السَّماءُ فراغ ٌأسوَدُ
شرنقتي الأرضُ..
أنا الطَّائُر
الذي توحـّشَ عليه الكونُ ،
كيفَ سأصبحُ قطعة ًمن الَّليلِ
لأرسمَ الشارعَ
لأكونَ الكوكبَ، الجدارَ،
المراكبَ،
لسعة البردِ على الطُّيور
ورائحة الرَّجفة الأولى للوليد؟
إلى أيةِ نافذةِ سأركنُ
وأكتبُ عن البيتِ المهجور
البيتُ الذي غادرهُ الجدارُ
ومكثَ السَّقفُ بعيداً
كمتفرجٍ غريب.
إلى أيَّةِ مدينةٍ سأدخلُ
أيُّ بابٍ يستوعبُ
طائراً توحَّشَ عليه الكونُ؟
مَن الذي أوصدَهُ عليّ
وقتلَ روحَ الأشياء؟
الأشياءُ الآن قرينٌ
فكيفَ أكونُ أنا
وقريني( الشَّيء)؟
أهذهِ العلبةُ الفارغةُ لي
علبة بلا حنجرة أو لسان
الشَّيءُ يسطو على دموعي،
على مخاوفي وسكينتي
كي لا أشعر بأنِّي كائنٌ حيّ.
ذاتَ لحظةٍ،
كنتُ النَّبيذَ المعتَّق للقصيد
وكلماتي تركضُ حافية ً
تلهثُ بالجَّمر
لتكونَ الشَّامخة.
سجايا الخضرةِ أنا
والنهرُ،
أمُّي السَّماء
حين انجبتْ الشُّموسَ
اختارتْ أن يُشبهنني
تُشبهُني العواصمُ المليئة بالحفاة
بالعرايا،،
بالمرايا،
وبي..
هل عليَّ أن أقتلَ الشَّيءَ؟
هو الوحيدُ الَّذي لا يُشبهني.
وفاء عبد الرزاق
التعليقات
|
قصيدة رائعة بموضوعها وصورها وموسيقاها .. كلماتها اشبه ما تكون بقطرات مطر معلقة بين السماء والارض ترفض ان ينتهي بها المطاف الى نهر لايحمل نقاءها.. شكرا للشاعرة وفاء عبد الرزاق.
|
|