بقعة ضـوء مسرحية للأطفال
الشخصيات
•1- بقعة ضوء
•2- الولد
•3- الشجرة
•4- الغيمة
•5- الرياح
المكان
( سرير في عمق المسرح فوقه فتى يرتعد خوفا، نشاهد ونسمع صوت رعد وبرق عبر نافذة الغرفة، يتصاعد تدريجيا عبر خلال عامل التكرار ، يثير حالة من الرعب. تبدأ حركة لشهب من خلف النافذة، يزداد الفتى خوفا وارتجافا ، تقترب بقعة ضوء أشبه بنيزك تخترق النافذة الزجاجية فتنكسر ، يتشظى زجاجها على الأرض، تتحرك البقعة الضوئية في إرجاء المسرح/الغرفة، نسمع اصطكاك أسنان الفتى، تبدأ البقعة الضوئية بالدوران، تمر على الكراسي، والطاولة، لتستقر اخيرا على وجه الفتى للحظات، لتكون أشبه بالشعاع الكهربائي، محدثة صدمة كهربائية للفتى، يسقط بفعل الصدمة ، فجأة تتغير الحالة ، تنفجر ضحكات وتتعالى بشكل تدريجي من كل جوانب المسرح ، كأن ما يحدث مجرد مزحة بليدة )
بقعة الضوء : انهض يا فتى ولا تغطي رأسك، فليس هناك داع للخوف، هيا انهض ، انهض
( تكون حركة الفتى تصبح ديناميكية منقاداً إلى بقعة الضوء التي تستقر
على احد الكراسي حتى تختفي تدريجيا)
بقعة الضوء : ( يتنقل الصوت عبر جهات المسرح على التوالي ) انهض يا فتى واترك الخوف
جانبا.
الولد : ( مرتعدا ) من أنت , ماذا تريد .. هيا اذهب واتركني بحالي، ماذا تريد من
بالضبط
بقعة الضوء : ( من يسار المسرح ) لا شيء ، ليس مهماً من أكون ، المهم ان تكف عن
خوفك غير المجدي
الولد : عن ماذا تتحدث ..؟
بقعة ضوء : عن الذي يجعلك ترتعش خوفا الى درجة اصطكاك اسنانك
الولد : أتعلم ما يحدث لي بالضبط ؟
بقعة الضوء : بالتأكيد، ولهذا أنا هنا .؟
الولد : انت هنا، لكن أين، انا لا اراك ولا اسمع سوى اصواتهم التي تزرع الخوف
في اوصالي..!!
بقعة الضوء : انا هنا , وهناك , وفي كل مكان, ألا تراني الآن
الولد : ( الفتى يرفع رأسه قليلا عن الفراش يبدا البحث ) لا .. لا أراك
بقعة ضوء : ( ضاحكة ) بكل تأكيد لن تراني , ولكن ذلك ليس مهماً ، المهم أن تجد حلاً
لما أنت فيه .
الولد : ( باحثاً عن مصدر الصوت ) ما هو الحل برأيك أيها الصوت المخيف
بقعة الضوء : ( من عمق المسرح ) هل أخفتك
الولد : جدا
بقعة الضوء : ( يتغير اتجاه الصوت ) لكن أنا هنا ليس لأخافتك
الولد : لماذا أنت هنا إذن
بقعة الضوء : لمساعدتك
الولد : كيف وإن كل ما تفعله يزيد خوفي ورعبي ، كل شيء من حولي يكاد أن
يكون ضدي
بقعة الضوء : ( يتغير اتجاه الصوت ) لا تبالغ كثيرا ..
الولد : ( يذهب في اتجاه الصوت ) أنا
بقعة الضوء : نعم أنت، ثم إلى متى تبقى ملتصقا بالحائط هكذا، هيا انهض من مكانك ولا
تستسلم للكسل.
الولد : نعم، لا بد لي من الحركة، إن جسمي يكاد أن يشل من كثرة النوم (ينظر من
حوله بتوجس، محاولا ان يثير حوارا بينه وبين مصدر الضوء والصوت) ،أسمع ..!؟
بقعة الضوء : نعم
الولد : إلا ترى مثلي ان الأرض قد تشققت من كثرة العطش، وإن البذور أكلتها
العصافير
بقعة الضوء : لا لم ارّ شيئا من هذا القبيل، ومع ذلك إن لم تفعل شيئا لنفسك، وتتخلص
من عادة النوم الكثير ستموت جوعاً، وسيقضي عليك الكسل، ولن يبقى
لديك حفنة طحين
الولد : لقد فعلت ما بوسي .؟
بقعة الضوء : أتعتقد ذلك ؟
الولد : نعم ، لقد ذهبت إلى ارضي فوجدتها عطشى ، حفرت الأرض وندبت حظي
العاثر ، وبكيت، وضحكت ونفشت شعر رأسي ، وصرت كالمجنون، حتى
وصل بي الحال ان توسلت حتى المطر، نعم، توسلته قلت له : يا مطر ، يا
مطر ، يا مطر، أين أنت ايها المطر، لقد طال غيابك علينا يا مطر، لم نعد
نراك مثلما كنت من قبل ، الأرض عطشى يا مطر، تعال ، أرجوك تعال
واسقِ الحقول ، قبل أن تموت البذور، وتصبح الأرض مأوى للغربان
بقعة الضوء : ماذا حدث بعد ان تحدثت إلى المطر، هل استجاب الى توسلاتك ؟
الولد : للأسف لا ، ولكن قالت لي احدى الاشجار
بقعة الضوء : ماذا قالت ؟
الولد : قالت وهي تشكو وتبكي
الشجرة : أيها الفتى، انقذنا ارجوك، سوف نموت من العطش
الولد : قلت لها : لماذا لا تشربين الماء مثل اخواتك من الأشجار الاخرى فصرخت
وبكت ولطمت على صدرها ناحية، وهي تردد
الشجرة : كيف لي أن اشرب الماء وارتوي والأرض جافة، ( تردد المقطع مرتين وهي
في حالة لطم على الطريقة الحسينية ) كيف لي أن اشرب الماء وارتوي
والأرض جافة
الولد : فصرت ابكي معها وألطم وأقول : والحل يا عزيزتي، لقد مزقتي قلبي ببكائك.
الشجرة : آه .. لا حل لي سوى المطر، والمطر لا يستجيب
الولد : نعم، وإن لم يسقط المطر، ستموت ، ستبور الأرض، وستموت البذور
الشجرة : هذا إن لم تكن قد ماتت الأرض وفات الأوان
الولد : آه، يا لهي، سيقتلني الجوع، ويقتل الأرض العطش (وهو بلطم صدره،
وفجأة يتوقف قائلا ) وما العمل، ماذا أفعل ؟
الشجرة : لا بد من الحصول على المطر بأي طريقة، فمن دون الماء كلنا
سنموت
الولد : كيف لي ان احصل عليه، لقد توسلت به عدة مرات ، وتضرعت إليه ، لكن
بلا فائدة، ماذا افعل ، ارشديني أيتها الشجرة لأن مصيبتنا واحدة ؟
الشجرة : لم يبق امامك إلا ان تخاطب الغيم ، أو تأتي بماء النهر إلى أرضك .
الولد : ( مع نفسه ) آتي بماء النهر إلى أرضي ,أو اخطب الغيم , افكار غير معقولة
لكن سآخذها على محمل الجد ، وخاصة فكرة مخاطبة الغيم، لان فكرة شق
الأرض وجلب ماء النهر الى الارض شاقة، وتحتاج الى جهود كبيرة، نعم ،
سأحاول مع فكرة، مخاطبة الغيوم كي اجعلها تمطر, (ينادى على الغيمة) هَي
أيتها الغيمة، أنت يا من هناك، ارحميني وارحمي أرضي التي قتلها الجفاف
وبذورها العطشى، ايتها الغيمة ...
الغيمة : ( متثائبة ) من ينادي علي في مثل هذه الساعة؟
الولد : ايتها الغيمة ... أيتها الغيمة ...
الغيمة : نعم، ماذا تريد
الولد : أنا لا اريد شيئا ايتها الغيمة العزيزة، وإنما أرضي التي تموت عطشا وقهرا،
هي التي تريد أرجوك ان تمطري وتسقي تربتها التي يبست وتشققت
الغيمة : ( بتعجب ) اسقي أرضك ؟
الولد : نعم يا عزيزتي ، ارجوكِ تعالي فوقها، وكوني لها ظلاً
الغيمة : وماذا تريد من ظلي ؟
الولد : أنا لا احتاج الى ظلك , إنما , هَي .. ، تحتاج الى امطارك
الغزيرة، كي تهطل عليها لكي تستحم بمائك العذب، وتمشط شعرها، ترتوي
من قطراتك العذبة
الغيمة : لكن هذا الأمر، لا يمكن ان يحدث
الولد : لماذا ..؟
الغيمة : لان الأمطار لا تسقط بإرادتي
الولد : أرادة من أذن ..؟
الغيمة : أراك تجهل كل شيء
الولد : ربما، ولكنني فلاح خبير
الغيمة : ( باستهزاء ) هذا واضح جيداً ..؟
الولد : هل تسخرين مني ؟
الغيمة : ولماذا اسخر منك , وما علاقتي بك أصلا ؟
الولد : علاقتك بي تكمن في قطرات المطر التي عليك أن تسقي بها ارضي، كي
تعيش، وتتنفس، وتنمو
الغيمة : لكن الآن ليس موسم سقوط المطر يا خبير
الولد : كيف ذلك ..؟ وأنتِ غيمة
الغيمة : صحيح , ولكن أنا لا أمطر حتى يحين الوقت, إن لي موسماً، مثلما أن قراري
ليس بيدي دائماً
الولد : اعلم أن الامطار غالبا ما تسقط في فصل الشتاء، ولكن هناك دائما استثناء
والاستثناء يؤكد القاعدة ،لاسيما ان ارضى عطشى ، وبذورها على وشك
تموت، حاولي ان تفعلي شيئا من اجلها ارجوك
الغيمة : ( بانزعاج ) إنك لحوح ولجوج ، وبطيء الفهم أيضا
الولد : أنا ..!!
الغيمة : نعم أنت , ( بلامبالاة ) قلت لك أن الأمر ليس بيدي
الولد : بيد من إذن
الغيمة : بيد الرياح هي من تدفعني وتجعلني اقف حيث تشاء
الولد : قفي حيث ما تشتهي الرياح , ولكن المهم أن تمطري على ارضي
الغيمة : ( كأنها نائمة ) هذا الأمر عائد لاتجاه الرياح التي وحدها تقرر
وتحدد مصيري ومصير أمطاري
الولد : ( بغضب ) هي، أنت أيتها الرياح، ألا ترين ماذا يحصل لأرضي وبذوري،
الرياح : ماذا يحصل ؟ ولماذا أنت غاضب
الولد : كيف لا اغضب وبذوري تموت وأرضي تتيبس
الرياح : وما شأني بذلك
الولد : أنتِ من يريدها أن تموت
الرياح : كيف ذلك، وأنا التي خففت من شدة اندفاعي وقوتي، عندما رأيتك تنثر
بذورك
الولد : ماذا فعلتِ ..؟
الرياح : حين بدأت بنثر البذور، حاولت أن اجعل رياحي هادئة، وتسير مثل
نسمة رقيقة على بذورك حتى لا تتطاير مع شدتي وقوتي
الولد : ( بلا مبالاة ) شكرا لكِ على ما فعلتِ ، ولكنها الآن بحاجة للمطر
الرياح : يبدو أنك قد أخطأت في العنوان، ما علاقتي أنا الرياح بالمطر
الولد : الغيمة تقول انكِ من يُسيَر امطارها
الرياح : ( ضاحكة ) يا صديقي الأمر ليس بهذه السهولة
الولد : كيف ..؟
الرياح : هذه طبيعة الحياة فكل شيء له اختصاصه
الولد : اختصاصه ..؟
الرياح : نعم , فالمطر لا يسقط كلما احتاجه الإنسان، وعليه أن يعرف متى يزرع،
ومتى ينثر البذور، ومتى يسقط المطر، ومتى تزداد حرارة الشمس،
وقوة الرياح .. وكل مكونات الطبيعة
الولد : اوووو , لا تصعبي الامر علي كثيرا , هل تأمرين الغيمة بالمطر أم لا ؟
الرياح : يا صديقي , إن تساقط المطر ليس بأمري ولا بأمرها، المطر سيسقط عندما
يصبح حمل الغيمة ثقيلاً، وظروف الطبيعة والمناخ مناسبين كي تجبرانها
على المطر
الولد : ( منزعج ) إن لا خير يرجى منكما، وداعا
الرياح : وداعا، وبدلا من ان تحنق عليك تعلم الدرس جيدا
الولد : (يعود لمنزله ) ماذا افعل وكيف أتصرف الآن .؟ سأحفر ممرا من
النهر إلى ارضي، ولكن هذا سيستغرق وقتا, وإذا حفرت بئرا سيحتاج الامر
وقتا طويلا أيضا، ( يتحدث مع بقعة الضوء ) وفي اللحظة التي كنت فيها افكر
بجميع هذه الحلول، سمعت صوتك الذي جعلني ارتعش من الخوف.
بقعة الضوء : وهل تعتقد أن ما قمت به صحيحا ؟
الولد : ولم لا يكون صحيح ؟
بقعة الضوء : هل تعتقد أن من السهولة الحديث إلى الشجر، والغيم، والرياح ؟
الولد : وهل يحتاج الأمر أن أكون شخصا آخراً..؟
بقعة الضوء : بالطبع، أن تكون شاعرا مثلا أو ساحرا, فلا احد يستطيع الحديث إلى
عناصر الطبيعة بسهولة .
الولد : لماذا ؟
بقعة الضوء : أولا، لأنها ليست كائنات بشرية، وثانيا، لأننا نحتاج من أجل مخاطبتها
إلى قوة فكرية وشعرية ثاقبة
الولد : لكني تحدثت معهم
بقعة الضوء : تحدثت مع من ؟
الولد : الجميع !
بقعة الضوء : يبدو انك بليدٌ حقا .
الولد : أنكِ لا تصدقيني .
بقعة الضوء : كيف لا اصدق من تحدث مع الرياح، وخاطب الماء، وصاحب الشجر
وصادق الغيوم !
الولد : اقسم لك بأني تحدثت معهم .
بقعة الضوء : لا داعي للقسم
الولد : مثلما لا داعي للحديث معك، ثم من أنت ؟
بقعة الضوء : وما ينفعك معرفة من أنا.
الولد : لقد بدأت اشك في وجودك، وإنك مجرد سراب
بقعة الضوء : ألا تشعر بوجودي حقا ؟
الولد : لم لا تكشفي عن نفسكِ من دون لف او دوران ؟
بقعة الضوء : حسنا، إذن لنعقد اتفاقا .
الولد : ما هو؟
بقعة الضوء : لقد قلت منذ قليل أنك استطعت الحديث مع الغيوم والشجر والرياح .
الولد : وهذا ما حصل فعلاً ؟
بقعة الضوء : هل أنت متأكد من أنك تحدثت إليهم وشعرت بوجودهم مثلما شعروا
بوجودك ؟
الولد : نعم.
بقعة الضوء : كيف شعرت بهم، ولم تشعر بوجودي..؟
الولد : هه .. حيرتيني معك، قولي من أنت وماذا تريدين ؟
بقعة الضوء : ليس مهما من أنا، وماذا اريد، بل من أنت ..؟
الولد : لم اعد افهم شيئا
بقعة الضوء : ( تضحك ) لنتكلم بوضوح أكثر
الولد : تكلمي، ها انذا اسمع
بقعة الضوء : أنت ما زلت صغيرا،
الولد : نعم، أنا هذا صحيح، مازلت صغيرا
بقعة الضوء : وتخاف كثيرا
الولد : لا لا .. أخـــــــاف ، ( يقول كلمة لا اخاف متلعثماً ) إنا
قوي جدا انظري إلى عضلاتي ، وأستطيع إن افعل أي شيء
بقعة الضوء : ( ساخرة ) أي شيء ..؟ هه هه هه ومع ذلك لم تستطع ان تفعل شيئا
لنفسك
الولد : استطيع أن افعل أشياء كثيرة.
بقعة الضوء : وماذا يمنع صاحب العضلات القوية المفتولة
الولد : يمنعه ، ألـ ... ألــ
بقعة الضوء : الكسل، والعجز، والكذب.
الولد : ( بغضب ) أنا لست مثلما تقولي ، ولكن وبكل بساطة ، هناك من دخل إلى
بيتي، دون أذن مني وحطم نافذة غرفتي، وإن لم تصدقيني، انظري بنفسك
الى منظر الزجاج المحطم على الأرض ، وكل هذا قد زرع الرعب
والخوف في داخلي، لا سيما ان الخوف امر طبيعي
بقعة الضوء : زرع الرعب والخوف في نفسك، جميل ما تقول ، حسنا لو افترضنا ما
تقوله صحيحا، فلماذا لا تقوم بتنظيف ما تحطم من بيتك، وتُريني ما إنكسر
من زجاج
الولد : لماذا تصرُ على عدم تصديقي ؟
بقعة الضوء : أتخاف أن تنهض من فراشك إلى هذه الدرجة ؟
الولد : ( يتحرك من مكانه ) لا، أبدا، يبدو انك أعمياء لا ترى شيئا.
بقعة الضوء : خذ معك المكنسة ونظف جيدا
الولد : ( ينهض من فراشه وينظر الى الارض ) ولكن، أين ذهبت شظايا
الزجاج ؟ هل قمتِ بتنظيف المكان عوضا عني ؟
بقعة الضوء : ( ساخرة ) ربما أصدقاءك فعلوا ذلك عوضاً عنك .
الولد : أي أصدقاء ..؟ من هم اصدقائي ؟
بقعة ضوء : ( ساخرة ) الاشجار والغيوم والمطر، لقد قامت الأشجار بتنظيف المكان من
الاوساخ، والرياح حملتها بعيدا , والمطر غسل الارض وعطرها
الولد : انكِ ، تسخرَ مني، أرجوكِ أن تساعدني فأنا حائر حقا.
بقعة الضوء : سأساعدك ولكن، بشرط
الولد : قولي أنا موافق مقدما
بقعة الضوء: تتخلى عن كل إدعاتك ومزاعمك
الولد : ولكنها حقيقة
بقعة الضوء : إذن افتح النافذة وتحدث للجميع ثانية، جرب لن تخسر شيئا وربما يسمعون
كلامك
الولد : وهل أخاف منكِ ( يتجه صوب النافذة يفتحها ، نرى الأشجار مخضرة والغيوم
تلوح في السماء، ونسمع زقزقة العصافير ،الفتى متفاجئا ) انظري ! متى حدث
كل هذا التغير، انظري لم تعد الأشجار يابسة عطشى , وكذلك الأرض لم تعد
جافة !
بقعة الضوء : أمستغرب لمنظر الطبيعة.؟
الولد : نعم، أنا مستغرب
بقعة الضوء : هذا يعني أنك كنت اما واهما او كذاباً .
الولد : أرجوك صدقني أنا ..أنا
بقعة الضوء : أنت واهم
الولد : واهم!
بقعة الضوء : نعم ، وكسول جدا، وكثير الشكوى، وتعيش في وهم كبير، بسبب عزلتك عن
الناس، بحيث أنك بدأت تتخيل أشياء كثيرة لا وجود لها، وكل هذا من أجل
أن لا تعمل
الولد : أنا لست سيئا إلى هذه الدرجة.
بقعة الضوء : هذه هي الحقيقة ، أنت كسول ، وعاجز، واوهمت نفسك أن هناك مشكلة
كبيرة، واعتقدت إنك تحدث مع الرياح والشجر والماء والسحاب , أنت في
الحقيقة، تريد أن يضع احد الطعام في فمك دون أن تتعب نفسك , وهذا لا
يمكن أن يتحقق ما لم تبذل جهدا
الولد : أيعقل ما تقول ( نسمع صوت رعد ونلاحظ برقاً في السماء من
خلال النافذة وتبدأ قطرات مطر تتساقط )
بقعة الضوء : سقوط المطر يؤكد كلامي، والمشكلة هو أنت
الولد : يعني أنا سبب كل ما وقع لي من مشاكل ؟
بقعة الضوء : نعم، ومن المفرح انك أدركت ذلك ( يزداد سقوط المطر يتحرك الفتى صوب
النافذة يمد يديه يجمع بعض قطرات من المطر )
الولد : انظري إلى يدي الممتلئتين بقطرات المطر، أنا لا أحلم
بقعة الضوء : عليك من الآن صاعدا أن تعتني بأرضك، وتفتح صفحة جديدة في حياتك ،
واترك الماضي خلفك، فالمستقبل يحتاج إلى أذرع قوية، وليس إلى احلام
يقظة، كن نشيطا وابدأ من جديد.
الولد : وهو كذلك
بقعة الضوء : وداعا
الولد : وداعا ! ولكن لم تقولي لي من أنتِ ؟
بقعة الضوء : أنا صوتك الذي أصغيت له مؤخرا.
انتهت المسرحية
عمار سيف
التعليقات
الاسم: |
نعمة |
التاريخ: |
2016-10-16 19:30:28 |
|
بس المسرحية جميلة
|
|
الاسم: |
نعمة |
التاريخ: |
2016-10-16 19:29:08 |
|
مسرحية حلوة بس طويلة عايزة مسرحية صغيرة اكتبها
|
|