قصة قصيرة (وَخزَة )
في صباح شتائي كانت واقفة تتفحص حقيبتها.. تدير رأسها شمالاً ويميناً.. اقتربْتُ منها فسألتني دبوساً.. أعطيتها واحداً احملُهُ لحجابي.. جلسَتْ القرفصاء تنظر للحقيبة من جهتها اليمنى.. كان طرفاها قد انفصلا عن بعض.. أمسكَتِ الدبوس لترتق به الفتق ولم تفلحْ في إدخاله.. أخذْتُهما منها.. اضطررْتُ لإخراج بعض كتبها.. كان مخطوط عليها مرحلة الابتدائية..
بعينيها الصغيرتين تنتظر أن أحلَّ لها مشكلتها.. ناولْتُها كتبها.. ابصرت جواربها كانتْ وبر الصوف بادية عليها يغوصان بحذاء صيفي قديم.. اختلسْتُ النظر للباسها المدرسي الذي بدا أكبر من حجمها..
أولجْتُ الدبوس وأغلقتُه.. نبّهتها أنّه قد يُفتح وتتعرض لوخزه.. ابتسمَتْ ببراءة أكلها الذبول.. وضعَتْ حزام الحقيبة على كتفها.. انصرفَتْ مبتعدة.. كنْتُ أتابعها بنظري.. أراها تحاول أن تسند أسفل الحقيبة براحة يديها.. تتحسس بين الفينة والآخرى موضع الدبوس.. أنتبهتُ لحركة يدها السريعة وسحبها للأعلى أنّها ووخزت.. ظلت عيناي ملتصقة بجسدها الصغير وحملها حتى دخلًتْ بنايةً.. مكتوب عليها: "مدرسة الأيتام"!
زينب فخري
التعليقات