جاءوا فهاجرنا
أقسم بأني
هجرت أرضي لأني_
من جنون الحرب_
أستريح
لانواح ولاعويل
لابكاء على قوافل
الراحلين
أهرب من النهارات_
الكئيبة
والهواء الملوث بأنفاس_
الفاسدين
أحلق في سماء الحرية_
مع الطيبين
أطير بجناحي ملائكة_
الى المساكن الخالية_
من القبور
أنام بأسترخاء_
أستيقظ مع الذين في أفواهم_
أغصان الزيتون
:
شواهد تشهد_
بأن أحلامي نهبت_
وحريتي أعتقلت
الشرفات أثقلتها_
الرايات السود_
وأحجبتها
وأعلام الزيف_
وصور غليظي الوجوه_
شوهتها
صممت أن أكون مهاجرآ_
لأعلق الزهور على شرفتي_
وأتحرك براحتي
لأستعيد أنسانيتي المفقودة_
أهرب من هاويات المقاصل
أنقذ آخر رمق لهامتي_
من سيرك وسط الجحيم
:
كل سنين عمري_
حملت أثقالا من حجر الهموم
وأمتلأ رأسي بالكوابيس_
تنثر في تلافيف عقلي الرعب
تعودت على الخافتات من الكلام_
أسمعهم يرددون أغلق الباب_
الرياح الهوجاء لاترحم
سفننا لاتوصل الى الشاطئ_
جاءوا بالذباحين
:
جاءوا حفاة_
من ثقوب المزابل_
على عجلات الغزاة_
يدوسون على الزهرات_
النظيفات
يصرخون_
كونوا عبيد_
تلفلفوا بالسواد
فتحوا للفتنة طريقآ_
شق جموع الأحرار
عابثون_
رجال عابثون
يحفرون في شعاب القلوب_
لينزف الألم
هواء المدينة تلوث بأنفاسهم_
أختنقت الطيور_
هاجرت
لم تر الشمس عبادها_
شدت رحالها
ومن شواظي حرائقهم_
ذابت الفتية كالشمع_
تسطحوا على الذاكرة
:
لم تكن مصادفة قدومهم_
جاءوا من رصاص ونار_
دخلوا ضلوع الشيطان
تقاطرت طعناتهم_
ومن هولها جفلت_
الأمم
:
كف السطوة حملهم_
رعاهم وكبرهم
أسنان الذئب حط على_
أسنانهم
والحرائر جفلت_
من وقع أقدامهم
أفق هناك_
ثارت ثائرتها_
فتحت صفحات الدفاتر_
فكتموا أنفاسهم!!
أقلام سطرت ظل الكوابيس_
في عصرهم
أنتظرت مع المنتظرين_
صهر أصلابهم_
فطال الأنتظار_
وثقلت الأحجار
فأقسمت أن_
أرافق الطيور_
في هجرتهم
أفتش عن أرض وغرباء_
يحتضنون كل ما أملك_
من أمنيات على أرضهم
أشم عبير الحياة_
حين تنطلق كركراتهم
مافقدته في أرضي_
وجدتها في أرضهم
08/04/2016
فضيلة مرتضى
التعليقات