المعرفة والفكر التربوي
هناك مقابلة تاريخية بين عامل المعرفة بمعناها الفكري والروحي وعالم الواقع بمعناه المادي والاجتماعي، وفي ذلك اختلاف باختلاف التفسيرات والمنهجيات والرؤية، وحسب الحالات المدروسة، وهناك عامل مشترك في إبراز النزعة التاريخية، إلى جانب عزل المعرفة عن الواقع عزلا يجعل منها عالما ( أرقى )، تستغل به وفيه نخب لها قيم وتصورات ( عليا )، توهم باجتياح الإنسان إليها، ومدافعة عن طبيعتها المتميزة التي لا يمكن التمكن منها إلا، بجهد فكري خاص يتضمن تهميشها، بل عداءا لمعطيات الواقع المادي .
الفكر التربوي أداة الحضارة، ووسيلتها في تخليد ذاتها، وضمان انسيابيتها، وتناقلها بين الأجيال، والحضارات أرحام الفكر التربوي، الفكر ينولد بالتربية ويولد معه الخلاق على تماس خير وسيلة واجداها في حفظ ذاتها وحمايتها من عوامل الانحلال والاندثار، وعندها يقع الوعي، وتبدأ ظاهرة عامة ثابتة من تاريخ البشرية لرسم منهج فهم ( حضارة ) و ( تربية )، وبعلاقة تفاعلية في تحديد دور التربية في حركة التقدم، أو ( التأخر ) الاجتماعي، فالتربية خصائص الفكر التربوي المعاصر، والحركة العلمية والتنشئة الاجتماعية وقيمها الثقافية، ومستلزمات التكييف الاجتماعي والثقافي، وتنمية الشخصية، والتنمية وميادينها، واجتماعية التربية والانثروبولوجيا والدراسة الانثروسيسولوجية والحضارة وتغير المجتمع .
مكارم المختار
التعليقات