رواقُ الحسين
وراءكَ مهما يطولُ العذاب ُ ،
مهما تغلُّ الأماني صعاب ُ
مهما يهدُّ الطريق َ الغبار ُ
ويعتقلِ الحُلْمَ نابٌ وناب ُ
وراءكَ للمرتجى ، عاليا ً ،عالياً
نحو ذاك الرواق ِ الذهاب ُ
رواقِ الملايينِ أنْ تستريح َ ،
أنْ لا يهينَ الحياة َ استلاب ُ
أنْ يفرحَ الخَفْق ُ ، لا مُسْتَغَلٌّ
مُهان ٌ ولا مُسْتَغِل ٌ مُعاب ُ
لا ذاك َ من رهط ِ برلين َ، لا آخر ٌ
من يمان ٍ، هي الأرض ُ زاب ُ ،
الأرض نيلٌ وفولغا ، فرات ٌ
ودجلة ُ، الأرض ُهذا العُباب ُ
وتمخرُ فيه سفينتُنا ، دينُنا
الحبُّ أيّان ترسو الركاب ُ
وذلك قلبُك َ ثرَّا ً ، لذا
قتلوك ، وهزَّ الزمانَ المصاب ُ
وما قتلوك َ، أتقتلُ شمسٌ
لآلؤها تنجلي إذْ تُذاب ُ
سلاسلُها شغف ٌ وامتداد ٌ ،،
مآزرُها وهي تهفو رحاب ُ
وما جرّدوك َ السّماحة َ والحقَّ
والعدل ، ما غيَّبوكَ وغابوا
سلام ٌعلى الطفِّ ، طفِّك َ معجزة ٌ
إنْ تفسَّرَ يعيا الجواب ُ
سلامٌ على الصرخةِ الفذَّة ِ،
الثرَّةِ : الموت ُ لا الذلُّ ، هيّا حراب ُ
ما قيمة ُ العمر ِأنْ يُسْتضام َ
وتُدحرَ فيه المعاني الخِلاب ُ
إذا كان هذا يكون ُ أيُرْوى
بأنّا على الأرضِ جُبنا وجابوا
يعزُّ على الحُرِّ عسفٌ فكيف َ
لمثلك َ والعزُّ فيك انتساب ُ..؟!
......
......
......
سلام ٌ على آلك ِ الأكرمين َ ،
على الأصدقاء ِ ، كُماة ٌ نُجاب ُ
أبوا غيرَ ما أنتَ فيه ، وذاك
الوفاءُ ، كلا الحالتانِ اصطحاب ُ
وتلك هي القيمُ الشامخاتُ
وفي زمن ٍعزَّ فيه الصحاب ُ
وكم دخل الموت َ من لو أراد َ
تولّى وهبَّ إليه الطِّراب ُ
آمنتُ بالفكرِ منهُ التوابعُ :
إمّا الحضيضُ وإمّا الشّهاب ُ
......
......
......
سلام ٌ على سيفك َ العبقري ِّ
شموخا ًعلا وتهاوتْ رقاب ُ
سلامٌ على ظمأ ٍ رحت َ
تكبحُه ُ وتسلّلَ فيه الرضاب ُ
فيا لك َمن ماجدٍ ثائرٍ ، ألمعي ٍّ
وبينك والموت ِ قاب ُ
أفي زلزل ِ الحَتْف تهرب منك
الشكاة ُويحجمُ عنك العتاب ُ
لو الطودُ كان لخَر َّ طويلا
ونازعه دون وعي ٍ إضطراب ُ
وما اضطربَ الخطْو ُ فيك َ، سلامٌ
على الدّم ِ ما جفَّ فيه المَلاب ُ
وسال جميلا ً، جميلا ، على
الأرض ِ سال وسال وأنَّ التراب ُ
حمامُ البريِّة أنَّ ، عرار ُ
الفرات ِ، العصافيرُ ، حتى السّرابُ
سوى الأرضُ مالت إليه ،ومالَ
وأبرقَ نجمٌ ، وأبرقَ باب ُ
......
......
......
سلام ٌ أبا المجد ِ جئتك َ أشكو
وبي كمد ٌ، بي أسى ً واغتراب ُ
في كلِّ يوم ٍ لنا كربلاء ُ ،
وطفّك َ ما حادَ عنه العذاب ُ
عاد الخوارج ُ والزُعْنُفات ُ،
عادوا ، وعاد َ الرّدى والرُهاب ُ
فبالنور ِ بين يديك َ أغثنا ،
بوجهك َ وهو الجليل ُ المُهاب ُ
أغثنا ، سِبَايْكر ُ تدعوك َ ، ها هي
تصرخ ُ: أين الرعيل ُ الشّباب ُ
أين العيون ُ التي طالما حَلَمُتْ
أنْ يهزَّ العراء َ السّحاب ُ
أغثنا ، فَلُوجُة ٌ تدعوك َ، الموصل ُ
الحَدَباءُ ، وتلك َ القِباب ُ ،
الإيزْدِيُون َ يواقيت ُ سنجار َ
شعب ٌأبيد َ، وسُبْيَتْ شُواب ُ
وهنَّ إذا عُرف َ الإنتماء ُ
مصاب ُ العراقيِّ ، جَلَّ المُصاب ُ
وتدعوك هذي الطيور ُ الشّريدة ُ
هذي البيادر ُ، هذي الشّعاب ُ
هذي الشغيلة ُ والبؤساء ُ ،
هذي الجموع ِ من القهر ِ شابُوا ،
آه ٍ على حسرات ِ الضفاف ِ ،
على موجِها ، حاد َعنه ُ الضباب ُ
على طفل جاري َ آه ٍ ، يكد ُّ ،
أتشقى الطفولة ُ ؟ عار ٌ وعاب ُ
حشود َ البطالة ِ والفقر ِ آه ٍ
همود َ المعامل ِ ، آه ٍ حجاب ُ
آه ٍ على الطُرق ِ الظامئات ِ ِ ،
على الغيظ ِ في الماءِ ، آه ٍ شعاب ُ
آه ٍ عراق ُ وتمشي ونمشي
ويحملنا شغف ٌ لا يُجاب ُ
آه ٍ على نكدِ الدّهر ِ حين تولُّوا ،
وحين ادّعوا أنَّ منك َ الطِّلاب ُ
وما عرفوك َ أيا سيّدي ، يا
حسين ، قناعٌ ارتدوه ُ ، وخابوا
وعقّوا ، نسوا عمقَ كلِّ الشعارات ِ ،
كلَّ الطقوسِ ، المواثيق سابُوا ،
نسوا الموجعاتِ أمام َ المنافي ِ ،
وكانوا يهشّون َ إنْ هشَّ طاب ُ
نسوا ،بدلَ القيظ ِ يقتلعوه ،
الندى يرفعوه ُ، عن ِ اللصّ نابوا ،
سواعدنا سرقوا ، ضمّة الورد ِ
والقمح ِ ، منهم ُ فرَّ الرباب ُ
فوا غضبتاه وقد مسكوا
الثمرات ِيهدُّ الخراب َ الخراب ُ
.....
.....
....
وراءك َ مهما يطول ُ العذاب ُ ،
مهما تغلُّ الأماني صعاب ُ
مهما يهدُّ الطريق َ الغبار ُ
ويعتقل ِ الحُلْم َ ناب ٌ وناب ُ
جاسم ألياس
التعليقات