترتكبها الجهات التي تصدر الدين منظومة معيشة للانسان مع ايماني المطلق ان الدين كنص ثابت وصل لنا عبر التاريخ هو منظومة معيشة راقية على مستوى التنظير لكن لم تتح الفرصة للمصلحين الحقيقيين لإحالة هذه التنظيرات لمنظومة سلوكية تطبيقية للمعيشة ، لذلك نلتقط لدى شعوب الاخر(الاخر الذي نتضاد معه بمنظومة قيمية كبيرة من المفارقات المكوناتية والعرقية والدينية ) نلتقط مع شعوب الاخر وليس حكوماتهم صفات سلوكية تطبيقية تنحدر من جوهر وطبيعة المنظومة المثالية للنصوص الواصلية لدينا والتي تنظم منظومة العيش البشري لدينا على الاقل ، والتي تنازلنا عليها بفعل أخطاءنا التاريخية المتكررة وبفعل الامراض السيكولوجية التي تعاني منها الشخصية العربية وبالتحديد الشخصية العراقية ، فمن اهم محطات البناء القيمي على اسس مبنية على قيمة العطاء الاسلامي للمنظومة الدينية تكمن في مسألة التصالح مع الذات ، اذ تلعب العوامل النفسية لهذا التصالح دورا تكاملياً في فهم الرسالة والانطلاق منها نحو اسس بناء اعظم تنحدر من الخصوصية البنائية لفكر الانسان وتعامله مع الاخر وصولاً الى بناء مجتمع متحضر قائم على السلام والتسامح والتصالح مع الاخر بكافة مكوناته وانتماءاته العرقية والدينية ، وبالتالي انتاج مجتمع مثالي قائم على الاحترام والبحث عن التعارف ما بين الشعوب والقبائل وترك تقييم التقوى لمنتج النص المقدس المحاسب الوحيد (ألله:جلت قدرته) وليس تنصيب النفس آلهة على الناس ، بغض النظر عن التسليم بأن تلك النفوس / الالهة المزيفة/كانت قد نصبت انفسها قيمة على الانسان في ظل وجود عدم تسامح بين النفس والذات وبالتالي انتاج شخصية مزيفة متناقضة مزدوجة حسب الفهم السيسولوجي ومنافقة حسب الفهم الديني وهو ما يعرض هذه الشخصية والمكونات المنتمية لها والتي تقود بعناوينها الى نفور وتباعد وهوة حقيقية ما بين الجماهير وتلك المكونات ويصل الامر لتنازل تلك الجماهير عن مكونهم في ظل الازمة النفسية التي يعيشها الانسان جراء الحروب والقتل والدمار الذي يخيم على المنطقة ، كل هذا الامر انتج في الما بعد، بعد ان وضعت المقدمات المغلوطة المبنية على اسس شراء الاخر بالكلمات ، ومحاولة غسل الادمغة ، ودخول الممثل للمكوناتية الى عقل الاخر بالملذات الانية ( سيارات/بطانية/مسدس/كارت موبايل) وبالتالي تهشيم مقولة الديمقراطية بأضحوكة كبيرة ونكتة عملاقة تطيح بالمعنى الحقيقي لسلطة الشعب وتنقل السلطة لكارتون زائف على هيئة بشر هذا الزيف الحاكم/ اصبح هو الاخر يمثل زيف مملوء بكارتات الموبايل والبطانيات والسيارات والمسدس،واه على لغة العنف التي لم تبقي لنا فسحة من امل الحوار والمجادلة وتجاوز مقولة اخذ قبول الاخر بالسيف والبندقية وتفشي مقولات السلاح معادل موضوعي للعلم والمعرفة والتي اطاحت بأجيال كبيرة عشعش الفكر العنفوي داخلها ولم تنتج لنا سوى العصبية القبلية التي قتلت روح ومعنى الوجود الانساني،ان هشاشة معرفة الانسان بالتاريخ تكمن ببحثه المستمر عن هذه اللحظة الانية من اللذة كأجداده وعلى عكسهم تماما فهم بنوا لنا حضارة وتاريخ وثقافة عريقة سالفة ، نحن لها دائما ونتحدث بأمجادها على عكس اللحظة الانية الغاضبة والمتشنجة والمتسخة بقذارات الوضع العالمي والاقليمي وبالتالي تؤثر كل تلك الانعكاسات على اللحظة الانية التي ينطلق منها الفرد ومنها الاقتصادية بالتحديد في تقييم علاقته مع التاريخ ، التاريخ كبناء ماضوي والتاريخ كبناء لحظوي يشارك فيه الانسان هذه الهشاشة الفجة و التي لم تنتج لنا سوى قطيعة مع تقادم الازمان بماضوية التاريخ المشرق او حتى السلبي وبالتالي تنتج لنا افرادا لا علاقة لهم في تاريخ مكونهم او بلدهم او هويتهم ، تنتج لنا افرادا بعيدون كل البعد عن قراءة اوضاعهم الحالية بنكوص معرفي للتاريخ ومحاولة استلهام اللحظات المشرقة منه ، وبالتالي نلاحظ اجيالا قادمة تجهل ابجديات تاريخ بلدانها كما يحصل اليوم في العراق حيث نجهل ابسط حوادث تاريخية للعراق الحديث الذي يمتد الى ما لا يقل من 100 عاما ، فكيف بطلبة جامعة او خريجون او اساتذة جامعة لا يعرفون التسلسل الهرمي لبناء العراق الحديث ما بعد الاحتلال العثماني والبريطاني وتعاقب الانظمة الملكية والجمهوري او حتى قبل ذلك كيف بعراقي لا يعرف حضارة اور وسومر وبابل . كل هذا هو منتوجات معرفية لنتاج تربية خجولة في مدارس لا تنتج الا ببغاوات لا تجيد سوى حفظ ما يردد على اسماعها وبالتالي انتاج مادة تاريخ هزيلة لم تقدم سوى خساراتنا المترهلة وتاريخ عفن لا يستحق القراءة على عكس اللحظات المشرقة بتاريخنا والتي اختفت بفعل فاعل!!واستمر هذا الاختفاء وربما ايضا بفعل فاعل او غباء او تجاهل ، سمها ما شئت، انقطاع هذه اللحظة الانية عن تاريخ يمتد لسنوات انتج جيلاً مراهقاً لاهثاً وراء كل صرعات الاخر الذي نصارعه كثيران هائجة،(الغرب وعولمته العوراء) الذي كسب شبابنا اكثر ما فعل تاريخنا وحضارتنا بكافة اشكالها ، هذا ما جعل المعنى الجوهري لهذا الامتداد الحضاري والتراثي للعراق يضيع في حضرة الجهل به وفي حضرة اهماله وبالتالي تم استنزاف كامل المنظومة القيمية لحضارتنا المغيبة والتي لم نرى صرخات احفادها ورعاتها بعد ان انهارت هذه الحضارة بفعل السرقات اليومية لتراثتنا ومحاولة تهشيمه وتمزيقه وتوزيعه على متاحف اوربا او وضعه بصندوق طماطم بلاستيك!! ان محاولتنا اللاهثة وراء ضم الاهوار الى التراث العالمي يجب ان تكلل بدراسة موضوعية علمية وتساؤول منطقي ، ماذا بعد؟ هذه التساؤل هو من يخلق وينتج حفاظ تام على حضارتنا وثقافتنا وتراثنا اما الارتجالية لا تنتج سوى فوضى وضياع وانهيار للهوية وتفكك للمكونات البانية لهذه الحضارة التي بدء الخطر يحدق بها في ظل عفونة افكار تدعو لإقامة دولة مكونات تضيع معها هوية العراق الجريح عراق الحضارة والثقافة وبالتالي قيام التناحر الحقيقي (ألكلامي) ما بين تلك المكونات التي ستدحر وتنحر بعضها على مستوى التنظير و ردود الفعل وبالتالي سحق حضارة بنيت منذ الاف السنين وضياع هوية لمنتج تاريخي عريق هو العراق كان ولازال حاضنا لكل المكونات التي تتعايش في ظله اجتماعياً بينما قواد هذا البلد يرغبون بفدرلة هذه المكونات وتقسيمها لدويلات صغيرة متناحرة وهو ما يعني ضياع العراق وقراءة الفاتحة عليه بحزن كبير.

نور كريم الطائي
التعليقات
الاسم: |
نور كريم الطائي |
التاريخ: |
2016-08-12 10:49:01 |
|
رياض الشمري تحية لك شكرا لمرورك و رأيك ممتنة لحضرتك 🌹🌹🌹🌹 |
|
الاسم: |
نور كريم الطائي |
التاريخ: |
2016-08-12 10:47:12 |
|
مرحبا دكتور هاشم عبود الموسوي
ممتنة لحروفك و رأيك الذي يزيدني يقين ان لي مكان بين الق وجود مثقفي و كتاب مركز النور تحياتي لحضرتك 🌹🌹🌹 |
|
الاسم: |
رياض الشمري |
التاريخ: |
2016-08-11 06:59:17 |
|
الأستاذة الفاضلة نور كريم الطائي مع التحية .لك كل التقدير والأعتزاز على جهدك الرائع هذا فأنت في هذه المقالة في قمة الأبداع وما دامت مقالتك هذه قد جمعت قامتين كبيرتين في الكتابة وهما أنت أستاذتي المبدعة نور والدكتور المبدع هاشم عبود الموسوي فلا مجال لتعليقي هنا بل أستزيد منكما خبرة يشرفني ان أتعلمها منكما انتما الأثنان فدمتما معا للعطاء الدائم . مع كل احترامي |
|
|
أحسنت .. أحسنت يا نور .. فقد تناولتي موضوعا غاية في الأهمية .. ليتك تعيدي نشره في مواقع أخرى أيضا .. من أجمل تعميم قراءته >> وهو يصلح لأن يكون محورا لندوة ( على سبيل المثال يمكن أن تقام في أماسي إحدى أيام الجمع على حائق الفراهيدي بالبصرة ) .. يرجى مراسلتي إن كنت متفقة على ذلك مرة أخرى أحسنت ولك كل الشكر .
|
|